يرى خبيران في الشأنين الإيراني والإسرائيلي أن تصاعد التهديدات في الآونة الأخيرة بين طهران و(تل أبيب) تندرج في إطار الحرب الإعلامية، مستبعدَيْن إمكانية حدوث مواجهة بين الطرفين لكونهما غير معنيتين بذلك.
وتشهد الفترة الحالية تصعيدًا متبادلًا بين إيران و(اسرائيل)، إذ حذَّر مسؤول إيراني من أن بلاده تعدُّ وصول غواصة إسرائيلية إلى مياه الخليج عملًا عدائيًا، في حين أكد مسؤول إسرائيلي أن (تل أبيب) تراقب الوضع وتتحسب لهجوم إيراني أو حرب خاطفة.
وتصاعدت حدّة التهديدات الإيرانية كثيرًا بعد اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة في نهاية نوفمبر الماضي، واتهام طهران الصريح للموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء العملية.
حرب إعلامية
الخبير في الشؤون الإيرانية في لبنان د.علي عز الدين يرى أن التهديدات الإسرائيلية بإرسال غواصة إلى مياه الخليج "حرب إعلامية استباقية لإظهار القوّة بردع إيران ومنعها من الرد على اغتيال العالم النووي.
ويشير عز الدين لصحيفة "فلسطين" إلى نفي المسؤولين الإيرانيين في الوقت ذاته تحرك غواصة إسرائيلية تجاه المناطق القريبة من إيران، وهو ما يُدلل على أنها "حرب إعلامية فقط".
ويصف ما يجري بين (اسرائيل) وإيران أشبه بـ"حرب باردة-ساخنة"، في الوقت الذي لا يكون بينهما أي رد علني، وقد يكون ردًّا خفيًّا من خلال تنفيذ عملية مخابراتية في إحدى الدول الأوروبية دون تبنيّها من أحد.
ويقول: "(اسرائيل) ذكيَّة ولا تُراهن على إرسال غواصة خشية الرد الإيراني، لكنها تحاول من خلال هذا الإعلان إظهار أنها قوية ولا تخاف من إيران".
ويوضح عز الدين أن الحرب السيبرانية مشتعلة بين الطرفين ولم تتوقف، وهي أحد أنواع الردود الخفيَّة بينهما، معتبرًا أن ضخامة الضخ الإعلامي تدلل على عدم وجود حرب، حتى التهديدات بالرد على اغتيال العالم النووي، مستبعِدًا في الوقت ذاته أي مواجهة بين الطرفين.
الاتفاق النووي
ويعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي في أراضي الـ48 وديع أبو نصار، أن التصعيد الجاري يأتي قبيل تسلم جو بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة، و(إسرائيل) معنيّة بتوريط إيران وتصويرها على أنها تسعى للحروب.
ويوضح أبو نصار لصحيفة "فلسطين" أنَّ التحركات الإسرائيلية تأتي للتأثير سلبًا على إمكانية عودة الإدارة الأمريكية القادمة للاتفاق النووي مع إيران، في حين تحاول الأخيرة إظهار أنها قوة عظمى وتجابه (إسرائيل) في سبيل تقديم الولايات المتحدة تنازلات جوهرية لها.
ويعدُّ أن ما يجري بين الطرفين يندرج في إطار "حرب نفسية وإعلامية فقط"، لأنهما لا يقدران على خوض حرب جِديّة في هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن (اسرائيل) ستبذل جهودًا جبَّارة لإقناع "بايدن" بعدم العودة للاتفاق النووي مع إيران.
ويبيّن أن (إسرائيل) ستحاول نشر معلومات ربما تكون مفبركة عمّا تقوم به إيران من إخلال بالتفاهمات مع المجتمع الدولي، في حين ستواصل إيران حربها النفسية من خلال هجمات إلكترونية أو محاولة تعزيز وجودها في بعض دول الإقليم وحواراتها مع بعض الفصائل المتنوعة من دول عربية مختلفة.
ويستبعد أبو نصار أن يُمضي أي من الطرفين باتجاه مواجهة مباشرة عسكرية، لأنهما يدركان جليًّا أن المواجهة قد تخرج عن السيطرة وسيخسر كل منهما الكثير فيها.
ويشير إلى أن (اسرائيل) وإيران تعيشان في مرحلة صعود وهبوط في الآونة الأخيرة، حيث شهدت الأيام الماضية القليلة هجمةً الكترونية إيرانية على الاحتلال.