لاتزال الصين انتقادات دولية شديدة لقمعها الأقليات في البلاد وعلى رأسهم أقلية الأويغور المسلمة، وذلك مع تواتر التقارير التي تتحدث عن وقوع انتهاكات منهجية بحق ذلك أبناء ذلك المجتمع المحلي.
وتتهم منظمات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان الصين بأنها تعتقل في إقليم شينجيانغ (شمال غرب الصين) ما لا يقل عن مليوني مسلم في "معسكرات إعادة تأهيل" والعمل القسري، بينما بكين عن "مراكز للتدريب المهني" تهدف إلى إبعاد الأفراد عن التطرف الديني.
وأفادت دراسة أميركية أن ما لا يقل على 570 ألفا من أفراد أقلية الأويغور المسلمة أرغموا على العمل في حصاد القطن في شينجيانغ في شمال غرب الصين.
والأويغور هم مسلمون ناطقون بالتركية يشكلون المجموعة العرقية الأكبر في شينجيانغ، الإقليم الشاسع الواقع في شمال غرب الصين والذي يتمتّع بحكم ذاتي والحدودي مع كلّ من أفغانستان وباكستان.
وبحسب موقع"فيجن تايمز "يعيش الأويغور وغيرهم من المسلمين في رعب منذ فترة طويلة، ولكن الآن يواجهون مستوى أعلى من الرعب والخوف.
فقد نقل الموقع عن أحد المصادر أن هناك عن 613 إمامًا من ائمة المساجد قد اعتقلوا كجزء من حملة السجن خارج نطاق القانون لاحتواء الأقليات المسلمة في الصين والسيطرة عليها.
ويقو الناشط الأويغوري عبد الولي أيوب أن سكان إقليم شينجيانغ باتوا يشعرون بالخوف من الموت لأنهم لن يجدوا إمام مسجد يساعدهم في دفن موتاهم وفقا للشريعة الإسلامية.
ونقل أيوب عن المحتجزين السابقين في معسكرات الاعتقال قوله إن "الآن الأويغور ليسوا خائفين من العيش تحت التعذيب والقمع، إنهم خائفون من الموت ... إنه أمر مأساوي للغاية"، في إشارة إلى عدم قدرة دفن الموتى بحسب الشريعة .
وقال ذلك المحتجز إنه عندما كان يموت أحدهم كان عليهم أن يسجلوا اسهم في "قائمة انتظار" على أمل أن يتوفر أمام مسجد لإقامة صلاة الميت.
وأوضح خبراء أنه ليس من المستغرب أن يستهدف المسؤولون الصينيون الشخصيات الدينية وقادة مجتمعات الأقليات بحجة "محاربة التطرف" لأن بكين تسعى إلى تدمير ثقافة الأويغور، موضحين أن هدم المساجد يهدف إلى القضاء على لغتهم بحيث أنها باتت المكان الوحيد الذي يستطيعون فيها تعلهما والحفاظ عليها.