فلسطين أون لاين

تقرير شُح المياه وضعف التسويق والتهميش.. ثلاثي يُهدِّد مزارعي الشوكة

...
صورة أرشيفية
رفح/ رامي رمانة

ناشد مزارعون في بلدة الشوكة جنوب شرق قطاع غزة، وزارتي الزراعة والحكم المحلي، ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل مساعدتهم في تخطي العقبات التي تواجه أنشطتهم، لاسيما شح المياه، ونقص الكهرباء، والعمل على مساندتهم في تسويق إنتاجهم وحمايتهم من تقلبات الطقس.

و دعا المزارعون كذلك الجهات المسؤولة لاستبدال شبكات المياه المهترئة بجديدة، وإعادة تأهيل الطرق الزراعية، كما حثوا الجهات المانحة للإسراع في تعويضهم عن الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها بسبب اجتياحات وحروب الاحتلال في السنوات السابقة.

ويحد الشوكة من الناحية الغربية مدينة رفح ومن الجنوب معبر رفح، ومن الناحية الشرقية معبر صوفا، ومن الناحية الشمالية بلدية الفخاري. ويبلغ عدد سكانها نحو (10.732) نسمة حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء.

ويعد المزارع محمد المهموم (56) عاماً، واحدا من مزارعي الشوكة الذين ينتظرون أن تُصرف لهم تعويضات عن الخسائر التي تكبدها في حروب الاحتلال على قطاع غزة.

وأوضح المهموم لصحيفة "فلسطين" أن الجهات الرسمية قدرت أن قيمة أضراره تجاوزت (140) ألف دولار عن الأعوام 2006،2008،2014، بيد أنه لم يتلقَّ سوى (10) آلاف دولار فقط. في حين هو مُطالب بتسديد ديون متراكمة عليه منذ عدة سنوات تقدر بـ (30) ألف شيقل.

مشكلات المزارعين

وتحدث المهموم عن مشاكل المزارعين في الشوكة، وأبرزها نقص المياه، والتي تعتبر عصبا أساسيا في أنشطتهم الزراعية، مشيراً إلى أنه يضطر إلى شراء كوب المياه بــ(2) شيقل من إحدى الشركات لتعبئة بركته، ومع ذلك لا تعطيه بركته أكثر من يومين من احتياجه للماء.

ويملك المهموم (7) دونمات، في حين يستأجر (15) دونما، ويزرعها جميعاً بالبندورة، والكوسا والحمضيات والزيتون والخضراوات.

كما عرج المهموم الذي يعيل (15) فرداً، ويزاول مهنة الزراعة منذ 25 عاماً إلى معضلة تسويق منتجاتهم، مبيناً أن تحديد الأسعار يكون في العادة مجحفا في حق المزارعين.

ويضم المزارع زيادة أبو سنيمة (30) عاماً صوته لسابقه في الحديث عن أزمة المياه في الشوكة، مبيناً أنهم كمزارعين بحاجة لأجهزة غطس توضع داخل البرك تساعدهم في ضخ المياه تجاه أراضيهم، وهي مكلفة لا يستطيعون دفع ثمنها.

وأضاف أبو سنيمة لصحيفة "فلسطين" أن المنطقة التي تتواجد بها مزروعاته تفتقر لشبكة كهرباء، وأنه يضطر إلى الاستعانة بمولدات لإخراج المياه من البرك تجاه مزروعاته، وهي مكلفة مالياً.

أمراض التربة

كما استعرض في حديثه مشكلتهم مع أمراض التربة خاصة ديدان "النماتودا" في جذور التربة، والتي تتسبب في قتل الأشجار، مشيراً إلى أن العلاجات لا يستطيع المزارع دفعها وحدها لتكلفتها العالية.

وبين أن شبكات توزيع المياه في أراضي المزارعين مهترئة وهي بحاجة إلى إصلاح وإعادة استبدال.

ويمتلك أبو سنيمة 35 دونماً يزرعها في الوقت الحالي بـالبطاطا والبازيلاء.

وأشار إلى أن حجم خسائره في عدوان 2014 كلفته قرابة 10 آلاف دولار ولم يتلقَّ أي تعويض.

من جهته يؤكد الخبير الزراعي م. نزار الوحيدي، أن المنطقة الجنوبية الشرقية التي تقع فيها بلدة الشوكة تعتبر من أوسع المناطق في قطاع غزة والخصبة للزراعة، كما أنها تصلح لرعي الأغنام.

وأشار الوحيدي في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إلى أن الشوكة تعاني التهميش، وذلك لأسباب مبررة وأخرى غير مبررة. ووفق الوحيدي فإن الأسباب المبررة هي أن المستثمرين لا يرغبون في الاستثمار بها نظراً لتعرضها لتعديات إسرائيلية متكررة خاصة في الحروب بسبب قربها من المناطق الحدودية مع الاحتلال.

والتهميش غير المبرر هو عدم تلقي تلك المناطق عناية من وزارة الزراعة ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالزراعة، التي تعد ضرورية من أجل إسناد المزارعين، ودفعهم للصمود في أراضيهم.

وأشار الوحيدي إلى أن الشوكة إستراتيجية لقربها من الحدود مع مصر وأراضي فلسطين المحتلة عام1948، كما أنها تصلح لزراعة الفواكه والحبوب والأعلاف.