قائمة الموقع

مختصان: الاحتلال يكثِّف "الحرب الاستخباراتية" على غزة سعيًا للإضرار بالمقاومة

2020-12-19T08:29:00+02:00
صورة أرشيفية

رأى مختصان بالشؤون الأمنية والعسكرية أن الحرب الاستخباراتية بين المقاومة بغزة والاحتلال الإسرائيلي لم تهدأ يومًا، حتى وإنْ شهدت المواجهات المباشرة انقطاعًا، مشيرَين إلى أن الاحتلال بات يخشى المواجهة المباشرة خشية الخسائر الباهظة.

كانت صحيفة "الأخبار اللبنانية" كشفت مؤخرا -نقلًا عن مصادر في المقاومة بغزة- أن الاحتلال يواصل جهوده الأمنية والاستخبارية ضدها، وأنها أحبطت العديد من محاولاته للسطو على معلومات خاصة بها، مشيرة إلى تطوُّر القدرات التقنية والأمنية لدى أجهزة أمن المقاومة.

حرب مستمرة

الخبير في الشؤون الأمنية محمد أبو هربيد أكد أن الحرب الاستخباراتية الأمنية بين المقاومة بغزة والاحتلال -بخلاف الحرب العسكرية- لا تتوقف ولو لحظة، قائلًا: "صراع الأدمغة يهدف منه الاحتلال إلى الحصول على معلومات بجودة وكفاءة عالية، حتى يقتنص أهدافًا ذات جودة عالية".

وأضاف: "الاحتلال يحاول تجنيد عملاء وجواسيس في كل مكان وزاوية بالقطاع، لتحسين الجانبَيْن الأمني والمعلوماتي، فهو لا يزال يعاني بسبب قواعد الاشتباك بينه وبين المقاومة، في حين يريد أن يسحب زمام المبادرة من طرف المقاومة، وتحقيق إنجاز أمني يؤلم المقاومة؛ لاستغلالها في الانتخابات القادمة".

وبيَّن أبو هربيد أن حالة الهدوء الحالية في غزة "مغشوشة" رغم أن تهديد الحرب المباشرة شبه مفقود، إذ تُحلِّق طائرات الاستطلاع دائمًا في سماء غزة، ما قد ينذر بحرب أمنية ربما تأخذ ذروات أعلى في الأيام القادمة.

وأشار إلى أن الاحتلال يحاول الفكاك من حالة الإشغال والاستنزاف في غزة، ويذهب نحو الحسم عبر إنجاز أمني، قائلًا: "قد يكون لذلك سيناريو مشابه لما فعله في أكثر من مكان في العالم، كما فعل مؤخرًا باغتيال العالم الإيراني، فتكون عملية دون بصمات الاحتلال تهدف لاستنزاف المقاومة وتفكيرها، وجعل أجهزتها العسكرية حائرة".

وأضاف الخبير في الشؤون الأمنية: "هذا ليس مستبعدًا عن الاحتلال فقد فعلها في أكثر من محطة، كما حدث في اغتيال الشهيد مازن فقهاء، إذ إنه من الممكن أن يلجأ إلى عمليات اغتيال تحت أقنعة جديدة بدفع عملاء، تحت ستار الفكر المتشدد أو الستار العائلي أو القبلي أو الجنائي".

وبيَّن أبو هربيد أن الاحتلال قلِقٌ من الأجواء الحالية وقوة المقاومة، وتفكيرها الأمني المتقدم، ووجود استخبارات متطورة لها تجعلها قادرة على فهم أساليب الاحتلال باكرًا، وإحباط مخططاته.

وأوضح أن الاحتلال يحاول استغلال "جائحة كورونا" لاستنزاف المقاومة، عبر الحصول على أكبر قدر من المعلومات، ومحاولة استغلال انتشار الوباء لاستنزاف المقاومة والحكومة بغزة؛ تمهيدًا لمقايضتها وإحداث تقدم في مجال "الجنود الأسرى" مقابل مد يد العون صحيًّا للخروج من الأزمة التي نتجت عن وباء كورونا.

جمع المعلومات

بدوره قال الخبير في الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة: "من الواضح أن الوقت الحالي يشهد انخفاض المواجهة الصاخبة بين الاحتلال والمقاومة، في حين تستمر المواجهة الأمنية والاستخباراتية تحت الأرض وفوقها، إذ تسعى الجهتان لجمع المعلومات وكشف قدرات الطرف الآخر.

وأشار أبو زبيدة لصحيفة "فلسطين" إلى أن اشتداد الهجمة الاستخبارية الإسرائيلية -مؤخرًا- لكون الاحتلال لن يستطيع مواجهة قدرات المقاومة دون المعلومة، مضيفًا: "المواجهة طويلة بين الطرفين وكلٌّ منهما يحاول تسجيل نقاط ضد الآخر".

وتابع: "الاحتلال لن يهدأ في مواصلة جهوده للبحث عن نقاط ضعف تمكِّنه من توجيه ضربات للمقاومة"، مشيرًا إلى أن المقاومة تتصدى له في الحرب الاستخباراتية وقد استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة في ذلك، كان أهمها "عملية حد السيف" التي كشفت فيها عن الكثير من قدرات الاحتلال وطرقه الاستخباراتية في جمع المعلومات، وغيرها.

وأشار أبو زبيدة إلى أن المقاومة بغزة والأجهزة الأمنية للحكومة حدَّت كثيرًا من قدرة الاحتلال على الحصول على معلومات، وأكمل: "خاصة بعد عملية حد السيف وخسائر الاحتلال فيها أصبح يحسب ألف حساب لمثل هذه الخطوات، لأنها قد تكلفه قتلى وأسرى وتسبب له مشكلة كبيرة".

وأكد أبو زبيدة أن تلك المخاوف لن تجعل الاحتلال يحجم عن البحث عن نقاط ضعف، ليسجل الأهداف ضد المقاومة، وقد ينجح في محاولات ويفشل في أخرى، قائلًا: "لكنه إنْ عثر على ثغرات فلن يتوانى عن توجيه ضربات، لأننا في حالة سجال بين الاحتلال والمقاومة".

وأردف: "الاحتلال حاليًّا لا يريد جولات حرب مفتوحة قد تضر بجبهته الداخلية؛ لذلك سيكثف الجهد الاستخباري ليتمكن من تنفيذ عمليات لا يعترف بها، أو تكون تحت ستار عائلي أو خلافه".

اخبار ذات صلة