أكد مختصان في شؤون الأسرى أن عام 2020م كان الأسوأ على الحركة الأسيرة، فقد ألقى الإهمال الطبي وجائحة "كورونا" بظلالهما السلبية على أوضاعهم المزرية أساسًا، مشيريْن إلى أن العام شهد ارتفاعًا كبيرًا في حالات الاعتقال الإداري.
وذكرت الناطقة باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات أمينة الطويل، أن هذا العام شهد ارتقاء أربعة فلسطينيين من الحركة الأسيرة لتبلغ حصيلة شهدائها 226 شهيدًا.
وأوضحت أن الشهداء ارتقوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي ولا تزال جثامينهم محتجزة رغم أن بعضهم أمضى مدة الحكم والآخرين كانوا موقوفين.
وأفادت بأن الشهيد نور رشاد البرغوثي تعرض لحالة إغماء وتأخرت إدارة سجن النقب عن معالجته، وقد كان معتقلًا منذ 2017 ومحكومًا بالسجن ثماني سنوات.
في حين أن الشهداء الآخرين هم: سعد الغرابلي "75 عاماً" من قطاع غزة وكان معتقلا 26 عاماً وتعرض لعزل انفرادي أكثر من 12 سنة، وكان يعاني عدة أمراض أهمها سرطان البروستاتا، والشهيد كمال أبو وعر الذي عانى أيضًا السرطان، والشهيد داود الخطيب.
وقالت: "الاعتقال الإداري زادت نسبته بواقع 8% عن العام السابق، حيث شهد عام 2020 أكثر من 1100 قرار إداري البعض منهم تجديد لقرار سابق وهناك تجديد لعدة مرات".
وأشارت الطويل إلى أن عدد الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال يناهز 400 أسير بعضهم تم التجديد لهم خمس مرات متتالية حيث تتراوح الدورة الواحدة للاعتقال الإداري بين شهرين إلى ستة أشهر.
ونبهت إلى أن الاعتقال الإداري شمل شرائح متنوعة بينهم كبار في السن وأطفال ونساء وصحفيون وأكاديميون، ومحررون أمضوا سنوات طويلة في السجون.
وأضافت أن بعض المستهدفين بالاعتقال الإداري لم يمض على الافراج عنهم سوى أسابيع، مؤكدة أن أوضاع السجون مزرية وصعبة على الوجه العام، "لكن عام 2020 وبسبب ممارسات سلطات الاحتلال كان الأسوأ على الحركة الأسيرة سواء على صعيد المرضى أو الظروف المعيشية بالسجون بالنظر إلى جائحة كورونا التي تعصف بالعالم وطالت عددًا كبيرًا من الأسرى الفلسطينيين".
وشددت على أن الأسرى باتوا في خطر شديد من جراء وصول الفيروس للسجون، "فهناك قرابة مئة إصابة في سجن جلبوع وعوفر وريمون، بالإضافة لحالات مشتبه بها في سجن الرملة لم يتم تأكيدها حتى اللحظة".
وذكرت الطويل أن سلطات الاحتلال تحاول التعتيم على الحالات المرضية شديدة الصعوبة كالشلل الكامل أو الجزئي أو الأمراض النفسية أو العصبية أو المصابين بعدة سرطانات، إذ تضم السجون 34 حالة مريضة مصابة بالسرطان أو أمراض أخرى تصنف أنها خطرة جدًا.
بدوره، أكد مدير مؤسسة "مهجة القدس" ياسر مزهر ما ذهبت إليه الطويل بأن عام 2020 يعد الأسوأ على الحركة الأسيرة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن عدد الأسرى المصابين بفيروس كورونا يناهز الـ140 إصابة، وفق رواية الاحتلال التي نشكك فيها.
وقال: "نحن على يقين أن العدد أكبر بكثير من المعلن عنه، إذ اعتدنا أن يتحفظ الاحتلال على إبلاغ الأسير بوضعه الصحي كما حدث مع العديد من الأسرى المصابين بالسرطان وعلموا بذلك بعد سنوات".
وتحدث عن استمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى، فالاحتلال لا يقدم أي علاج للأسرى ولم يتخذ أي إجراءات وقائية داخل السجون لمنع وصول الفيروس إليهم.
وأشار إلى وجود تصاعد في أعداد الأسرى الأطفال الذين تم اعتقالهم (قرابة ألفي طفل)، وتصاعد حملة الاعتقالات في مدينة القدس المحتلة.
وبين أن الانتهاكات بحق الأسرى وصلت إلى تصريحات وزير أمن الاحتلال الداخلي برفض إعطائهم لقاحا ضد الفيروس في المرحلة الحالية، إلى جانب العزل الانفرادي للأسيرات اللاتي يعانين أوضاعًا مأساوية في سجني "الدامون" و"هشارون".