قائمة الموقع

المرأة الفلسطينية.. ركيزة أساسية في ترسيخ وعي المقاومة

2020-12-17T09:53:00+02:00
صورة أرشيفية

على مدار ثلاثة وثلاثين عامًا عاشتها حركة حماس برز دور استثنائي للمرأة الفلسطينية التي صنعت لنفسها مكانة كبيرة جعلتها تؤدي الدور الأساسي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

فما بين الدور الاجتماعي، والتربوي والتكافلي، امتد دور المرأة إلى المشاركة السياسية والعسكرية وتنفيذ عمليات استشهادية صدمت جيش الاحتلال من قوتها وتأثيرها، ولا تزال حركة "حماس" تعطي المرأة مكانة قوية تجعلها تؤدي دورًا قويًّا على كل المستويات.

دور كبير

مسؤولة الحركة النسائية في حركة "حماس"، رجاء الحلبي، أوضحت أن الحركة حتى قبل انطلاقتها عام 1987 كانت تعي أهمية دور المرأة في تغيير المجتمع والارتقاء به نحو الأفضل في كل مناحي الحياة، خاصة تلك التي يمكن أن تؤدي فيها المرأة دورًا مؤثرًا.

وقالت الحلبي في حديث لـ"فلسطين": "المتطلع لتاريخ حركة "حماس" سيجد المرأة في كثير من الأدوار وعلى رأسها المجالات الخيرية والإغاثية، إذ تصل المؤسسات التي تعمل فيها النساء في هذا المجال إلى أربعين مؤسسة".

وأضافت الحلبي: "كما أن المرأة عملت في العمل الطلابي في المدارس والجامعات إضافة إلى العمل النقابي على اختلافه سواء الطب، والهندسة، والمحاماة، والإعلام على كل مستوياته وغيرها من الأعمال التي وجدت فيها".

وأشارت الحلبي إلى أن دور المرأة الحقيقي هو في كونها الداعم الرئيس لزوجها وأخيها وابنها الذي تربيه منذ الصغر على مفاهيم الجهاد والمقاومة، مستدركةً: "صحيح أنها ليست العنصر المباشر في ميدان المقاومة ولكنها العنصر الأقوى".

وذكرت أن جميع قيادات الحركة كانوا دائمًا يقدرون دور المرأة على كل المستويات بدءًا من مؤسسها الشيخ أحمد ياسين، إذ انعكس ذلك على مشاركتها في كل المجالات وخاصة الانتخابات التشريعية التي أقيمت في 2005 والتي شهدت مشاركة قوية لنساء الحركة فيها.

وأكدت الحلبي دور المرأة في دعم الأسر في أوقات الحروب فهي داعمة أساسية لأسر الشهداء والأسرى والأسر الفقيرة، إضافة إلى مشاركتها في دعم المحتاجين خاصة في ظل جائحة كورونا وذلك حسب السيولة المالية المتوفرة لها.

ركيزة أساسية

من جانبها، أوضحت مسؤولة ملف العلاقات الوطنية في حركة حماس كفاح الرملي أن موقف الحركة منذ نشأتها وتأسيسها يعتمد على وجود وعي لدور المرأة في المجتمع فهي تشكل الركيزة الأساسية في نهضة الأمم ونجاحها.

وأكدت في حديث لـ"فلسطين" أن مؤسس الحركة أحمد ياسين كانت لديه مقولته الشهيرة عن المرأة وهي: "إن كانت المرأة تشكل نصف المجتمع فنحن نقول إنها المجتمع كله فهي نصفه وتلد وتربي النصف الآخر".

وقالت الرملي: "هذه المقولة رسمت خطوطًا واضحة للحركة بأن وجود المرأة لا غنى عنه في كل مجالات الحياة، وهذا انعكس على حرص الشيخ في تواصله المباشر مع نساء الحركة في الندوات والخطب الدينية".

وأضافت: "الإيمان القوي بدور المرأة دفع الحركة لتأسيس المجمع الإسلامي والعمل النسائي فيه خاصة في مجال عقد دورات الخياطة ثم إنشاء رياض الأطفال وهو ما ساهم في تأسيس جيل مسلم واعٍ دينيًا عند آلاف الأطفال".

وأشارت الرملي إلى أن المرأة تدرجت في مناصبها في الحركة فكان لها دور بارز في مجالس الطالبات في الجامعات، وكذلك التعلم في الجامعة الإسلامية وهو ما ساهم في خروج نساء قادرات على التحدث وتمثيل أنفسهن في كل مناحي الحياة.

وأفادت الرملي بأن المرأة في الانتفاضة الأولى كان لها دور كبير في التعبئة الجهادية والمشاركة الواضحة في كل فعالياتها سواء الخروج في المظاهرات، أو دفع الشباب لمقاومة المحتل كما مثلت حاضنة شعبية قوية للمقاومين وإيواء المجاهدين والمطاردين.

وذكرت أن هذه المشاركة ساهمت في تشكيل وعي حقيقي للمرأة لتؤدي بعد ذلك دورًا سياسيًّا وعسكريًّا وكذلك على المستوى الاجتماعي والتكافلي، إلى أن تطور الأمر في مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية والتشريعية في 2005.

وأكدت الرملي أنه على مدار الثلاثة والثلاثين عامًا الماضية، طورت المرأة فمن نفسها لتصبح مستقلة في إدارتها في الحركة، فلها مجلس شورى عام، كما أنها تشارك في كلِّ الملفات السياسية واستطاعت نسج علاقات قوية مع كل الفصائل، فهي قادرة على التواصل معهم بكل أريحية.

اخبار ذات صلة