قائمة الموقع

مؤمن أبو شهلا.. شاب يواجه البطالة بالمشغولات الخشبية

2020-12-06T09:10:00+02:00
تصوير/ ياسر فتحي

قطع الطريق على البطالة قبل أن تسير به إلى متاهات لا يستطيع أن يخرج منها، ويتقوقع في البحث عن وظيفة تُلائم شهادته الجامعية التي سهر الليالي من أجلها، ففتح مشروعه الخاص بالمشغولات الخشبية.

الشاب مؤمن أبو شهلا (24 عامًا) تخرج عام 2018 في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية تخصص محاسبة، نفض الغبار عن موهبة اكتشفها متأخرًا وهو في مرحلة الثانوية عندما صنع حوضًا خاصًّا بالزراعة، ولكنه انسجم معها، وأجل فكرة ممارستها لحين انتهاء دراسته.

بعد التخرج لم يألُ جهدًا في تسجيل بياناته الخاصة بطلبات التوظيف، وإلحاق سيرته الذاتية في مشاريع البطالة لعله يفوز بفرصة عمل، وكذلك تحديثها باستمرار، ومع ذلك باءت محاولاته بالفشل، لتصدمه البطالة ككثير من الخريجين.

هنا أشهر مؤمن سلاحه "موهبته" في وجه ذلك الشبح الذي يلاحق الشباب، وعمل ليقرر فتح مشروعه الخاص بالمشغولات الخشبية، والتي نبعت فكرته من حبه للأعمال اليدوية.

يقول لصحيفة "فلسطين": "عندما اكتشفت موهبتي لم يكن أمامي الوقت الكافي لممارستها، ولكن بعد التخرج والتفرغ الكامل بدأت في إنتاج أول القطع الخشبية بتشجيع من الأهل والأصدقاء".

ويضيف: "لكوني أحب كل شيء مصنوع من الخشب، فأردت أن أستغل الأخشاب في طريقة صحيحة ومناسبة، كخشب المشاطيح، عملت على إعادة تدويره بالقص والتثبيت والدهان، ليظهر العمل بأجمل صورة".

ومع صعوبة الوضع الاقتصادي عمل مؤمن على اقتراض مبلغ مالي بقيمة 250$، لشراء بعض المعدات الخفيفة التي يحتاج إليها في ورشته، والأدوات وتوفير المواد الخام، لينطلق في الأشهر الأولى من العام الماضي باسم "غسق ستور"، إذ يعمل على ترويج القطع بعرضها على الصفحات الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشير إلى أنه أطلق عليه هذا الاسم اقتداء بشركة ديكورات ناجحة في إحدى الدول العربية.

ويوضح أنه يعمل في مشروعه على معالجة البيئة في إعادة تدوير الخشب المستخدم، والذي يصنع منها أفكارًا مختلفة لدبل العرسان، وصناديق لتقديم المهر، و"الكافي كورنر"، والأرفف الخشبية بكل أشكالها، وتنفيذ زوايا التصوير، ومكملات الديكور، إضافة إلى الديكورات الحديثة بكل أشكالها.

ويعكف بعد أن ثبت أوتاد مشروعه على تنفيذ خطته التطويرية للنهوض في المشروع، باقتطاع جزء من الربح لتطويره، وكذلك العمل على إنتاج قطع خشبية وديكورات داخلية وقطع الأنتيكا بجودة عالية بالخشب المستخدم والطبيعي لإنتاج ديكور أو شكل جمالي.

ويواجه مؤمن بعض المشكلات لكون مدينته محاصرة فتعاني وهو نقصَ بعض المواد الخام مثل مادة الإيبوكسي التي يمنع الاحتلال إدخالها، إلى جانب شح بعض المعدات التي تساعد في العملية الإنتاجية، ما يضطر للبحث عن مواد بديلة.

ويطمح مؤمن إلى أن يصبح مشروعه شركة ذات اختصاص في إنتاج الديكورات الخشبية للمنازل والمحلات التجارية وكل الأعمال التي تتعلق بالأخشاب من هدايا وغيرها، وأن يكون للشركة أكثر من فرع، وتضم فريق عمل أكثر تميز وإبداع في إنتاج كل ما هو جديد في عالم الديكورات والأخشاب واستغلال المواد الموجودة في البيئة لتقليل أثرها وأضرارها على البيئة.

ويشار إلى أن بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، كشفت عن ارتفاع معدل البطالة في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى 27% في الربع الثاني من 2020، من 25% في الربع الأول.

اخبار ذات صلة