دعا مختصون ومؤسسات معنية بحقوق الأسرى، إلى تكثيف التضامن معهم، وإنجاز صفقة تبادل جديدة مشرفة تنهي معاناتهم خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك في أثناء اعتصام إلكتروني عبر برنامج "جوجل ميت"، أمس، يحاكي الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى، الذي يقام كل يوم اثنين في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، والذي تتعذر إقامته بسبب جائحة كورونا، وذلك بدعوة من جمعية واعد للأسرى والمحررين، وبالتعاون مع مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح، ومؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى.
وطالب المشاركون المقاومة الفلسطينية بمواصلة نهجها لخطف جنود الاحتلال ومبادلتهم بالأسرى لتبييض السجون، مشيدين بدور المقاومة الفلسطينية الفاعل في تحرير الأسرى، وسعيها الدؤوب لإبرام صفقة تبادل جديدة.
وهتفوا بعبارات دعم وإسناد للأسرى منها "يا أسرانا يا أبطال أنتم شعلة النضال"، و"الأسير حيو حيو واللي عمله ما في زيه".
وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس حازم قاسم إن حركته وضعت قضية الأسرى على رأس سلم أولوياتها قبل انطلاقتها في 14 ديسمبر/ كانون الأول عام 1987.
وأضاف قاسم في كلمة له في الاعتصام، أن حركته في ذكرى انطلاقتها الـ33 تؤكد مركزية قضية الأسرى، وستعمل كل ما بوسعها لتبييض سجون الاحتلال من الأسرى.
وأكد أن حماس تولي ملف الأسرى جل اهتمامها وجادة جدًّا في تحريرهم، مشيرًا إلى أنها خطفت جنديًّا قبل انطلاقتها وإعلان تأسيسها من أجل إجراء عملية تبادل لإطلاق سراح الأسرى.
ولفت إلى أن الحركة وجهت نداء لمقاتليها في عدوان 2014 من أجل خطف جنود إسرائيليين من أجل مبادلتهم بالأسرى، وما زالت تتابع من كثب ما يدور في السجون والجرائم الممارسة بحقهم من منطلق تجربتها واعتقال قادتها.
وعدَّ محاولات الاحتلال ابتزاز أهالي القطاع ومقاومته لإطلاق سراح جنوده من قبضتها "فاشلة"، مشددًا على أنه "لن نسمح بابتزاز شعبنا ومقاومتنا إلا بتحرير أسرانا وخضوع الاحتلال لشروطنا".
ودعا إلى ضرورة تدويل قضية الأسرى وتعريف العالم بالجرائم التي يمارسها الاحتلال بحقهم.
نصرة المعتقلين
بدوره قال مدير جمعية واعد للأسرى عبد الله قنديل: إن الاعتصام الإلكتروني يأتي من باب تأكيد قضية الأسرى والعمل على إنهاء معاناتهم وتحريرهم، مشددًا على ضرورة نصرتهم والوقوف إلى جانبهم، وتدويل قضيتهم في ظل تعذر إقامة فعاليات شعبية وجماهيرية ميدانية، وإطلاع العالم على معاناتهم في ظل جائحة كورونا.
ودعا قنديل في كلمة له، الكل الفلسطيني للمشاركة في كل الوقفات المساندة للأسرى، والعمل من أجل تحريرهم.
من جانبه، دعا المتحدث باسم مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى رامي عزارة، إلى طي صفحة الانقسام ورفع شعار "بالوحدة تحرير أسرانا ومسرانا"، مضيفًا أن "الوحدة الوطنية من شأنها إنهاء معاناة الأسرى.
وأكد عزارة أن قضية الأسرى حاضرة دائمًا على طاولة الكل الفلسطيني، داعيًا لتدويلها وإطلاع العالم على جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحقهم، والعمل على تحريرهم.
وطالب بعقد مؤتمرات دولية مستمرة؛ لتعريف العالم بمعاناة الأسرى وحثه على الضغط على الاحتلال لإطلاق سراحهم.
من جهته، دعا المتحدث باسم مكتب إعلام الأسرى معاذ أبو شرخ، فصائل المقاومة لوضع خطة من أجل تحرير الأسرى وإنهاء معاناتهم، منبهًا إلى أن سلطات الاحتلال لا تلتزم توفير احتياجاتهم، بل تمارس سياساتها الإجرامية بحقهم في ظل جائحة كورونا وسط صمت دولي مطبق.
وأكد أبو شرخ أن السبيل الوحيد لتخليص الأسرى من معاناتهم هو تحريرهم بصفقة تبادل مشرفة، مشددًا على ضرورة العمل من أجل ذلك.
ولفت عضو مكتب إعلام الأسرى، الأسير المحرر أيمن الشراونة، إلى أن الاحتلال يمارس جرائم عدة بحق الأسرى في سجونه، إذ يعانون الويلات وهم بانتظار تحررهم، مستعرضًا معاناة القدامى منهم والمرضى الذين هم عرضة للموت في أي لحظة.
ودعا الشراونة إلى الوقوف لجانب الأسرى خاصة القدامى والمرضى، وتدويل قضيتهم، وأن تتضمنهم أي صفقة قادمة تبرمها المقاومة، مطالبًا السلطة بإطلاع كل الوفود الزائرة للأراضي الفلسطينية على معاناتهم لتدويلها.
ويواصل الاحتلال اعتقال نحو 5 آلاف أسير، منهم 450 معتقلًا إداريًّا، وفق إحصائيات رسمية.