لم يعلم الصيدلاني محمد أبو سمرة من محافظة شمال القطاع أن تقيح اللوزتين وأعراضا بدت كالإنفلونزا الموسمية ستوصله إلى أسرَّة العناية المكثفة بالمستشفى الإندونيسي بعد إصابته بفشل الجهاز التنفسي نتيجة لفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19.
يقول محمد في تقرير نشره حساب وزارة الصحة في غزة في فيسبوك: "حاولت في بدايات المرض علاج نفسي بالمسكنات المتاحة مثل الباراسيتامول والمضادات الحيوية، لكن حالتي تدهورت شيئاً فشيئاً".
ويبين "أنه في اليوم الرابع وعقب عودة زوجته إلى المنزل من مقر عملها، كان فاقدا للوعي تماماً، ما اضطر زوجته إلى نقله بسيارة الإسعاف إلى المستشفى الإندونيسي، حيث تم تحويله على وجه السرعة إلى قسم العناية المكثفة".
الصيدلي محمد مكث لمدة 14 يوماً في غرفة العناية المركزة في المستشفى، حيث بذلت معه الطواقم الطبية في المستشفى الإندونيسي جهوداً مضنية لإنقاذ حياته، كان أحدها حين اضطر الطاقم الطبي لتعريض حياتهم للخطر بتزويد المرضى في العناية بالتنفس بطريقة يدوية، بعد انقطاع التيار الكهربي.
كورونا لم تتركه حتى عقب تحسن حالته الصحية، فهو بالكاد يستطيع المشي على قدميه في مستشفى غزة الأوروبي ويخضع للعلاج والحجر الصحي بما يمكنه من العودة لممارسة الحياة الطبيعية.
كما يعاني صعوبة في التحدث أيضاً، حيث دعا المواطنين إلى اتخاذ أقصى إجراءات السلامة والحذر، مشيراً إلى أن المرض "أخطر بكثير مما يعتقدون".