لصعوبة الأوضاع الاقتصادية والحصار المفروض على قطاع غزة، وقلة فرص العمل وزيادة معدلات البطالة، لا يجد زوجها عملًا ثابتًا، فاتخذت هي من مهاراتها وإتقانها لفنون التطريز فرصة عمل، تدر من خلالها الدخل على أسرتها.
الأمر بالنسبة للسيدة شيرين نصار (31 عامًا) -متزوجة ولديها ثلاثة أطفال- ليس فرصة عمل فحسب؛ بل استمتاعًا وحبًا لا متناهيًا لفن تمارسه على مدار 17 عامًا، وجدت نفسها فيه.
صناعتها للمشغولات ذات الصبغة التراثية، أمر لا يتقنه الكثيرون خاصة أنه يحتاج إلى تروٍ ودقة و"طولة بال"، كما أن تحويلها لإكسسوارات الزينة التقليدية الخاصة بالنساء إلى إكسسوارات جذابة، جعل النساء يتخذنها زينة لهن.
خيوط وأقمشة وخرز وأدوات مساعدة، هي رأس مال السيدة نصار، إلى جانب مهاراتها في فنون التطريز والفن التشكيلي والخياطة، وذوقها الرفيع الذي يضفي على المشغولات الجميلة جمالًا آخر.
ولا يقف ما تنتجه عند الأساور والعقود والحلقان والسلاسل والخواتم والخلاخل، بل يتعدى ذلك إلى التحف والهدايا والشالات، ذات الألوان الساحرة، والأشكال المتنوعة.
وتستوحي أفكارها لتصميم أشكال جديدة وموديلات حديثة من خلال البحث في شبكات الإنترنت، كما أنها تعرض بعض أعمالها على صفحة خاصة بها على موقع فيس بوك.
نصار الحاصلة على دبلوم دعم نفسي ودبلوم تنشيط، تدرس تخصص الخدمة الاجتماعية إلى جانب صنعها المشغولات التراثية، أوضحت أن بعض المشغولات تشتريها جاهزة وتضيف عليها لمساتها الخاصة، كالعقود.
ولفتت في حديثها لصحيفة "فلسطين" أن مشغولات أخرى تنتجها بكاملها من نقطة الصفر إلى شكلها النهائي، كبعض الأساور، مشيرة إلى أن بداية عملها كان يتضمن تعليم سيدات وتدريبهن للحصول على عائد مادي بسيط.
وقالت: "عَلّمت السيدات كيفية التطريز الفلاحي والمدني، لكنهن كن يجدن صعوبة في مراحل التشطيب على أطقم جاهزة، بدوري كنت أساعدهن في ذلك"، مضيفة: "قضينا على وقت الفراغ بعمل مفيد، واستفدنا من عوائده المالية".
وأشارت نصار إلى أن أسعار القطع والمشغولات رمزية، ويكون الربح في الكم الكبير الذي يباع في المعارض وغيرها من الأماكن، موضحة أن مشروعها بدأ صغيرًا، وكانت تجمع ريع ما تبيعه وتشتري به خامات جديدة وتحيك بها مشغولات جديدة.
وحول الصعوبات التي تواجه مسيرتها في إنتاج المشغولات الفنية والتراثية، أوضحت أن الحصار هو العائق الأكبر، كون المعابر مغلقة وبصعوبة بالغة تحصل على أطقم أصلية لازمة لعملها.
وتهتم شيرين بالتراث الفلسطيني، من خلال حرصها على صناعة المشغولات الحديثة بإضفاء الألوان والغرز التراثية، وتخصيص جزء من فنها لإنتاج ميداليات متنوعة وإكسسوارات تحمل ألوان العلم الفلسطيني.