قائمة الموقع

الأسرى في مواجهة "كورونا".. استهتار إسرائيلي بحياتهم تقابله حماية المستوطنين

2020-12-26T09:20:00+02:00
وحدات قمع الاحتلال الإسرائيلي تقتحم أحد أقسام الأسرى (أرشيف)

لم تشفع جائحة كورونا للأسرى الفلسطينيين أمام إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بعدما كانت السبب الأول والأخير في وصول الفيروس إلى غرف وأقسام السجون، ما أدى لإصابة قرابة 140 أسيرا بمرض "كوفيد-19"، في وقت يعانون فيه ظروفًا صعبة وقاسية من جراء استمرار انتهاكات الاحتلال بحقهم، حسبما يؤكد مدير دائرة الإعلام في هيئة شؤون الأسرى والمحررين ثائر شريتح.

وفي حوار صحفي عبر الهاتف، يؤكد شريتح لصحيفة "فلسطين"، أن إدارة سجون الاحتلال اتخذت جائحة كورونا ذريعة جديدة للانتقام من الأسرى عبر سياسة الاستهتار بحياتهم مقابل ما توفره (إسرائيل) من حماية وإجراءات احترازية لوقاية مجتمع المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نكبة 1948، والمستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية والقدس المحتلتيْن.

ونبَّه إلى أن (إسرائيل) تعدّ الجهة الوحيدة في المعمورة التي استغلت الجائحة لتنفيذ أجندات خاصة والانتقام من الأسرى داخل السجون، تِلك البيئة غير الصحية أو الإنسانية.

وإذ يشير شريتح إلى أن الاحتلال منذ وصول جائحة كورونا الأراضي المحتلة، اتخذ التدابير اللازمة لحماية المستوطنين عبر الإغلاق وتأكيد ضرورة التزام إجراءات الوقاية من الفيروس، أبدى استهتارًا كبيرًا بحياة الأسرى وحال في أحيان كثيرة دون توفير المعقمات وأدوات التنظيف وأشكال الوقاية لهم، دون مبالاة بحياتهم.

وأضاف أن الاحتلال اتخذ خطوة غير أخلاقية بمصادرته كل أنواع المعقمات للحيلولة دون تمكين الأسرى من مواجهة الفيروس داخل السجون، وكذلك لم يتجاوب مع مطالب الحركة الأسيرة.

ومقابل ذلك لجأ الأسرى إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر لمنع وصول الفيروس إلى جميع الأقسام والغرف التي يقبعون خلف جدرانها، وفق شريتح، لافتًا إلى استمرار الاقتحامات للأقسام وعمليات التفتيش بشكل مقصود لنقل العدوى إليهم.

أدلة كافية

وذكر أن فيروس كورونا وصل إلى أسرى يعانون أمراضًا خطرة ما يشكل تهديدًا حقيقيا عليهم، عادا ذلك "دليلا كافيا على أن الاحتلال لا يأبه لحياة وصحة وإنسانية الأسرى الذين اعتقلوا نتيجة بحثهم عن حرية وطنهم وشعبهم".

وعدَّ وصول الفيروس إلى السجون كارثة كبيرة بسبب اكتظاظ غرف السجون، إذ أن الغرفة الواحدة يقبع فيها 7- 8 أسرى، والقسم الواحد فيه ما بين 70- 80 أسيرًا، موضحا أن سجن "جلبوع" الإسرائيلي لوحده أصيب بداخله أكثر من 100 أسير جراء عدم تعامل إدارة السجون معهم بجدية أثناء تنقلهم للعيادات أو المحاكم، واستمرار الاقتحامات وعمليات التفتيش في سجون أخرى.

وذكر أن هيئة شؤون الأسرى خاطبت منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، وجهات دولية أخرى، ووضعتهم في صورة الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى، من أجل التحرك سريعًا وإجبار الاحتلال على التوقف عن الاستهتار بحياتهم؛ للحد من تفشي الفيروس بينهم.

وأضاف حول ردة الفعل المؤسسات الدولية، حقوقية وإنسانية: "حتى اللحظة لا يوجد أي إجراءات على أرض الواقع داخل السجون، فالمنظومة الدولية بشكل كامل مقصرة في الوقوف عند مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له الأسرى من جرائم وانتهاكات".

وأكمل أن هذه المؤسسات طالما بقيت تتعامل بهذه الطريقة مع قضية الأسرى، فهي شريك أساسي ورئيس في معاناة الأسرى، محملا الاحتلال بالدرجة الأولى المسؤولية الكاملة عن حياتهم.

ووصف الأوضاع داخل السجون بالصعبة والمأساوية؛ بسبب استمرار هجمة الاحتلال على الأسرى حتى باتوا يتعرضون لاعتداءات واقتحامات يومية.

تنافس إسرائيلي

وتابع شريتح أن هناك تكرارا للحياة اليومية داخل السجون والمعتقلات، وهذا نتيجة التطرف الإسرائيلي والعنصرية القائمة على المنافسة الداخلية بين المتطرفين الإسرائيليين سياسيين وعسكريين الذين يرون أن هؤلاء الأسرى شريحة يجب الانقضاض عليهم لتحقيق مكاسب سياسية وذلك في إطار المنظومة العدائية للاحتلال.

ورأى أنه لا يوجد ما يمنع الاحتلال لكف انتهاكاته بحق الأسرى، في وقت باتت فيه السجون عبارة عن قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة بسبب مواصلة الانتهاكات.

وأكد أن انتهاكات إدارة السجون ستجابه من قيادة الحركة الأسيرة، مردفا "إن لم يتراجع الاحتلال عن كل هذه الهجمات ستكون بداية عام 2021 مختلفة، وسيدفع ثمنًا كبيرًا من قبل الحركة الأسيرة والشعب الفلسطيني".

وأشار إلى أن "نتنياهو يستخدم قضية الأسرى ورقة رابحة في دعايته الانتخابية ومنافسته وحربه مع الأحزاب الإسرائيلية، ولقد عهدنا دائمًا أنه قبل كل انتخابات إسرائيلية ترتكب إدارة السجون انتهاكات انتقامية ضد الحركة الأسيرة".

وطالب شريتح بتوفير الحماية الدولية للأسرى، عادًا أن أسرى جنود الاحتلال لدى كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس "مكسب غير عادي ومرحلة ينتظرها شعبنا الفلسطيني".

وشدَّد على أن الإفراج عن الأسرى يجب أن يكون من خلال كل الوسائل والطرق ومن ضمنها عمليات التبادل، داعيًا إلى دفع الوسطاء الدوليين للضغط على حكومة الاحتلال للاستجابة وتنفيذ صفقة تبادل مشرفة قادرة على تحقيق طموحات وآمال المئات من الأسرى.

وبعض الأسرى أصدرت محاكم الاحتلال بحقهم أحكاما غير منطقية، وصلت إلى آلاف السنوات، فيما أكد شريتح أن أصحاب هذه الأحكام يعلقون آمالهم على صفقات التبادل.

اخبار ذات صلة