بلغ سعر العملة الرقمية بيتكوين إلى أكثر من 23 ألف دولار، فيما يعد أعلى مستوى لها في تاريخها، مما دفع الخبراء لدراسة سبب هذا الارتفاع المفاجئ في وسط جائحة كورونا.
وقال محللون في مصرف "غولدمان ساكس" أن أسعار العملة الرقمية بيتكوين والنحاس قد شهدا تقلبات عديدة هذ العام قبل أن يصلا إلى مستويات قياسية في أسعارهما مع تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
وبحسب موقع "سي إن بي سي" أوضح المحللون في مذكرة بحثية نُشرت، أمس الخميس، أن كلا من المستثمرين المؤسسيين والأثرياء يتجنبون العملات المشفرة نظرًا لقضايا الشفافية الكامنة فيها"، مشيرين إلى أن ارتفاع النحاس كان العامل الرئيسي لارتفاع بتيكوين.
وكانت بتكوين قد وصل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة عندما تجاوز سعرها يوم الأربعاء الماضي 23 ألف دولار، قبل أن تعاود الهبوط لاحقا إلى نحو 22.899 دولار، علما أنها منتصف شهر مارس كان سعرها قد هبط إلى نحو 5 آلاف دولار مع تفشي الموجة الأولى لجائحة كوفيد-19.
وقد أدت الشعبية المتزايدة لعملة البيتكوين إلى أنها أصبحت أحد الأصول التي يتم تداولها على نطاق واسع، مثل العملات التقليدية القوية.
وفي الوقت نفسه ، تجاوزت أسعار النحاس 8 آلاف دولار للطن المتري يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى لها منذ فبراير 2013. ومنذ ذلك الحين قلصت أسعار النحاس لمدة ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن المكاسب، حيث تم تداولها عند 7991 دولارًا خلال صفقات استراحة الغذاء.
وارتفع النحاس بأكثر من 28٪ منذ بداية العام حتى الآن، وهو في طريقه للحفاظ على صعوده الإيجابي للسنة الرابعة في آخر خمسة أعوام.
يتزامن الارتفاع الصعودي للنحاس لعام 2020 مع ارتفاع الأسهم الأخرى والأصول الخطرة في الأسابيع الأخيرة، والذي ترافق مع تحسن معنويات السوق نتيجة الأخبار الإيجابية بشأن لقاحات فيروس كورونا.
ويتمتع النحاس بسمعة طيبة بي كمقياس للاقتصاد العالمي بسبب نطاقه الواسع من الاستخدامات النهائية، سواء في قطاع البناء أو في السلع الاستهلاكية مثل السيارات والأجهزة الكهربائية.
في وقت سابق من هذا الشهر، قال بنك غولدمان ساكس إنه من "المحتمل للغاية" أن تختبر أسعار النحاس بحلول النصف الأول من عام 2022 المستويات القياسية الحالية البالغة 10.170 دولارًا والتي تم تحديدها في العام 2011.
ورغم تحديد ارتفاع أسعار البيتكوين والنحاس في الأشهر الأخيرة، قال المحللون في غولدمان ساكس إنهم يعتقدون أن البيتكوين والذهب سيكونان قادرين على "التعايش".
وأوضحوا أن "ضعف أداء الذهب مؤخرًا مقابل المعدلات الحقيقية والدولار قد ترك بعض المستثمرين قلقين من أن البيتكوين تحل محل الذهب كأداة تحوط من التضخم".
وأضافوا: "في حين أن هناك بعض الاستبدال يحدث، بيد أننا لا نرى ارتفاع شعبية البيتكوين يشكل تهديدا وجوديا للذهب كعملة الملاذ الأخير."
وأردف محللو البنك: "من وجهة نظرنا ، فإن عملة البيتكوين هي تجارة رابحة الانكماش بالتجزئة، بينما الذهب هو أصل دفاعي للحفاظ على رأس المال الحقيقي على المدى الطويل".