قائمة الموقع

فتحات الجدار.. خيار العمال الفلسطينيين المُرّ بحثًا عن الحياة

2020-11-26T13:36:00+02:00
صورة أرشيفية

قطعة من العذاب يتجرعها العمال الفلسطينيون يوميًّا في أثناء محاولتهم الوصول إلى أماكن عملهم في الأراضي المحتلة عام 48 أو العودة منها، لا سيما عند المرور عبر فتحات الجدار الفاصل المنتشرة على امتداد مدن الضفة الغربية المحتلة.

وفتحات الجدار خيار مرّ لجأ إليه الكثير من شبان الضفة للولوج منها إلى الأراضي المحتلة بحثًا عن العمل تزامنًا مع منع حكومة الاحتلال استصدار تصاريح عمل رسمية لهم، في ظل صعوبات حياتية واقتصادية صعبة تعيشها الضفة منذ سنوات.

ولضمان العبور من تلك الفتحات يضطر العمال للخروج من منازلهم فجرًا حتى لا يصطدموا بجنود الاحتلال الذين يكمنون لهم بالعادة ويمارسون بحقهم أشكالا عدة من التنكيل والإذلال وحتى إطلاق النار.

ويروي العامل سائد شافي من مدينة نابلس تفاصيل رحلة معاناته للوصول إلى مكان عمله في الداخل قائلا: "مع أنّ وقت البدء بالعمل ينطلق الساعة السادسة والنصف صباحا إلا أنني اضطر للخروج من منزلي الساعة 2 قبل الفجر لأضمن الدخول عبر فتحات الجدار المنتشرة على طول المدن الفلسطينية".

ويشير شافي إلى الآلاف من العمال يضطرون لفعل ذات الشيء كونهم لا يمتلكون تصاريح عمل، "وفتحات الجدار وإن كانت توصلنا إلى مكان عملنا لكسب المال وتوفير قوت أطفالنا إلا أنها تحمل على جنباتها صورًا عديدة من الإذلال التي تكسر النفس البشرية".

وذكر شافي أن جنود الاحتلال وفي أكثر من مرة أوقفوه ومن معه وانهالوا عليه بالضرب المبرح هذا عدا عن احتجازهم للعديد من الساعات قبل إعادتهم إلى مدن الضفة وتهديدهم.

وترفض سطات الاحتلال منح آلاف الفلسطينيين تصاريح للعمل في الأراضي المحتلة بحجة "المنع الأمني"، لذلك يتخذون طرقا عديدة للوصول، بحثا عن العمل كي يعيلوا عائلاتهم.

ويضطر ما يزيد على 50 ألف عامل الدخول عبر فتحات الجدار على طول مدن جنين وطولكرم وقلقيلية وسلفيت والخليل للوصول إلى أماكن عملهم.

ويتحدث الشاب العشريني فايز سلامة عن تجربته مع فتحات الجدار بالإشارة إلى أنه يضطر في بعض الأحيان وغيره من العمال للانتقال من مدينة لأخرى ليظفروا بفتحة جدار لا يتمركز حولها جنود جيش الاحتلال المتربصين بنا".

ويشير إلى أن جنود الاحتلال يعمدون في الكثير من الأحيان إلى إطلاق النار على العمال بمجرد اقترابهم من الجدار أو أثناء عبوره له، الأمر الذي تسبب بإيقاع العديد من الإصابات.

ونتيجة للملاحقة المستمرة للعمال يقول سلامة إن العديد من الشبان أصيبوا بكسور في سيقانهم لاضطرارهم القفز عن الجدار أو وقوعهم أثناء الجري هروبًا من بطش جنود الاحتلال.

ويوضح أن أكثر هؤلاء العمال يكرهون أنفسهم على العيش في أماكن عملهم لأشهر متواصلة، نظرا لصعوبة الطريق، وفي ظل الخوف من القبض عليهم من قبل جيش الاحتلال.

وعلاوة على المخاطر التي يتعرض لها العمال يوميا، يضيف سلامة أن جزءا كبيرًا منهم يتعرضون للاستغلال والابتزاز مقابل دخولهم ووصولهم إلى أماكن عملهم.

ويُلاحق جنود الاحتلال العمال الفلسطينيين عند بوابات الجدار في الضفة والفتحات فيه، من خلال إطلاق الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الصوتية والغازية لإبعادهم ومنعهم من الدخول، حيث العشرات منهم منذ بداية العام الجاري، أثناء محاولتهم اجتياز الجدار.

وأظهرت مشاهد مصورة نشرت خلال الأشهر الماضية جنود الاحتلال وهم ينكلون بالعمال، ويدوسون على رؤوسهم.

وينتهك الجدار الحقوق الأساسية لحوالي مليون فلسطيني، ما اضطر الآلاف منهم إلى استصدار تصاريح خاصة من قوات الاحتلال للسماح لهم بمواصلة العيش والتنقل بين منازلهم وأراضيهم.

كما خلف الجدار آثاراً سلبية عميقة على العملية التعليمية؛ فقد حرم الكثير من الطلبة والمدرسين الوصول إلى مدارسهم، ما أربك العملية التعليمية في العديد من المدارس.

وحسب تقرير صادر عن (بنك إسرائيل المركزي)، يبلغ عدد العمال الفلسطينيين الذين يحملون تصاريح عمل في الأراضي المحتلة نحو 59 ألف عامل، بنسبة 64% من إجمالي عدد العاملين داخل (إسرائيل)، في حين يدخل باقي العمال بشكل غير قانوني.

اخبار ذات صلة