قالت حركة الجهاد الإسلامي يوم الخميس، إنه يتواصل سقوط بعض الأنظمة العربية في وحل الخيانة والرِّدة عن ثوابت الأمة، مؤكدة أن إعلان التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني الغاصب ليمثل انتكاسة جديدة للنظام العربي الهش الذي يبحث عن توطيد أركان حكمه الاستبدادي.
وشددت الجهاد في بيان صحفي، على أن ما أقدم عليه النظام الحاكم في المغرب هو خيانة لثوابت الإسلام والعروبة وتفريط بالقدس وفلسطين.
وأكدت: "نحن على ثقة تامة بأن الشعب المغربي يرفض بشدة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني ولن تكون أرض المملكة المغربية مرتعاً للصهاينة ، فالشعب المغربي وقواه السياسية سترفض التطبيع وتتصدى له".
ونبهت الجهاد إلى أن "مسلسل هرولة الأنظمة العربية نحو الكيان الصهيوني سيكون لعنة عليها وعلى رموزها وقادتها، وسيبعث يقظة جديدة لشعوب المنطقة ضد الكيان الصهيوني".
وذكرت أن "أمريكا و الكيان الصهيوني تستخدمان التوترات الداخلية في المنطقة لابتزاز أنظمة الحكم العاجزة والضعيفة، وتساومها بين استمرار التوترات والأزمات الداخلية أو الرضوخ للإملاءات الأمريكية والصهيونية".
وأشارت إلى أن "هذه الأنظمة المستبدة المنفصمة عن شعوبها وقضاياها ترضخ للإملاءات وتذل أمام الضغوط".
وقالت الجهاد إن "أمريكا والكيان الصهيوني تدعمان الأزمات وتفتعلانها بصورة وقحة بهدف استخدامها كوسيلة ضغط لقهر المنطقة من خلال فرض التطبيع الذي أصبح يمثل وجهاً جديداً لسياسات الهيمنة والاستعمار".
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقة المغرب على التطبيع مع "إسرائيل".
وقال في تغريدة على تويتر: "إنجاز تاريخي آخر اليوم! صديقتانا الرائعتان إسرائيل والمملكة المغربية وافقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما".
واعتبر ترامب أنّ هذه الخطوة بمثابة "تقدم هائل لعملية السلام في الشرق الأوسط".
وفي أول تعليق مغربي، أعلن الملك محمد السادس أنه أخبر ترامب في اتصال هاتفي بأن بلاده تعتزم "استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية مع "إسرائيل" في أقرب الآجال".
وأكد "العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقا ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002".
لكنه شدد على أن "هذه التدابير لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".
ويأتي موقف المغرب بعد قرابة 3 أشهر من توقيع الإمارات والبحرين اتفاقي تطبيع مع "إسرائيل"، في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، في حين أعلن السودان، في 23 أكتوبر/تشرين الأول، الموافقة على تطبيع العلاقات تاركا مسؤولية إبرام اتفاق بهذا الخصوص إلى المجلس التشريعي المقبل (لم ينتخب بعد).
وبهذا القرار يصبح المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم حاليا علاقات مع "إسرائيل" إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010.
وتنضم هذه البلدان الأربعة بذلك إلى بلدين عربيين أبرما اتفاقي سلام مع "إسرائيل" وهما الأردن (1994) ومصر (1979).