تتضاعف أعداد المصابين بفيروس كورونا في قطاع غزة يومًا بعد آخر، حتى بلغت الإصابات اليومية حاجز الـ 900 إصابة، وهو ما يعدُّ ناقوس خطر أمام الجهات الحكومية التي تعاني ترديًّا في المنظومة الصحية ونقصًا في بعض المستلزمات اللازمة لمواجهة فيروس كورونا.
وزاد تفشي جائحة كورونا داخل المجتمع من الأعباء الملقاة على عاتق المنظومة الصحية التي تواجه أزمات عدّة نتيجة الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من 13 عامًا، الأمر الذي يعدُّ تحديًا كبيرًا أمامها لمجابهة الفيروس.
ويضع ارتفاع منحنى الإصابات اليومية وزيادة أعداد الحالات الخطيرة، خلية الأزمة التي شكّلتها الحكومة، أمام خيارات صعبة حول الاجراءات التي قد تتخذها خلال الأيام القادمة بناء على المعطيات الصحية الحالية، فهل يكون الإغلاق الشامل قريبًا سيّد الموقف؟
دخلنا الخطر
وقال المدير العام لدائرة الطب الحرج في أقسام العناية المركزة في مستشفيات غزة د.إياد أبو كرش، إن قطاع غزة دخل مرحلة الخطر وفقًا للحالة الوبائية المنتشرة في القطاع، وارتفاع منحنى الإصابات.
وأكد أبو كرش لصحيفة "فلسطين" أن نسبة الحالات الخطرة زادت الآونة الأخيرة، ووصلت إلى قرابة 30%، وأما النسبة المتبقية حالتهم بين الخفيفة والمتوسطة.
ورجّح أن تصل نسبة الحالات الخطرة التي تحتاج إلى علاج مكثف ورعاية أولية خلال شهر ديسمبر القادم إلى 40% "وهذا ينذر بالخطر".
وبيّن أن وزارة الصحة تستعد للتعامل مع السيناريو الأسوأ في القطاع نتيجة اقتراب حاجز الإصابات من 1000 إصابة يوميًّا، مع ارتفاع أعداد الحالات الخطرة.
وأشار أبو كرش إلى أن وزارة الصحة تسعى للموازنة بين الخدمات الأساسية التي تقدمها في المستشفيات للمرضى، ومصابي فيروس كورونا، من خلال توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وخاصة أجهزة التنفس الصناعي.
وبحسب أبو كرش، فإن السيناريو الأسوأ هو ضرورة توفير 150 سريرًا للحالات شديدة الخطورة وتحتاج إلى عناية مركزة، لافتًا إلى أن المستشفى الأوروبي يضم 59 مريضًا تصنَّف إصابتهم بشديدة الخطورة.
وأفاد بأن المستشفى الأوروبي كان يستخدم 900 لتر من الأوكسجين كل دقيقة، والآن تجاوز استخدامه الـ 2200 لتر كل دقيقة، لافتًا إلى وجود سيناريوهات عدّة لدى وزارتي الصحة والداخلية للتعامل مع الحالة الوبائية، واتخاذ القرار المناسب، مثل إغلاق بعض المناطق وصولًا للإغلاق الكامل.
وأعرب أبو كرش عن أمله ألا تصل المنظومة الصحية في القطاع إلى حالة الانهيار وفقد السيطرة على الوباء، خاصة مع انتشاره في جميع المحافظات دون أن يقتصر الأمر على بؤرة مُعينة.
وشدد المسؤول الطبي على ضرورة أن يكون "كل مواطن أمين على نفسه وشعبه وأن يكون على قدر المسؤولية، خاصة الذين يتطلب الأمر منهم حجر أنفسهم في المنزل لمدة 14 يومًا"، لافتا إلى أنه بعد مرور الأسبوعين دون أن تظهر مضاعفات على المريض بإمكانه الخروج من المنزل دون الحاجة لمسحة طبية جديدة.
إغلاق قريب
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف: إن القرارات الحالية في القطاع تتجه نحو المزيد من فرض إجراءات تقييد الحركة، خاصةً مع ارتفاع منحنى الإصابات اليومية.
وأوضح معروف لصحيفة "فلسطين" أن خيار الإغلاق الشامل في القطاع بات مطروحًا على طاولة خلية الأزمة الكبرى بقوة، وأقرب من أي وقت مضى، بما يضمن تحقيق أمر إيجابي للحالة الصحية.
وأضاف: أصبحنا أمام خيارات صعبة، رغم رغبتنا خلال الفترات الماضية بعدم الوصول لقرار الإغلاق الشامل، لكن حسب المعطيات الموجودة حاليًا، لا بد من اتخاذ قرار الإغلاق؛ للحد من تسجيل الإصابات والتي تضغط على المنظومة الصحية.
وبيّن معروف أن سيناريوهات الإغلاق وتطوراته مرتبطة بمؤشرات تضعها وزارة الصحة، سواء كان أسبوعًا أو أسبوعين.
وكان وكيل وزارة الصحة في غزة د. يوسف أبو الريش حدد أربعة مؤشرات تؤدي للإغلاق الشامل وهي "إنهاك المنظومة الصحية، ومن مؤشراتها: امتلاء القدرة السريرة، وإجهاد الكادر البشري، وعدم توفر المستلزمات والمستهلكات الخاصة بالعمل، وإذا تأثرت جودة الخدمات الصحية المقدمة وارتفاع عدد الوفيات".