هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين، بركسات سكنية لعائلات في تجمع الزعاترة الزعيّم بالقدس المحتلة.
وقامت قوات الاحتلال بإزالة بركسات سكنية تعود لعائلتي عمران ومراد محمد زعاترة، مما يهدد العائلتين بالتشرد بسبب سياسة الاحتلال في استهداف المقدسيين لتغيير الواقع الديمغرافي في مدينة القدس.
هذا ويعيش سكان تجمع "الزعيم" شرقي القدس في منطقة يحيط بها جدار العزل الإسرائيلي وحاجز عسكري، وبوابة حديدية تتحكم في تحركاتهم، وجميعها ممارسات احتلالية حوّلت حياة نحو سبعة آلاف نسمة إلى مأساة حقيقية.
وفي مارس/آذار 2015، استبدلت نقطة تفتيش عسكرية تفصل التجمع عن قرية الطور (شرقي القدس) ببوابة حديدية ضخمة وضعت في منتصف مقطع الجدار العازل المحيط بالتجمع، قبل أن يعاد فتحها أربع ساعات يوميا، وذلك قبيل تحركات قانونية انتهت بتقديم التماس للمحكمة العليا الإسرائيلية، وأسفرت عن زيادة عدد ساعات فتح البوابة لترتفع إلى ثمانية ساعات يوميا بحيث يسمح باستخدامها للدخول للتجمع فقط.
وفي رحلة العودة للتجمع يُجبر الأهالي على قطع مسافة عشرة كيلومترات عبر مدخل مستوطنة "معاليه أدوميم" (شرق القدس)، فتستغرق مزيدا من الوقت والتكلفة خاصة في ساعات الذروة.
وتشير تقديرات إلى أن 20% من سكان الزعيم اضطروا تدريجيا لترك القرية ومساكنهم التي يمتلكوها والانتقال للسكن في القدس، مضيفة أن الهجرة بدأت عند اكتمال بناء الجدار، ومن ثم وضع حاجز الزعيم وهو أحد أكبر الحواجز المحيطة بالمدينة المحتلة، وآخرها إغلاق البوابة.
ومن تداعيات هذه الهجرة زيادة عدد الوحدات السكنية الفارغة، مما اضطر أصحاب العقارات لخفض الإيجارات بنسبة 35%، وحتى هذه الخطوة لم تساعدهم كثيرا، فكثير منهم وإن استطاعوا تأجير منازلهم، فهم يدفعون الدخل في منازل استأجروها في القدس بعد انتقالهم إليها.
أما اقتصاديا، فأدت ممارسات الاحتلال بحق التجمع وأهله إلى تدهور كبير في حجم إيرادات أعمالهم، خاصة أصحاب ورش تصليح السيارات التي تنتشر بكثافة في التجمع.