فلسطين أون لاين

حملة إلكترونية لتسليط الضوء على حالته

معتصم رداد.. صراع يومي مع (60) حبة دواء في "الرملة"

...
الأسير معتصم رداد (أرشيف)
رام الله-غزة/ جمال غيث:

"ما إن ينتهي من تناول حبة دواء حتى تقدم له الأخرى في عيادة سجن الرملة" كي تبقيه على قيد الحياة"، هكذا يصف عاهد رداد حياة شقيقه الأسير معتصم.

ويعاني "معتصم"، منذ عام 2008م، مرضا مزمنا في الأمعاء، يتسبب بنزيف دائم له، ويعاني ارتفاعا في ضغط الدم ودقات القلب، وصعوبة بالتنفس، ومشكلات في الأعصاب والعظام، وضعفا في النظر، وأوجاعا دائمة تحرمه النوم.

وتعرض في عملية اعتقاله عام 2006، لإصابات بعشرات الشظايا، ولاحقًا واجه ظروفًا اعتقالية قاسية وصعبة ساهمت في تفاقم وضعه الصحي، عدا عن استمرار إدارة سجون الاحتلال في احتجازه داخل ما سمى "عيادة الرملة" التي تعد الـ"مسلخ، حيث تفتقر لأدنى الظروف الصحية اللازمة للأسير المريض، وفق نادي الأسير.

واعتقل الأسير "معتصم"، وهو من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة عام 2006م، وحكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا، بعد مطاردة استمرت عاما ونصف العام.

عرضة للموت

ويقول عاهد رداد (47 عامًا): "كل يوم يمر على شقيقي ويعاني من أوضاع صحية سيئة تزداد سوءًا بمرور الوقت خاصة ويعاني من مرض السرطان في الأمعاء، وإصابته بنزيف حاد مستمر، كما يعاني من دسك، وهشاشة عظام، وآلام شديدة في الصدر.

ويضيف لصحيفة "فلسطين": إن شقيقه أصيب عام 2018، بفيروس في يديه وقدميه نتيجة لضعف مناعته ما أدى إلى انتشار بثور وآلام حادة في جسده، وزاد ذلك من معاناته.

وبسبب كل ذلك يقول، إن شقيقه "معتصم" يحتاج إلى 60 حبة دواء يوميا ما بين مسكنات للآلام ومضادات حيوية لتبقيه على قيد الحياة، إلى جانب عدد من الإبر التي يحتاج إليها بشكل أسبوعي وشهري لحمايته من الموت.

ويلفت إلى أنه ونظرًا لسوء الرعاية الصحية المقدمة له من قبل إدارة السجن تعرض لإصابته بسرطان الأمعاء عام 2010، إلى أن وصلت حالته إلى ما هو عليه الأن.

معاناة مستمرة

ونتيجة لاستمرار معاناته من النزيف، أصبح "رداد" يعاني من فقر الدم، حيث تصل نسبة دمه ما بين 7 درجات، بحسب شقيقه الذي أكد أنه بحاجة إلى علاج مكثف ومستمر، وغذاء صحي خاص.

ويتنقل "معتصم" بسبب الألم والمعاناة من مستشفى إلى آخر ومن علاج إلى آخر نتيجة الأمراض التي يعانيها والتي أصبحت دائمة وأثرت في كل أنحاء جسمه نجم عنها ظهور أعراض مرضية أخرى كضعف عضلات القلب وعدم انتظام دقات القلب وآلام شديدة في المفاصل والبطن ونزيف قوي.

وتابع عاهد: "يتم تزويد شقيقي بوحدات دم وأبر لتقوية الدم لتعويض النقص الذي يعاني منه بسبب النزيف في الأمعاء"، مؤكدًا أن الأوضاع الصحية لـ"معتصم" تسير نحو الأسوأ وتتراجع بشكل مطلق نتيجة النزيف الشديد وآلام البطن الحادة الذي يعاني منه.

ويكمل: "أصبح معتصم يتناول إبر الكيماوي كل شهر بدل ستة أشهر بسبب تراجع وضعه الصحي، وينقل من السجن للمستشفى بواسطة البوسطة وليس بسيارة إسعاف الامر الذي يزيد من معاناته وآلامه".

حملة إلكترونية

ولصعوبة وضعه الصحي لكونه من أخطر الأسرى المرضى، أطلقت إذاعة صوت الأسرى، يوم الجمعة الماضية حملة الكترونية تحت شعار "#انقذوا_معتصم" شارك فيها فلسطينيون وعرب وأجانب.

وشارك في الحملة، التي أطلقت بثلاث لغات "العربية، الإنجليزية، والفرنسية" وفق منسقها عماد دلول، عدد من المؤسسات الإعلامية، في محاولة لإطلاع العالم على معاناة الأسير رداد والجرائم الإسرائيلية الممارسة بحق أسرانا، وللعمل على فضح الجرائم الإسرائيلية المرتكبة خلف السجون.

ويقول دلول لصحيفة "فلسطين" جاء إطلاق الحملة بسبب الأوضاع الصحية الصعبة التي يعاني منها الأسير رداد، ولحث العالم للعمل على تقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم قبل فوات الأوان.

ولاقت الحملة وفق منسقها، تفاعلًا دوليًا في كل من "فلسطين وسوريا ولبنان واليمين وتركيا" بمشاركة نشطاء ومتضامنين مع الأسرى الذين عملوا على ترجمة التغريدات بلغات عدة منها اللغة التركية.

ودعا دلول إلى الوقوف إلى جانب الأسير رداد، والتضامن معه وتسليط الضوء على الأسرى المرضى خاصة القابعين في مستشفى سجن "الرملة" وتفعيل قضيتهم حتى انهاء معاناتهم.

وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 4300 أسير فلسطيني، بينهم 700 مريض، منهم 300 يعانون من أمراض مزمنة، بينهم عشرة أسرى يعانون من السرطان بدرجات متفاوتة، وفق احصائيات رسمية.