قائمة الموقع

"ياسين" القارئ الكفيف شجن صوته يستنفر حواس مستمعيه

2020-12-27T10:53:00+02:00
61460e8d-4334-454f-a5ab-6720a0e2aa38.jpg


صوته يحمل شجنا يدغدغ مشاعرك حينما يتلو آيات من القرآن الكريم وهو يحرك أصابعه يتحسس حروف المصحف المطبوع بلغة برايل الخاص بالمكفوفين، لا يجعلك تمل وهو يبرع في الانتقال بين طبقة صوتية وأخرى، يثير إعجابك لدرجة لا تتمنى أن يسكت عن التلاوة.

حينما يبتهل ياسين الجمال يأسر أذنيك، وتثور ثائرتك معه حينما ينشد أناشيد حماسية، ويدفعك صوته إلى أن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتردد المديح في حبه معه، صوته الندي يجعلك تنصت له بجميع حواسك.

القارئ الكفيف ياسين من حي الزيتون شرق مدينة غزة، ذاع صيته حينما انتشرت له مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، والتي أثارت إعجاب الكثيرين وجعلتهم يصوتون له في مسابقة على مستوى قطاع غزة ليحصل على المركز الرابع فيها.

ياسين (16 عاما) فقد بصره منذ ست سنوات بعد أن عانى مشكلات صحية في عينيه وأجرى العديد من العمليات الجراحية ولكنها لم تفلح في إنقاذ بصره، يقول لصحيفة "فلسطين": "فقدت البصر، ولكني لم أفقد البصيرة، فقد عوضني الله بصوت ندي يتمنى الكثيرون لو حباهم الله إياه".

اكتشف ياسين أنه يمتلك صوتا جميلا قدرا، يضيف: "قبل ١٠ أعوام كنت ألعب لعبة الأناشيد مع عائلتي، بمعنى أن يكمل التالي بآخر حرف انتهى عنده السابق، حينها أنشدت لماهر زين شوفت ياما، صدم الجميع حينما سمعوني، وهذه بداية نقطة التحول نحو تشجيعي لحفظ القرآن وتلاوته".

حلاوة الصوت وراثة في أسرة ياسين، فوالده ووالدته وإخوته وأخواته موهوبون كذلك، وجميعهم يحفظون أجزاء من القرآن الكريم، وعلى الدوام يتبارون في البيت أيهم يتلو ما يحفظ منه بصوت أجمل.

يحفظ ياسين القرآن عبر الاستماع، ويتعلم الأحكام أيضا، حاول كثيرا الالتحاق بدورة أحكام ولكن لخصوصية وضعه يحتاج إلى مختص يقدم له الأحكام بلغة برايل ولم يتسنَّ له ذلك بعد.

ويشير ياسين إلى أنه منذ عام التحق بفرقة للإنشاد، لأن الناس صارت تطلبه شخصيا ليقيم لها حفلات الأفراح، أو العقيقة، أو المولد النبوي، وحفلات الوداع للحج، أو الميلاد.

وبعض العائلات تحدد يوما في الأسبوع لتستمع لصوت ياسين سواء في القرآن أو الانشاد، وأكثر ما يطلبون سماعه "بحبك وبريدك" وهي مديح في حب النبي.

ويرجع ياسين الفضل في شق طريقه ليصبح قارئا لأسرته بكاملها، فهي من منحته الثقة الكاملة وآمنت بموهبته ونمتها حتى وصل صوته إلى الناس.

وعن أكثر القراء الذين يحب أن يستمع إليهم ويقلدهم، من الجدد المصري إسلام صبحي، والقارئ السعودي ياسر الدوسري، ومن القدامى المصري محمد صديق المنشاوي، ومحمود الحصري.

وياسين يمتلك موهبة في تلوين صوته، والصعود والنزول بين المقامات بكل سلاسة دون نشاز، وهذه المقامات تعلمها عن طريق الاستماع، ويوضح أن من أكثر المقامات التي يفضل الناس سماعها بصوته هو مقام الصبا وهو مقام فيه حزن وشجن.

ويطمح ياسين إلى أن يصبح قارئا محترفا يجوب البلدان كإمام يرفع اسم فلسطين فيها ويؤم في أكبر المساجد فيها، هذا بعد أن يجد مختصا يعلمه أحكام التجويد بطريقة برايل.

ولكي يوثق ويظهر موهبته أكثر يحتاج ياسين إلى استوديو، وكاميرا، ليسجل القرآن والأناشيد بصوته التي يصعب عليه توفيرها لعدم مقدرته المالية.

 

 

 

 

اخبار ذات صلة