قال الباحث والأكاديمي، عزام التميمي، إن انتخاب إسماعيل هنية لقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خلفاً لخالد مشعل، لن يضر بالمسار السياسي للحركة، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، لكون السياسة في "حماس" تصنعها "مؤسسات" و"ليس فرد على رأس الهرم القيادي".
وفاز هنية، المولود عام 1963، برئاسة المكتب السياسي لـ"حماس"، خلفاً لمشعل، الأحد 7-5-2017، عبر انتخابات جرت داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها في وقت متزامن، بواسطة نظام الربط التلفزيوني (فيديو كونفرنس).
وأضاف التميمي، وهو فلسطيني بريطاني، أن "حركة حماس منذ نشأتها وهي تعمل من خلال مؤسسات، وقياداتها تمارس عملها عبر عملية شورية تكاد تكون نادرة في أوساط الحركات الإسلامية المعاصرة".
واستدرك بقوله: "لا شك أن ترجل الأخ خالد مشعل بعد ما يقرب من اثنين وعشرين عاماً على رأس الحركة، قد يشجع بعض الأطراف على جس النبض واختبار المياه، ولكن في نهاية المطاف السياسة في حماس لا يصنعها فرد على رأس الهرم القيادي، وإنما مؤسسات الحركة".
الميثاق الجديد
وعن وثيقة حماس الجديدة، قال التميمي،مؤلف كتاب "حماس.. فصول لم تُكتب" (Hamas Unwritten Chapter)، أنها (الوثيقة)"جاءت بعد سنوات من الجدل داخل أوساط الحركة حول الميثاق القديم، الذي نشر في أغسطس (أب) 1988".
وتابع: "كانت مطالب كثير من أعضاء الحركة وأنصارها تتركز على ضرورة إعلان إلغاء الميثاق القديم، والخروج على الرأي العام بميثاق جديد ".
ون رأى التميمي، المولود في مدينة الخليل بفلسطين عام 1955، أن الوثيقة الجديدة للحركة "تعد إنجازاً مهماً"، قائلاً:" "لا ينبغي أن ينظر إلى هذا النص (الموافقة على إقامة دولة فلسطينية على حدود 67) على أنه تنازل من الحركة عن مبادئها أو مواقفها، فالوثيقة تؤكد مراراً وتكراراً أن حماس ترفض الاعتراف بالكيان الصهيوني، ولا تقر أي تنازل عن أي قطعة من فلسطين، وتتمسك بحق العودة الكامل لكل من هجروا في النكبة (عام 1948) وفي النكسة (عام 1967)".
وتابع: "لعل المقصود من ذلك الموقف هو توجيه رسالة إلى أطراف إقليمية ودولية معينة في حقبة من أحلك الحقب التي تمر بها المنطقة والحركة".
أولويات الحركة
وحول السيناريو المحتمل لحركة "حماس" خلال الفترة القادمة في ضوء المعطيات بالمنطقة، رأى التميمي أنه "لا يوجد في الأفق ما يشير إلى تحولات مهمة".
وأردف قائلا: "طالما أن الوضع مستمر على ما هو عليه، فستكون أولويات حماس في ظني هي أولوياتها نفسها في المرحلة السابقة، وأبرزها الاستعداد لأي مواجهات محتملة مع الكيان الصهيوني، ومحاولة فتح بعض الأبواب المغلقة في العلاقات الدولية، وخاصة مع دول المنطقة".