قائمة الموقع

بعد (12) سنة لا يزال جرح عائلة السموني ينزف

2020-12-28T12:02:00+02:00

في الخامس من كانون الأول (يناير) 2009م، استيقظت العائلة التي حُجزت في ملجأ أحد البيوت على وقع صوت انفجارات هزت أغشية قلوبهم كما جدران البيت، ليغمض كل فرد عايش تلك المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحقهم عينيه عندما يتذكر تلك المشاهد "البشعة"، ويحبس أحمد السموني دموعه أمام أطفاله عندما يسألون عن جديهما اللذين حرموا دفئهما وحنانهما، وهو يروي لهم بعض ذكرياتهما، ولكن السؤال الذي "يشلع" قلبه: "بابا هما وين راحوا؟!".

مرت 12 سنة على المجزرة لكن تفاصيلها القاسية لا تزال جاثمة في مخيلته وأفراد عائلته، فالجرح لم يبرد بعد، وكل شيء كبير مع مرور الزمن عليه يصغر إلا الحزن.

يقول لصحيفة "فلسطين": "الحزن لم يفارق قلوبنا، والجرح ينزف، خاصة مع وجود أبناء الشهداء وتربيتنا الأيتام، الذي أصبح عبئًا نفسيًّا كبيرًا، والأثر الذي لا يزال محفورًا على أجساد الجرحى كالبتر وهم أمام أعيننا".

وهذه الجريمة التي ارتكبها الاحتلال بحق عائلته غرست الحزن في قلوبهم إلى الأبد على من فقدوهم، فتلك الذكرى التي بات أثرها في قلوبهم كأنها بالأمس، يضيف: "بل على العكس الأمر يتفاقم مع حاجتنا لآبائنا وأهالينا وأعمامنا، فقدت منهم 20 شخصًا، من أنسى لأنسى؟!".

وفي كل عام مع اقتراب الذكرى يزيد الحزن والأسى، والخوف من الفقد في قلب أحمد ومن بقي على قيد الحياة، فهذه المجزرة فطرت قلوب أشخاص على ذويهم الذين فقدوهم فيها: "فقدنا بغيابهم كل شيء جميل".

ويرى أن أطفاله اليوم يعيشون طفولة منقوصة مع حرمانهم العيش في كنف جديهما، وأن يستمتعا بأجواء الدفء والحنان: "فقد حرموا هذا الحب والدلال والمشاعر التي يغرسها الأجداد في نفوس الأبناء، وعلى صغر أعمار الأبناء وبساطة أحلامهم الحسبلة على ألسنتهم لما اقترفه الاحتلال بحقنا".

وأكثر ما يؤلم قلبه أيتام العائلة الذين هم أكثر منه ألمًا، إذ إنهم يشعرونه بالعجز والضعف والانكسار، مع حاجتهم لمن ينصرهم ويشعرهم بالدفء، فلا أحد يستطيع أن يعوضهم.

ولكن ما يبرد نار أحمد أن القتلة لا يزالون على قيد الحياة، فهو على يقين أنه سيأتي اليوم الذي سينتقم الشعب الفلسطيني منهم، ويطالب المؤسسات الحقوقية أن تنصف قضيتهم وتعيدها إلى الواجهة وتظهر معاناتهم المستمرة.

وشقيقه صلاح الذي لا يزال يعاني تلك الذكرى الأليمة بعدما فقد أعز ما يملك والده ووالدته أعمدة البيت، وفلذة كبده ابنته، وأقارب آخرين، لا يستطيع مقاومة شعور الفراق، خاصة بعدما فقد 29 شخصًا في لحظة واحدة.

يقول: "كان الوجع صعبًا ولا يزال، خاصة أن الشخص يمر بمواقف يكون بأمس الحاجة للجوء إلى حضن والدته، وسنده والده صاحب الرأي والمشورة، ولكن قدر الله نافذ، فتحملت أعباء إخوتي الصغار بعد وفاة والدي من مواصلة متابعتهم صحيًّا جراء إصابتهم، وتعليمهم".

وبصوت بائس وحزين يتابع: "لا يزال عقلي الباطني يحتفظ بتلك المشاهد "المرعبة" والصعبة التي لا يمكن وصفها، ولكن ما يصبرني أنه إذا غابت عدالة الأرض فلن تغيب عدالة السماء، حتى لو برئ المجرمون على ما اقترفته أيديهم".

ولم يستكن أو يستسلم بل قدم على الملأ وثائق وبراهين تثبت أن من أقدم الاحتلال على قتلهم هم مدنيون وأطفال، يشير إلى أن الاحتلال أصدر لهؤلاء الأطفال "شهادات وفاة بدل شهادات المدرسة".

وبانفعال يتابع صلاح: "فما الذي فعلوه؟!، هل قوات الاحتلال بقصفهم دمروا دبابات ومطارات وطائرات حربية؟!، إنهم دمروا بيوتًا آمنة على ساكنيها، وحمامات زراعية يعملون فيها لتأمين لقمة عيشهم، ليلاحق أفراد عائلتي حتى اليوم الفقر والظروف النفسية الصعبة".

وما زاد من مأساتهم وحرقة دمهم ترقية الضابط "إيلان مالكا" الذي قام بهذا العمل الإجرامي، يضيف: "إن الاحتلال معروف أنه يعيش على الدم والدمار".

ووقعت مجزرة عائلة السموني في كانون الآخر (يناير) 2009م، خلال الحرب العدوانية التي شنها الاحتلال آنذاك على قطاع غزة، حيث جمع العشرات من أفراد العائلة في منزل، ثم أقدم على قصفه.

اخبار ذات صلة