ألقت الإجراءات المتخذة للحد من تفشي جائحة "كورونا" بظلالها السلبية على عمل السائقين في قطاع غزة، وسط مطالب بتقديم مساعدات عاجلة لهم ومساعدتهم في تخطي الأزمة الراهنة.
فالسائق أحمد عزام- أحد السائقين المتضررين من جائحة كورونا- يبدأ عمله باكراً، حيث يجوب شوارع مدينة غزة باحثاً عن قوت يومه، لكن قلة الركاب من جراء جائحة كورونا جعلت عمله شاقاً.
فهو يمضي معظم وقته باحثًا عن راكب يلتقطه هنا أو هناك كي يتمكن من توفير قوت أسرته المكونة من سبعة أفراد.
وقال لصحيفة "فلسطين": "إن عمله اليومي من الساعة السابعة صباحًا وحتى الثامنة مساءً بالكاد يكفي لتلبية بعض الاحتياجات الأساسية لأسرته"، داعيًا إلى الوقوف إلى جانب السائقين وإدراج أسمائهم ضمن كشوفات المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني في ظل كورونا، وإعفائهم من رسوم ترخيص المركبات لعدم قدرتهم على العمل وتأمين قوت يومهم ورسوم الترخيص".
وكانت وزارة النقل والمواصلات، أصدرت مؤخرًا قرارًا بتخفيض رسوم مركبات العمومي إلى نسبه تتراوح من 30 إلى 50% على المركبات العمومية في قطاع غزة؛ للتخفيف عن السائقين في ظل الحصار وجائحة كورونا.
مساعدات عاجلة
ويشتكي السائق محمد نصر الله من تراجع دخله اليومي، وبات غير قادر على تلبية جميع احتياجات أسرته بسبب جائحة كورونا وحظر التنقل من الساعة 8 مساءً حتى السابعة صباحًا.
ويلفت الثلاثيني نصر الله، إلى أن ما يحصل عليه من إيراد يومي لا يتجاوز العشرة شواقل، بعد قسمتها مع صاحب المركبة، وتعبئتها بالوقود.
ويشير لـ"فلسطين" إلى أن وضعه المالي أصبح مأساويًّا لكونه يعيل والديه وأشقاءه الخمسة، ولعدم قدرته على مواصلة العمل بعد الساعة الثامنة مساءً، بسبب حظر التجوال.
ويتابع: "إذا عملنا نحصل على الأموال ونتمكن من العيش وإذا لم نعمل سنجوع"، مشيرًا إلى أنه حتى اللحظة لم يتلقَّ أي مساعدة ليعيل أسرته في ظل الجائحة رغم حاجته الماسة لها.
ويدعو الجهات المعنية للوقوف إلى جانب السائقين وأصحاب الدخل اليومي كي يتمكنوا من العيش حياة كريمة في ظل جائحة كورونا وما خلفته من آثار سيئة على سكان القطاع.
وفي السياق يطالب السائقون الجهات المختصة، خصوصا وزارات العمل والتنمية الاجتماعية والنقل والمواصلات، بالوقوف إلى جانب السائقين والتخفيف من معاناتهم وصرف مساعدات عاجلة لهم، وإدراج أسمائهم ضمن كشوفات المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني في ظل جائحة كورونا، وإعفائهم من ترخيص المركبات.
أجر يومي
من جهته أكد الناطق باسم نقابة السائقين إياد مغافل، أن أزمة كورونا أثرت بشكل كبير في السائقين، وما تلاها من إغلاقات متكررة لقطاع غزة، وحظر التجوال في بعض المناطق الذي يبدأ من الثامنة مساءً حتى السابعة صباحًا.
وقال مغافل لصحيفة "فلسطين": إن السائقين يعملون بنظام الأجور اليومية، وغالبيتهم غير قادرين على إعالة أسرهم في ظل هذه الجائحة، مؤكدًا أن الإغلاق الجزئي أدى لتراجع دخلهم وباتوا غير قادرين على تلبية احتياجات أسرهم.
وأضاف: "إن ما يحصل عليه السائق خلال عمله اليومي بالكاد يلبي احتياجات أسرته، فعند توقفه عن العمل يصبح غير قادر على إعالة عائلته".
وبين أن 20 ألف سائق يعملون في قطاع غزة، على سيارات الأجرة، مشيرًا إلى أن نقابته طالبت بشكل مستمر كل الجهات المسؤولة بالوقوف عند مسؤولياتها لتوفير احتياجات السائقين، كتخفيض ثمن ترخيص المركبات، وإدراج أسماء السائقين ضمن كشوف المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني، مضيفًا: "كما طالبنا الحكومة بصرف مساعدات للسائقين وإدراجهم ضمن المستفيدين من صندوق وقفة عز".
وتابع: "وجهنا خطابات للجميع، وننتظر حتى اللحظة رد الجهات المعنية على المقترحات والمطالبات التي قدمناها في ظل الأوضاع المأساوية التي يعانيها السائقون"، متمنيًا أن يكون هناك رد في ظل الظروف الصعبة والاستثنائي.
ويعيش في قطاع غزة المحاصر ما يزيد على مليوني فلسطيني، يعانون أوضاعًا اقتصادية ومعيشية متردية للغاية؛ من جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 2007، وزادت معاناتهم بفعل جائحة كورونا.
كما يعاني نصف سكان القطاع من الفقر، في حين يتلقى 4 أشخاص من بين كل 5 مساعدات مالية، حسب إحصائية للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أصدرها نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي.