يرافق أحمد القريناوي صاحبه محمد الحاطي في كل مكان يذهب إليه، ويحرص ألا يرتكب أي فعلة قد تكون سببًا لخسارته يومًا ما.. فهو محبب إلى قلبه، ويشاركه في أمور كثيرة.
يسكن أحمد ومحمد في منطقة واحدة بمخيم المغازي، وسط قطاع غزة، ولا تفصل بينهما سوى بضع خطوات. ليس ذلك فحسب، بل يدرسان تخصص هندسة معمارية في الجامعة الإسلامية بغزة. وبذلك بات الشابان شريكين في أشياء كثيرة، كما قالا لـ"فلسطين".
ويرى أحمد البالغ من العمر (26 عامًا) في صديقه هذا "إنسانًا أمينًا مخلصًا ليس من السهل العثور على واحد مثله"؛ كما يقول.
كان أحمد، وهو شاب طويل مفتول الجسد، يدرس في اليمن قبل مجيئه إلى غزة لظروف اضطرته لترك الدراسة هناك، يقول: أثناء دراستي في اليمن سُرِقت من صاحبي الذي يقاسمني الغرفة التي أنام بها. في البداية لم أكتشفه، وكان الفضل لأصدقائي الأربعة في ذات الشقة التي أستأجرها باكتشافه لاحقًا.
"صدمت في البداية. لم أتوقع هكذا موقف من صاحب في الغربة. لو أنه طلب مني مالاً لأعطيته بدون أن يسرق" قال أحمد بانفعال.
هذا الموقف، جعل الشاب ينفر من إكمال دراسته هناك فقرر المجيء إلى غزة لدراسة الهندسة، خاصة أنه لاقى خلال حياته أصدقاء سوء عرف كيف يتعامل معهم، حتى لا يقع في ضررهم.
وقال: الصاحب ساحب؛ فإما أن يسحبك للخير أو للشر. لذلك صرت أنتقي الأصحاب انتقاء مثلما عملت مع محمد. تألقت ابتسامة على وجه الأخير، قبل أن يكمل أحمد: "آخذ مشورته دائمًا، فله نظرة في الأمور، وآخذ منه النصائح. وحاليًا نعد مشروع التخرج مع بعضنا".
والصاحبان أحمد ومحمد، يقيمان في غزة وحدهما، فيما تقيم عائلة كل منهما في دولتي السعودية والإمارات. وسبق أن سكن أحمد وشقيقه مدة عام كامل في بيت محمد، وسط القطاع، وكان ذلك سببًا لتقوية العلاقة بينهما.
يبدو الصاحبان أكثر تمسكًا باستمرار علاقتهما، فهما يفهمان بعضهما جيدًا، ويرافقان بعضهما في كل شيء، ولا تكاد توجد بينهما فروق فكرية ما يجعلهما أكثر انسجامًا، ويظهر ذلك في جلساتهما وضحكاتهما العالية. وهما يؤمنان جيدًا أن "العشرة ما تهون إلا على أولاد الحرام".