فلسطين أون لاين

بعنوان "مقاربات نقدية في ديوان العودة"

رعاية الأدب بأنواعه توصية يوم دراسي في غزة

...
تصوير/ محمود أبو حصيرة
غزة- مريم الشوبكي:

يوصي نقاد وباحثون في اللغة العربية بتوظيف الرموز بأنواعها في الشعر، وتحقيق التفاعل في فهمها بين الشاعر والمتلقي، وإبراز دلاتها المتعددة، واستخدام الموسيقى الداخلية بأنواعها البلاغية، أو المقاطع الصوتية للفت انتباه المتلقي وإثارته لمواطن الجمال.

وفي يوم دراسي نظمته رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين، أمس بغزة، بعنوان "مقاربات نقدية في ديوان العودة"، ورد في التوصيات دعوة الشعراء إلى حسن اختيار العنوان الرمزي أو الإيمائي لإضاءة جانب من جوانب النص، وتحريض المتلقي على مواصلة القراءة والتفاعل معه، ورعاية المؤسسات الثقافية والعلمية الأدب بأنواعه نشرًا ودراسة وتعريفًا.

ويقول رئيس اللجنة التحضيرية أ. د. جهاد العرجا: إن اللاجئين في قطاع غزة موجودون مؤقتًا، وسيعودون إلى أراضيهم المحتلة سنة 1948، "والإنسان الفلسطيني المسلم الذي يغفل عن هذه الحقيقة لديه نقص في إيمانه".

ويضيف: "كل كاتب وشاعر ما كتب شعرًا إلا كتب عن العودة، دواوين الشعراء الفلسطينيين لا تجد ديوانًا إلا فيه قصيدة تتحدث عن العودة".

ويشير العرجا إلى أن اليوم الدراسي حُضِّر له قبل عام، وجمعت الأبحاث والملخصات واختبرت ونوقشت.

بدوره يقول رئيس رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين أ. د. عبد الخالق العف: "لا بد من أن يكون للرابطة بصمة مقاومة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، لذا أعلنت في مطلع إبريل من عام 2018 عن المسابقة الشعرية، شارك فيها 40 شاعرًا، خضعت قصائدهم للجنة تحكيم من الأكاديميين والنقاد".

ويردف العف: "أُعلِن الفائزون في احتفال أقيم في مخيم ملكة وهو أحد المخيمات الخمسة التي كانت تقام فيها فعاليات مسيرات العودة، ثم قررت طباعة الأشعار الفائزة في كتاب ومن ثم كان القرار بإقامة يوم دراسي، تحديًا لظروف بالغة التعقيد في ظل جائحة كورونا".

في الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي كان لعضو الهيئة التنسيقية العليا لمسيرات العودة أ. د. إسماعيل رضوان كلمة جاء فيها: "مسيرات العودة مثلت علامة فارقة في الصراع مع العدو، وأكدت أهمية المقاومة الشعبية، والتي بدأت فكرتها حينما اجتمعت لجنة المتابعة لنقل الفعاليات الشعبية لانتفاضة الأقصى".

ويضيف رضوان: " مع 2018 بدأنا منذ اللحظة الأولى بالإعداد لمسيرة مليونية، والتي لا بد أن تواكب مناسبة وطنية، فكان أقرب موعد لها مناسبة وطنية يوم الأرض الفلسطيني في 31 من مارس/آذار".

ويتابع: "كان هناك توافق من كل الصف الفلسطيني وشُكِّلت الهيئة الوطنية العليا، وكان الهدف الرئيس للمسيرات هو تأكيد حقنا الثابت في العودة إلى الأراضي التي هجر منها آباؤنا".

ومن الأهداف التكتيكية لمسيرات العودة، يبين رضوان أنها تتمثل بمواجهة صفقة ترامب-نتنياهو التصفوية وإعلان القدس "عاصمة" مزعومة لـ(إسرائيل)، إضافة إلى مواجهة ما تتعرض له قضية اللاجئين ومحاولات "التوطين" للشعب الفلسطيني، وكسر الحصار عن القطاع.

ويؤكد أن المسيرات علامة فارقة في الصراع، وفيها أكد الشعب حيويته وأنه قادر على التكيف مع كل الظروف في مقاومته للاحتلال، وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية، وعملت على الحد من الهرولة والتطبيع من الدول العربية مع الاحتلال، وساهمت في تخفيف الحصار عن غزة.

ويشير رضوان إلى أن الهيئة في نهاية 2019، ارتأت أن يتحول شكل مسيرات العودة إلى نوع آخر من مواجهة الاحتلال، وتفعيل أشكال أخرى من المقاومة الشعبية، والرمزية للمقاومة خاصة مع دخول جائحة كورونا.

"الرمز يظهر المشاعر"

وفي الجلسة الأولى قدم د. نائل المصري ورقة بحثية بعنوان "دلالات استدعاءات الرمز في ديوان العودة"، تحدث فيها عن أن الرمز من الوسائل التي التفت إليها الأدباء والشعراء في أعمالهم الأدبية خدمة لغاياتهم، وتيسيرًا لإيصال الأفكار التي يرمون إليها، وهي تشكل مصدرًا جماليًّا وتجسيدًا إدهاشيًّا لجماليات التشكيل.

ويشير المصري إلى أن الرمز يظهر سلسلة من المشاعر التي يشعر المتلقي بقيمتها الفنية التي تكمن خلفه.

ويبين أن النقاد قسموا أنواع الرمز وأنماطه إلى ثلاثة أقسام: الرموز الدينية، والتاريخية، والأسطورية.

أما عن الرمز في ديوان العودة، فيوضح المصري أن الديوان سجل فيه حدث وطني شكل تحولًا في أدوات الصراع من الاحتلال الاسرائيلي، وقد استخدم الشعراء الفلسطينيون في قصائدهم المثبتة في الديوان وسائل الإبداع الأدبي كافة، ليرقى الشعر إلى حجم حدث مسيرات العودة الذي يتناولونه.

ويلفت إلى أن شعراء العودة استطاعوا أن يثوروا على الاحتلال الإسرائيلي بقصائدهم، وأن يوظفوا ثورتهم هذه في شحذ همم الفلسطينيين لمقارعة الاحتلال في مسيرات العودة.

وفي ورقة بحثية بعنوان "الإيقاع الداخلي في ديوان العودة" قدمها الأستاذ المساعد بكلية الآداب في جامعة الأقصى د. ماهر قنن، وهدفت دراسته إلى الكشف عن الظواهر الإيقاعية الداخلية في ديوان العودة، يبين أن للموسيقى دورًا مؤثرًا في ملتقي النص الشعري سواء أكان مستمعًا أم قارئًا.

ويوضح قنن أن الإيقاع في المحسنات البديعية المعنوية يعتقد الكثيرون أنه موجود في الوزن فقط، وهو اعتقاد لا يمكن اعتماده في الحديث عن موسيقى الشعر، لأن الإيقاع أشمل منه.

ويبين أن أهمية البحث تكمن في موضوعه، لأن الإيقاع الموسيقي من أساسيات الشعر التي لا يمكن الاستغناء عنها، ويهتم بالإيقاع الموسيقي الداخلي في ديوان العودة، والكشف عن مواطن الإيقاع الموسيقي الداخلي في الديوان والتي تتمثل في المحسنات المعنوية من الطباق، والتقسيم، واللف والنشر، والإيغال، والجناس، والتكرار.

من جهته يبين د. علي اليعقوبي عبر ورقة بحثية "شعرية العنوان في ديوان العودة الدلالة والوظيفية"، أن العنوان هو الإشارة أو السمة أو العلامة، وهو الذي يستدل بيه على شيء بوجه التصريح والتعريض، وهو مقطع لغويّ يمثل نصًّا أو عملًا فنيًّا.

ويشير اليعقوبي إلى أنه على الرغم من قصر العنوان فإنه يتصف بالسرعة والانتشار، وهو علامة محورية، كما يجب أن يتقاطع العنوان دلاليًّا مع النص الإبداعي تقاطعًا مباشرًا.

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها د. خليل حماد المدير العام للتعليم الجامعي، قدم الناقد أ. د. عبد الفتاح أبو زايدة ورقة بحثية بعنوان "الصورة الأدبية.. التشكيل والدلالة".

ويقول أبو زايدة: "الصورة الأدبية هي جزء من علم البلاغة والتي تدور حول الخيال والصورة الفنية الواقعية، والخيال هو من جماليات التشكيل اللغوي سواء أكان الأديب شاعرًا أم أديبًا أم مسرحيًّا".

ويبين أن البلاغة الخيالية والفنية هي جزء رئيس من الديوان الشعري.

ويلفت أبو زايدة أن الصورة إذا لم يكن لها رسالة في النص الشعري، تكون قد فقدت كثيرًا من دفئها وفنيتها وقيمتها.

كما قدمت ثلاث أوراق بحثية الأولى بعنوان "المصادر العاملة عمل فعلها في ديوان العودة، دراسة وصفية نحوية" لـ د. محمود الشاعر، والثانية بعنوان "الإيحاءات اللغوية في ديوان العودة للباحثين د. إبراهيم الشيخ عيد، ود. ناظم اللوقة، والثالثة جاءت بعنوان "فاعلية الأساليب اللغوية في التشكيل الأسلوبي" لـ د. يحيى غبن.