أكد المدير العام لدائرة الطب الحرج في أقسام العناية المركزة في مستشفيات وزارة الصحة بغزة د. إياد أبو كرش، ارتفاع أعداد الإصابات الخطرة الناجمة عن فيروس كورونا "كوفيد 19" المستجد.
وقال أبو كرش لصحيفة "فلسطين": إن نسبة إشغال الأسِرَّة في أقسام العناية المركَّزة لمستشفيات القطاع للحالات الخطرة والحرجة وصلت إلى 60%، ما يُنذر بأن المرحلة الحالية "خطرة".
وأفاد بوجود (44) حالة خطرة وحرجة مصابة بفيروس كورونا داخل أقسام العناية المركزة في مستشفيات القطاع من أصل (77) سرير مخصصة لذلك، مشيرا إلى أن (30) حالة ما بين خطرة وحرجة على أسرَّة المستشفى الأوروبي فقط، وبقية الحالات موزعة على بقية المستشفيات.
وذكر أن عدد الأسرّة المخصصة للعناية المركّزة المتوفرة حاليًا في جميع المستشفيات 77 سريرًا، منها 58 في المستشفى الأوروبي، والعدد المتبقي موزع على مستشفيات القطاع، منوهًا إلى نسبة الإصابات التي تظهر عليها أعراض شديدة الخطورة ارتفعت من 5% إلى 40% في الوقت الحالي.
وفي سياق متصل، أكد أن مستشفيات القطاع تعاني أزمة حقيقية في توفير الأكسجين اللازم لمصابي كورونا من جهة والمرضى العاديين من جهة أخرى، بسب عدم مواءمة القدرة الانتاجية لمحطات الأكسجين مع الكميات المطلوبة.
وبيّن أن محطات الأكسجين الموجودة في القطاع لا تلبي احتياجات المرضى.
وأشار إلى أن كمية الأكسجين المتوفرة في المستشفى الأوروبي تصل إلى 3200 لتر في الدقيقة، في حين أن المستشفى يحتاج لأكثر من 5000 لتر، نظرا لارتفاع أعداد الإصابات وخاصة الخطرة والحرجة منها.
وأوضح أن هذا الأمر لا يقتصر على مستشفى الأوروبي بل يطال جميع مستشفيات القطاع، التي تحاول الموازنة بين احتياجات مصابين كورونا والمرضى العاديين.
ونبّه أبو كرش إلى أن غالبية محطات الأكسجين الموجودة في مستشفيات القطاع "قديمة" وقدرتها الانتاجية لا تتجاوز 70% وتحتاج إلى صيانة واستبدال بعض قطع الغيار المُعطّلة.
وشدد على أن الاحتلال يمنع إدخال قطع الغيار اللازمة لصيانة محطات الأكسجين، ضمن الحصار المشدد الذي يفرضه على القطاع منذ ما يزيد على 14 سنة.
وقال: "نحن أمام واقع صعب وخطر في مستشفيات القطاع، في ظل ارتفاع أعداد المُصابين بفيروس كورونا، وعدم إجراء صيانة لمحطات الأكسجين، لرفع قدرتها الإنتاجية بما يتلاءم مع حاجتها لمواجهة الوباء".
وأشار المسؤول الطبي إلى أن وزارة الصحة تتواصل مع الوزارة برام الله والجهات الدولية مثل الصحة العالمية وغيرها من الداعمين للقطاع الصحي، من أجل تزويد غزة بمحطات الأكسجين والضغط على الاحتلال لإدخال المواد اللازمة لصيانتها، لافتًا إلى وجود وعود بتنفيذ ذلك، "لكن الأمر يستغرق بعض الوقت".