فلسطين أون لاين

ثقافة استخدام الأدوات الشخصية بصالونات الحلاقة بغزة

...
الكوافير محمد أنور بكير - المتحدث باسم نقابة العاملين في مهنة الحلاقة في قطاع غزة

منذ ما قبل ظهور فيروس كورونا، انتشرت ثقافة جميلة ورائعة في صالونات تصفيف الشعر وفن التجميل في قطاع غزة، وهي تخصيص أدوات شخصية خاصة لكل زبون، حيث يقوم الكوافير باستخدامها للزبون عند كل زيارة إلى الصالون للتزين والتجمل.

والأدوات تتكون من: فوطة، وبشكير، ومشط، وفرشاة ذقن وموس وفرشاة إزالة الشعر، ومشط قص، وهي بالمناسبة لا تكلف كثيرًا، فقط أربعون شيقلًا، ولكن يكون الزبون قد اطمأن نفسيًّا وأمن على نفسه من استخدام أدوات الصالون التي ربما لا ينتبه الكوافير في أثناء تعقيمها جيدًا، وتكون محملة بالأمراض التي ربما لا تكون قاتلة ولكن تكون مُعدية وتحتاج إلى علاج.

ولكن أيضًا في قطاع غزة يوجد أدوات استخدام مرة واحدة، وهي عبارة عن موس وفوطة فقط، وأول من استخدم هذه الأدوات هم حلاقو المملكة العربية السعودية للحلاقة للحجاج، وذلك لضمان عدم تفشي العدوى بين الحجاج، وأيضًا استخدمت في مستشفيات الدول الغربية ثم العربية.

ولكن قبل ما يقارب 15 عامًا بدأ حلاقو غزة استخدام هذه الأدوات فقط للزبون الذي يعاني مرض التينيا أو الثآليل أو آثار دمامل أو حب، أو الجرب، فكان الحلاق يستخدم أدوات استخدام مرة واحدة.

ولكن بعد أن أصبح سعر هذه الأدوات رمزيًّا، تتوافر الآن داخل الصالونات بكثرة، وعبر هذا المقال أحببت أن أوصل للقارئ الكريم أنه بإمكانه تبني ثقافة استخدام الأدوات مرة واحدة داخل صالون الحلاقة، أو تخصيص أدوات خاصة، بحيث يكتب اسمه على الأدوات وتستخدم عند كل زيارة للحلاقة.

وبكل أمانة مهنية يجب على الحلاق أن يخصص أدوات خاصة لكبار السن، أو لمن لديه مرض مزمن، أو إذا كان الحلاق يعلم أن أحد زبائنه يحمل مرض الكبد الوبائي، هنا يجب عليه أن يفرض عليه أدوات خاصة، لأنه إن حدث، وجرح الحلاق الزبون المُصاب فربما يعدي عشرات الزبائن في حال نسي الحلاق تعقيم الموس.

لذلك -عزيزي القارئ- يجب أن تتبنى ثقافة الاستقلالية بكل شيء، حتى في مكان عملك يجب أن تخصص كأسًا خاصة لشرب الشاي أو القهوة، أيضًا في البيت يجب أن يخصص كل فرد من أفراد الأسرة منشفة خاصة به داخل البيت، وهكذا من أمور شخصية، لأنه ربما يكون الشخص مُصاب دون أن يدري وبذلك ينقل العدوى لغيره.

لقد اخترت لهذا المقال عنوان: ثقافة استخدام الأدوات الشخصية داخل صالونات الحلاقة، ولكن أعتقد هي ضرورة استخدام الأدوات الشخصية داخل صالونات الحلاقة، وليس فقط ثقافة، لأنه يقع على عاتقنا جميعًا أن نحافظ على الأمن الصحي داخل المجتمع.

من هنا وباسم نقابة العاملين في مهنة الحلاقة في قطاع غزة أدعو زملاء المهنة كافة لحث الزبائن وتشجيعهم على تخصيص أدوات خاصة لهم، لضمان سلامتهم، والحفاظ عليهم، وللتقليل من انتشار أي عدوى بين الناس، وذلك لأي مرض حتى لو كان بسيطًا، وهنا نكون قد حصلنا على الأجر والأجرة ونتقي الله في عملنا.