فلسطين أون لاين

أطراف صناعية "تعيد الحياة" لذوي بتر في غزة

...
تصوير/ رمضان الأغا
غزة- مريم الشوبكي:

بدت خطوات نور الدين على الأرض بطيئة بعض الشيء لأنه لم يتعود بعد المشيَ بطرفه الصناعي الجديد، ولكنه يجد خفة في نقل خطواته بعد أن عانى لسنوات طويلة من طرف ثقيل وبه مشكلات.

نور الدين شامية (27 عامًا) فقد ساقه اليسرى في قصف شنه الاحتلال سنة 2014، ركب مفصلًا صناعيًّا بعد أشهر قليلة من إصابته لأنه لم يتقبل فكرة المشي بعكازين لا نفسيًّا ولا حتى اجتماعيًّا.

يقول نور الدين لصحيفة "فلسطين": "ست سنوات أعاني مشكلات في مفصل الطرف الصناعي القديم، الذي تسبب بمشكلات في العمود الفقري والقدم أيضًا، حتى اتجهت لمستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية لتركيب طرف صناعي جديد".

ويضيف: "لاحظت فرقًا واضحًا للغاية في جودة الطرف وخفته، حيث أستطيع ممارسة عملي في صيانة الهواتف النقلة دون معاناة، فالأخصائيون قاموا بتهيئتي على كيفية المشي وتحقيق التوازن بين طرفي الأيمن، والعناية بالطرف وتنظيفه، وكذلك تمارين اللياقة البدنية للطرف المبتور".

في حين تحقق حلم رفيق الفيومي بتركيب طرف صناعي، لكي يمكنه من العودة إلى ممارسه عمله، ويرغب في توديع العكازتين بعد عامين من المشي عليهما.

الفيومي (42 عامًا) خضع لخمس عمليات جراحية لعلاج الالتهابات المستمرة في طرفه المبتور، ويتمنى أن يعود إلى سياقة دراجته النارية لأنه يهوى هذا النوع من السياقة.

فرحة زوجته وأطفاله عند رؤيته يمشي للمرة الأولى على كلتا قدميه بلا عكازتين كانت لا توصف، وشعروا أنه عاد لممارسة حياته الطبيعية معهم.

مشاركة عائلة المريض

بدوره يبين رئيس قسم الأطراف الصناعية بالمستشفى أحمد العبسي أن القسم يختص بتقديم الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية المحتاجين للأطراف والأجهزة التعويضية في قطاع غزة في أي وقت بكل حياد وشفافية مع جودة عالية جدًّا ومعيار عالمي.

ويوضح العبسي لصحيفة "فلسطين" أن القسم يزود المنتفعين من المرضى ذوي البتر بمجموعة كاملة من الخدمات التأهيلية المتخصصة لتمكينهم من استئناف حياة نشطة ومستقلة، وذلك من خلال خطة علاج فردية لتلبية الاحتياجات والأهداف المحددة للمريض.

ويلفت إلى أن كل مريض يتلقى العلاج من قبل فريق متعدد التخصصات يضم أخصائيين وفنيين ذوي خبرة في مجال الأطراف الصناعية، طبيب التأهيل، طبيب العظام، أخصائي العلاج الطبيعي، أخصائي التغذية والأخصائي النفسي.

ويشير العبسي إلى أن الفريق يشجع عائلة المريض على المشاركة في عملية إعادة التأهيل من خلال زيارات متكررة وجلسات التثقيف والتوعية للمريض وأسرته.

وعن خدمات قسم الأطراف الصناعية، يذكر أنه يقدم الأطراف الصناعية لكل مستويات بتر الطرف العلوي، ولحالات بتر الطرف السفلي، وأجهزة تقويم العظام لكل مستويات الأطراف العلوية، وأجهزة تقويم العظام لكل مستويات الأطراف السفلية، وأجهزة تقويم العمود الفقري، وصيانة وإصلاح الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية.

في ظل جائحة كورونا وضع القسم آلية تتيح تقديم الخدمات للمرضى عن بعد، يقول العبسي: "هذه الآلية لتطبيق عدد من الحلول التي تتيح مواصلة تقديم خدمات القسم التخصصية للمرضى، الذين يحتاجون إليها في ظل هذه الأوقات والتحديات الاستثنائية التي تفرضها علينا جميعًا".

ويضيف: "عمل القسم على متابعة المرضى والاستمرار في التواصل معهم من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، وتقديم خدمات للحالات التي تحتاج إلى تدخلات عاجلة من قبل قسم الأطراف الصناعية".

وعن سؤال عن الخدمات التي تضمنها عمل القسم عن بُعد، يجيب العبسي : "قدم الاستشارات الطبية للحالات الجديدة، من خلال قيام الطاقم الطبي التابع لقسم الأطراف الصناعية بتقديم الاستشارات الطبية والمعاينة عن بعد بما يحقق للمرضى التقدم والتحسن".

أيضًا يوضح أن ذلك يشمل "متابعة حالات قسم الأطراف الصناعية من حيث تقديم الخدمات العلاجية الافتراضية عن بعد من خلال الاتصال على المرضى المسجلين في القسم والاستفسار منهم عن أحوالهم وتقييم احتياجاتهم وإعطاء المرضى الإرشادات التوعية".

ويذكر العبسي أن الإرشادات التوعوية تتضمن تمارين اللياقة البدنية المنزلية لذوي الأطراف المبتورة للجزء المبتور وباقي الجسم، والتي تشمل تمارين التمدد والاستطالة لمنع تقلص وانكماش العضلات والحفاظ على قوتها، وآلية وضع المشد الضاغط للحفاظ على شكل الجزء المبتور، الوضعية الصحيحة في أثناء النوم والحركة داخل المنزل.

ويقدم قسم الأطراف الصناعية أيضًا نصائح بخصوص نظافة الطرف الصناعي من الداخل والخارج، والمحافظة على نظافة الجزء المبتور، وكيفية العناية بالندبات الجلدية وتدليكها، وكيفية ارتداء الطرف الصناعي أو الجهاز التعويضي بشكل صحيح، وتوضيح المدة الزمنية الصحيحة لارتدائه.

وعن كيفية التعامل مع الحالات العاجلة من المرضى، ينبه العبسي إلى أن القسم قام بتجهيز ومواءمة المكان لاستقبال الحالات الطارئة، من خلال توفير أدوات السلامة وتجهيز قوائم الحالات، والاتصال بهم وإعطائهم الإرشادات من أجل استقبالهم داخل القسم لتلقي الخدمات حسب الاحتياج.

ويوضح أن الخدمات العاجلة تقدم لحالات تقوس العمود الفقري (الفئة العمرية 12-14 سنة خاصة فئة الإناث) التي تحتاج إلى تدخل عاجل لأجهزة تقوس العمودي الفقري منعًا لزيادة المضاعفات، والحالات التي تحتاج إلى الأجهزة ما بعد العملية الجراحية وهي الحالات التي تحتاج إلى أجهزة تعويضية سواء للتثبيت بوضعية معينة أو المساعدة في الوظيفة الحركية.