فلسطين أون لاين

تقرير الاعتقالات السياسية بالضفة مستمرة رغم الحديث عن "الشراكة"

...
الاعتقالات السياسية بالضفة الغربية (أرشيف)
نابلس/ "خاص" فلسطين:

رغم الحالة التفاؤلية التي سادت أوساط المجتمع الفلسطيني في الأشهر الأخيرة بعد لقاءات المصالحة ومحاولات تقليص الفجوة بين حركتي حماس وفتح، وتحقيق الوحدة، وإنهاء الخلافات بين الحركتين، إلا أنّ الاعتقالات السياسية بقيت حاضرة في الضفة الغربية.

اعتقالات مستمرة

وبحسب لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية فإنّ الاعتقالات السياسية استمرت وبشكل لافت في الضفة الغربية التي كان آخرها اعتقال الناشط الشبابي والأسير المحرر قتيبة عازم من مدينة نابلس.

وأشارت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين إلى أنّ الأجهزة الأمنية استمرت في اعتقالاتها السياسية حتى في الأيام التي كان يجري فيها الحديث عن لقاءات بين قادة حركتي فتح وحماس.

وذكرت اللجنة على لسان متحدث باسمها رفض الكشف عن اسمه خشية الملاحقة بأن الشهر الحالي سجل حتى اليوم اعتقال أكثر من 8 مواطنين في الضفة عدا عن العديد من حالات الاستدعاء من جهازي الأمن الوقائي والمخابرات.

وكشفت اللجنة أن الكثير من المواطنين يتعرضون للاعتقال والاستدعاء لدى الأجهزة الأمنية ويتعرضون للتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان ولكن يرفضون الحديث عن ذلك في وسائل الإعلام إثر تهديدهم من قبل الأجهزة.

وما يزيد من قبح المشهد بحسب المتحدث باسم اللجنة أن عشرات الاعتقالات التي تمت وتتم قبل قوات الاحتلال تكون مركزة وموجهة للمفرج عنهم من أجهزة أمن السلطة ويجري التحقيق معهم على ذات الملفات التي حقق معهم حولها قبل الاعتقال.

عقيدة أمنية

وقال فتحي القرعاوي النائب في المجلس التشريعي والقيادي في حركة حماس لـ"فلسطين": "إن الأجهزة الأمنية في الضفة تتبنى عقيدة أمنية جعلتها متمسكة بأسلوب الاعتقالات رغم الحديث عن التقارب بين حركتي حماس وفتح".

وطالب القرعاوي أصحاب القرار في السلطة وحركة فتح بوقف ما سماها مهزلة الاعتقال السياسي والرضوخ لإرادة الشعب بإعادة الوحدة بين أبناء الشعب الواحد على حد قوله.

ورأى القرعاوي أن إصرار الأجهزة الأمنية وإمعانها بالاعتقالات السياسية تجاهل لكل الأصوات العقلانية وإصرار على تدمير النسيج الاجتماعي الفلسطيني وانسياق وراء رغبات الاحتلال.

مناخ عام

الكاتب السياسي ياسين عز الدين قال لـ"فلسطين": "الاعتقالات السياسية لم تتوقف فعليًا وما هو أخطر منها المناخ العام الذي خلقته السلطة والذي يحرم العمل السياسي، إلا وفق مقاسات ضيقة جدًا تناسب السلطة".

وتابع عز الدين: "رغم الحديث عن المصالحة فإنه من الواضح أن المتنفذين في السلطة لم يتعلموا الدرس، استمروا بالتنسيق الأمني مع الاحتلال خلال محادثات المصالحة، وبعد الانتكاسة وإعلان عودتهم للتنسيق الأمني زادت وتيرة الاعتقالات والقمع الممنهج".

وختم: "من الواضح أن السلطة لم تتعلم شيئًا وهي تقود الضفة الغربية إلى الهاوية بخنقها أي صوت مقاوم ورافض للاحتلال، ويجب على الشعب الفلسطيني رفض ذلك والبحث عن آليات لمقاومة الاحتلال في الضفة رغم رفض السلطة".