فلسطين أون لاين

قناة روافد التعليمية سبيلٌ لتخطي تحديات التعليم عن بعد

...
غزة -هدى الدلو:

في ظل ظروف جائحة كورونا وتعطل الدوام المدرسي واعتماد وزارة التربية والتعليم أساليب مختلفة في التعليم عن بُعد؛ كالصفوف الافتراضية، والمواد المطروحة عبر بوابة روافد التعليمية الإذاعية وصفحة فيسبوك، أطلقت الوزارة قناة ومرئية "روافد التعليمية" تجريبيًّا على البث الأرضي الرقمي في قطاع غزة.

المدير العام للإشراف والتأهيل التربوي في وزارة التربية والتعليم د. محمود مطر يقول: "فكرة إنشاء القناة قديمة جديدة، حيث طرحت في 2012م، في ذات العام التي أنشأت فيه إذاعة التربية والتعليم، وكنا نأمل أن تكون قناة فضائية، ولكن ارتفاع تكلفتها في ظل الظروف الحالية كان من الصعب تغطيتها، فأنشئت عبر البث الأرضي بحيث يصل إلى قطاع غزة".

ويشير في حديث مع صحيفة "فلسطين" إلى أنه تم حل الاشكالية التي واجهت التعليم في البدء ببث مصور للدروس التعليمية، رغم أنها لا تشكل بديل عن التعليم الوجاهي، وإنما هي نافذة جيدة للطلاب في ظل هذه الظروف الصعبة ليتعرفوا على الأقل على محتوى المواد التعليمية.

ويوضح مطر أن الدروس التي يتم بثها عبر القناة تتضمن جرافيك ومؤثرات أخرى داخل الفيديوهات ليعزز جوانب الاستفادة من قبل الطلاب بالذات للأطفال في ظل غياب التعليم الوجاهي، إضافة إلى أنها ستقدم بشكل لائق وذات جودة عالية.

ويضيف: "لن تعتمد برامج القناة على الدروس التعليمية فقط، بل ستطرح برنامج تربوية وتعليمية أخرى، كبرامج لتعزيز القيم والمواهب التي تتعلق بالنشيد والشعر والخطابة والخط العربي، والدراما التعليمية الهادفة، وغيرها من البرامج التي سيتم اطلاقها بشكل تدريجي".

ويبين مطر أن هناك برامج تخدم المعلم الفلسطيني وتعزز صورته وتعيد هيبته في ذهن الطالب باعتباره المكون الرئيسي في النظام التعليمي، إلى جانب برامج تستهدف تنمية القدرات المهنية والجوانب التربوية والثقافية للمعلم.

أما المعلمين، فينبه إلى أنهم جزء من القناة، فهناك تفاعل كبير من قبلهم لتسجيل برامج وطرح أفكار من معلمين ومدراء مدارس وتربويين وطلبة أيضًا، وحتى من خارج الوزارة.

وتعتمد برامج القناة على نظام الإعادة والبث الصباحي والمسائي، لمراعاة جداول الكهرباء، لافتًا إلى أن موقع روافد والقناة سيكون كل منهما مكمل للآخر فهناك علاقة قوية ومتبادلة.

وفي السياق، تحدث مدير عام العلاقات الدولية والعامة في الوزارة معتصم الميناوي بأن بوابة الروافد التعليمية ستتيح الفرصة أمام الجميع للاستفادة منها من خلال الدروس التعليمية المتنوعة في مختلف المراحل الدراسية.

وقد باتت القناة متاحة على الترددات التي أعلنت عنها الوزارة، وبإمكان الطلبة استقطابها بشكل سهل ويسير، حيث يوضح لصحيفة "فلسطين" أنه يتم تدشين الدروس التعليمية لمختلف المراحل الدراسية من خلال المعلمين أكفاء في الوزارة، واستُقطِب موظفون جدد للعمل في المرئية من مصممين ومخرجين وفنيين.

وفي 14 من الشهر الجاري أطلقت القناة بمناسبة يوم المعلم الفلسطيني وحاليًا، ويذكر الميناوي أن من الأسباب التي دفعت لتدشين القناة، التحديات الكبيرة التي تواجه الوزارة، وعدم قدرة الأهالي على توفير الأجهزة الذكية لأبنائهم، وعدم توفر خطوط الانترنت عند البعض، فوجود التلفاز في كل بيت فلسطيني كان الحل، حيث بإمكان الطلبة مشاهدته في الوقت الذي يريدونه، ليتسنى لهم متابعة دروسهم.

وتهدف القناة لتسهيل وصول التعليم للجميع –وفق قوله-، وأن يكون هناك عدالة في التعليم، والتغلب على المشاكل والتحديات التي واجهت العملية التعليمية خلال أزمة كورونا، وتخطي أوقات عدوانات الاحتلال على قطاع غزة والتي تحول دون وصول الطلبة إلى مدارسهم.

ويضيف الميناوي: "إلى جانب العمل على زيادة التحصيل العلمي للطلبة، والحرص تطوير العملية التعلمية باستمرار، التخفيف من الأعباء المادية على الأهالي سواء بتوفير الأجهزة الذكية وخطوط الإنترنت".

ويشير إلى أن هناك دورة برامجية تربوية للقناة تضاف إلى الدروس التعليمية، وستساهم في التربية المجتمعية بشكل عام، "وتلك البرامج لن تكون حكرًا على أحد فمن لديه في الميدان التربوي القدرة والرغبة في إعداد برنامج فالبوابة مفتوحة وقد أُعلن عن ذلك في نشرات رسمية، يمكن استقبال الأفكار الإبداعية التي تساهم في النهوض بالقناة".

وتستهدف القناة كل من له علاقة بالعملية التعليمية من الصف الأول الأساسي حتى مرحلة الثانوية العامة، وهناك خطة لتطويرها وتصبح فضائية تعليمية.