13 عاما هي المدة التي قضاها المحرر صدام عاشور في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه عند تحرره تفاجأ بأن وزارة المالية التابعة للسلطة قد خصمت عليه أكثر من نصف راتبه.
وكان عاشور يتقاضى راتبا قيمته 6 آلاف شيكل خلال وجوده داخل الأسر، ومع خروجه تم تقليص راتبه إلى ألفي شيكل من السلطة.
وقال عاشور في حديثه لصحيفة "فلسطين": "ما حدث معي من خصم نسبة كبيرة من راتبي مخالف للقانون الأساسي الفلسطيني وقانون الأسرى عام 2003، وقرار مجلس الوزراء رقم (15) لسنة 2013 بنظام تأمين الوظائف للمحررين".
وأضاف أن "المبلغ المالي الذي تم استقطاعه مني هو حقي كأسير فلسطيني أمضى في سجون الاحتلال 13 عاما، وليس منة، ويجب على الحكومة إعادته مع دفع المستحقات".
وأشار عاشور الذي خرج من بيته في الصباح الباكر أمس، ليشارك في وقفة احتجاجية نظمها الأسرى المحررون في مدينة غزة؛ رفضا لاستمرار خصم رواتبهم بعضهم وقطع رواتب البعض الآخر، إلى أن محرري الضفة الغربية يتلقون رواتبهم كاملة، وهو ما يعني انتهاج السلطة سياسية تمييزية.
وقطعت السلطة عام 2017 رواتب الآلاف من الأسرى في سجون الاحتلال، والمحررين؛ بحجة انتماءاتهم السياسية.
ولم يكن الحال أحسن للأسير المحرر السبعيني نعيم أبو مطر، فبعد قضائه 15 عاما في سجون الاحتلال، تحرر منها عام 1985، أعادت السلطة له 30% من راتبه فقط.
ويقول أبو مطر في حديثه لـ"فلسطين": "تنقلت في سجون الاحتلال وغرف العزل، وأمضيت 15 عاماً والآن عمري 70 عاما ولم أحصل على حقوقي التي نص عليها قانون الأسرى".
ويضيف "ما أحصل عليه من راتبي هو فقط نسبة 30% منذ 3 سنوات، وأنا رجل كبير وذهبت إلى التقاعد، لكن أريد حقي كأي أسير محرر خرج من سجون الاحتلال، وله مكانته في المجتمع".
ووفق القانون يمنح الأسير الراتب وفقا لسلم الرواتب للموظفين المدنيين أو العسكريين المعمول به بدولة فلسطين، إضافة إلى أن الأسير المحرر الذي أمضى 10 سنوات فأكثر والأسيرة المحررة التي أمضت 5 سنوات فأكثر في الأسر، يتم توظيفهم ماليا في مؤسسات الدولة.
ويتم وقف راتب الأسير المحرر وفق القانون، في حالة حصوله على مصدر دخل منتظم يزيد عن مبلغ 1450 شيكلا، وإذا طلب منه الالتحاق بأحد الجهات الرسمية التي يوجد لديها شواغر.
المتحدث الإعلامي باسم اللجنة الإعلامية للأسرى المحررين مهراب القيشاوي، أكد أن الأسرى والمحررين يتعرضون للظلم منذ 3 سنوات، بعد إجراءات قطع رواتبهم، وعدم استلام الكثير منهم نسبها كاملة.
وقال القيشاوي لـ"فلسطين" إن الأسرى المحررين في الضفة الغربية يتلقون رواتبهم كاملة غير منقوصة في حين المتواجدون في غزة لا يحصلون على حقوقهم كاملة، مشددا على وجوب المساواة بينهم.
ولفت إلى أن الأسرى المحررين مقبلون على خطوات احتجاجية أكثر فعالية مع استمرار الإجراءات ضدهم.
وكان أسرى محررون في قطاع غزة طالبوا السلطة بإعادة رواتبهم المقطوعة، إضافة إلى صرف الرواتب بنسبة 100% كحال زملائهم في محافظات الضفة الغربية المحتلة، والالتزام بالقانون الصادر عام 2011 المختص بالمحررين.
وطالب المحررون في وقفة لهم، أمس، أمام هيئة شؤون الأسرى والمحررين بمدينة غزة، السلطة بصرف مستحقاتهم المقطوعة منذ 3 سنوات.
ورفع المحررون لافتات تطالب بالتوقف عن تجويع أبنائهم، خاصة أنهم قضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال مضحين بزهرات شبابهم.