لإشغال أوقات فراغ الطالبات في الحجر المنزلي، وصقل شخصياتهن بحيث يصبحن قادرات على الإنتاج والإبداع وتوجيه طاقاتهن وتدريبهن على مهارات مهنية ويدوية، وحاسوبية، فكرت المعلمة ياسمين الطرشاوي برفقة أخريات بمبادرة سمتها "تنميك معك بالبيت".
ياسمين مديرة مدرسة فهمي الجرجاوي الأساسية (أ)، وتعمل في سلك التعليم منذ (15) عامًا، فهي حاصلة على بكالوريوس في هندسة الحاسوب، ودبلوم في التربية، وعملت منسقة مشاريع، ومدربة في التفكير الإبداعي وبرامج الحاسوب.
تقول لصحيفة "فلسطين": "مع تكالب الظروف من حصار وإغلاق وأزمة كورونا ألزمت الطلبة المكوث في البيوت بعد تعطيل الدوام المدرسي فخطر ببالي عمل هذه المبادرة".
وتهدف ياسمين -كما تقول- من هذه المبادرة إلى عمل تفريغ نفسي للطالبات خلال الحجر، وصناعة قيادات منهن قادرات على نقل الخبرات لزميلاتهن، إلى جانب توفير مصدر دخل لبعض الطالبات وعوائلهن من خلال بيع منتجاتهن اليدوية.
وعملت برفقة المعلمتين المشاركتين معها في المبادرة على التخطيط والتنفيذ ونشر فكرة المبادرة، وتنمية قدرة الطالبات على إنتاج مطرزات يدوية، ومشغولات التريكو، وأشكال مميزة بورق الفوم، وتدريبهن على تطبيقات الجوال وبرامج الحاسوب، وإنتاج القصص، وصناعة الصابون والمعجنات.
وتشير ياسمين إلى أن المبادرة استهدفت جميع الطالبات بغض النظر عن مستوى تحصيلهن الدراسي، وصنفتهن حسب رغباتهن وميولهن.
عبر أحد برامج التواصل المباشر كالزوم تبث إحدى المعلمات فيديو توضيحيًّا لكيفية عمل الغرزة، وصناعة الصابون والمعجنات وغيرها، فغدت منتجاتهن البسيطة قطعًا بطابع عصري، فأنشأت صفحة في موقع فيسبوك، وموقعًا إلكترونيًّا للترويج لمنتجاتهن.
وبعد نجاح المبادرة على مستوى المدرسة امتدت لمدارس أخرى بالتحاق طالبات، حتى إن التدريب أمسى مفتوحًا لأشخاص من خارج فلسطين، وأمهات يردن فتح مشاريع خاصة لإعالة أزواجهن.
وتوضح ياسمين أنه منذ بداية انطلاق المبادرة في مارس/ آذار حتى اليوم برزت قدرات الطالبات ومهاراتهن، حتى إن بعضهن أمسين مدربات لطالبات ومدرسات في المجال الذي اخترنه.
ومن التحديات التي وقفت في طريق المبادرة، ضعف الإقبال في البداية لكون المجالات التي تعلمها المبادرة تندرج ضمن التعلم المهني، وعدم توفر بعض المواد الخام، ما دفعها للتواصل مع المحلات التجارية والشركات لتوفيرها، وضعف خط الإنترنت في بعض البيوت وعدم توفر الهواتف الذكية، فعملت على إعارة بعض الطالبات للهواتف الموجودة في المدرسة على أن تعيدها بعد انتهاء التدريب.
وتطمح المعلمة ياسمين إلى أن تتمكن كل طالبة في المدرسة وخارج حدودها من تأسيس مشروع خاص يوفر احتياجاتها الحياتية، وتسهم في مساعدة والدها، وتسعى جاهدة للاستمرار في المبادرة لكونها غير محددة بزمن أو فئة معينة، وإضافة بعض الأفكار الجديدة كالطباعة على القماش، وتنفيذ فن الأوريغامي، وزراعة الفطر وغيرها.