أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن إلغاء مهرجان الانطلاقة هذا العام لصالح دعم وإسناد ملف جائحة كورونا.
وقال القيادي في الحركة د. نسيم ياسين خلال مؤتمر صحفي أمام منزل الشهيد المؤسس أحمد ياسين للإعلان عن فعاليات انطلاقتها الـ 33: نستذكر اليوم الشهيد المؤسس الشيخ أحمد ياسين "رحمه الله"، الذي - رغم معاناته - قدم نموذجًا وطنيًا في التضحية والعطاء والعمل لأجل وحدة الصف والكلمة الفلسطينية والجهاد لأجل فلسطين.
وأضاف: "نستذكر اليوم من أمام الصرح الوطني منزل الشيخ والمؤسس والقائد النوراني الشهيد الشيخ أحمد ياسين عبق الشهداء، عبد العزيز الرنتيسي وإبراهيم المقادمة وصلاح شحادة وإسماعيل أبو شنب والجمالين جمال سليم وجمال منصور ونزار ريان وسعيد صيام وأبو همام العلمي والآلاف من أبناء شعبنا الشهداء والأسرى والجرحى على طريق التحرير والعودة واسترداد الأرض المقدسة التي دنسها الاحتلال الصهيوني".
وخاطب أبناء شعبنا بالقول: "تطل علينا ذكرى انطلاقة حركة حماس ولا زلتم تسطرون أروع ملامح الصمود والتحدي لمؤامرات تصفية القضية والالتفاف على الحقوق والثوابت الفلسطينية، كيف لا وقد قدمتم الغالي والنفيس لأجل دينكم ووطنكم، فكنتم رأس حربة الجهاد والمقاومة المدافعة عن عزة وكرامة الأمة".
وتابع: "أنتم أبناء هذه الأرض المباركة المجبولة بدماء الشهداء التي ما عرفت يومًا الاستكانة للظلم والظالمين، فهي أرض الإسراء والمعراج، أرض الوقف الإسلامي والمقدسات والرسالات، ويأبى الله إلا أن ينصر فيها الطائفة المؤمنة على الغاصبين المتغطرسين".
وأوضح أن انطلاقة حماس شكلت علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، وقيادة الشعب الفلسطيني في مجابهة الاحتلال على مختلف الصعد، قائلا: "التحديات التي واجهتها الحركة منذ انطلاقتها وحتى اليوم لم تثنها عن القيام بواجبها في استنهاض الأمة ومجابهة الاحتلال وتوجيه دفة الكل الفلسطيني للحمة والوحدة".
ولفت أن ذكرى الانطلاقة تأتي في ظل تحديات كبيرة تمر بها القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى جائحة كورونا التي شكلت تحديًا جديدًا في قطاع غزة الذي يعاني من حصار لا أخلاقي منذ 14 عشر عامًا.
وأكد أن "حماس قبل 33 عام من منطلق وطني قيمي مرسخ بمفاهيم الوحدة والصمود والمقاومة ورفض الظلم والخنوع، حيث جاءت انطلاقتها تتويجًا لتاريخ طويل من التعبئة الأخلاقية والوطنية والثورية، وقدمت خيرة رجالها وقادتها وأبنائها شهداء وأسرى على الطريق، ولا زالت على العهد حتى تحرير فلسطين، والعودة الكريمة لكل اللاجئين في بقع الأرض".
كما أكد في ذكرى الانطلاقة بأن فوهة البندقية والميدان هما ساحة النزال مع العدو الصهيوني، أما المحاورات والمحادثات والتطبيع والتنسيق الأمني فما هي إلا وهم سيتبدد في وجوه صانعيه ومؤيديه، فالحق المسلوب ليس له إلا القوة في مقارعته حتى التحرير.
وقال: "حرصًا منّا على ضرورة الوقوف إلى جانب شعبنا في ظل جائحة كورونا، فإنّ حركة حماس قررت إلغاء مهرجان انطلاقتها الثالثة والثلاثين لصالح دعم وإسناد شعبنا في هذه الجائحة".
وتابع: "في ظل اشتداد المؤامرة على القضية الفلسطينية وازدياد وتيرة التطبيع مع العدو الصهيوني في محاولة لتغيير ثقافة الشعوب العربية والإسلامية وحرف بوصلتها، فقد تقرر تسمية الانطلاقة لهذا العام بـ "فلسطين عُهدَة الأحرار" للتأكيد بأنّ فلسطين بثوابتها من أرضٍ وإنسان هي أمانة في يد أمتنا العربية والإسلامية، وستبوء كل المحاولات الرامية لتغيير الفكر والمفاهيم إلى الفشل، فأمتنا عظيمة ولا تقبل الضيم أبدًا".
ودعا أبناء شعبنا الفلسطينيّ إلى تعزيز روح التضامن والتكافل بين كل مكوناته، وإطلاق المبادراتِ الخيرية، بما يُعزِّز من صمود شعبنا وتماسكه في مواجهة جميعِ التحديات والتهديدات.
كما دعاهم إلى الالتزام بالتعليمات والقرارات الصادرة من جهات الاختصاص؛ "فنحن أحوج ما نكون اليوم لحالة الوعي وعدم الاستهتار، بحيث نكون صمّام الأمان وحاجز الصد الذي يمنع تفشى هذا الفيروس".