قائمة الموقع

"بسمة" صيدلانية تُتوِّج شغفها بصناعة كريمات طبيَّة

2020-11-22T09:55:00+02:00

إعجابها وانبهارها بأيِّ طبيب تراه جعلاها ترسم أحلامها في تلك المهنة، وتبذل ما في وسعها لارتداء الروب الأبيض، والعمل على خِدمة المرضى، لكنَّ ميول والدها غيّرت أحلامها، إلى جانب الظروف المالية، فدراسة الطب تحتاج إلى الكثير من المال؛ لذا اختار لها الصيدلة عوضًا عن ذلك، وأودع حلمه وأمله فيها، حتى أمست تنتج الكريمات الطبية التي تعتمد على أعشاب تزرعها في بيتها.

بسمة وائل مصطفى (23 عامًا)، من مدينة خانيونس، تخرجت من كلية الصيدلة، ارتأى والدها أنه في حال عدم حصولها على وظيفة بمجال دراستها، فإنها ستفيد أهلها وجيرانها، بحكم سكنهم في منطقة بعيدة عن المستشفيات والصيدليات، وستوفر لهم بعض الأدوية البسيطة والمسكنات وجهاز الضغط والسكر وميزان الحرارة وغيرها.

خلال مدة دراستها الجامعية اقتنعت بتخصصها، وخاصة بعدما تعرضت والدتها لحرق من الدرجة الأولى؛ ما استدعاها لعمل الإسعافات الأولية قبل نقلها للعملية.

في معامل الصيدلة بدأ يرتفع منسوب الشغف لديها بعمل التركيبات الدوائية، وكانت تحوز فيها أعلى الدرجات، فتصنع تركيبات للمراهم والكريمات العلاجية والمشروبات الدوائية، وغيرها.

تقول لصحيفة فلسطين: "أحببت أن أصنع بيدي العلاج، ولا تقتصر مهامي على الوقوف في صيدلية لأجل بيع الدواء، بل يمكن أن يُصنَع ويُعالَج".

وفي أثناء مدة تدريبها في الصيدلية كان بعض الزبائن يطلبون منتجات معينة لتفتيح البشرة، أو إزالة آثار الحب وغيرها، وكانوا يلجؤون للكريمات الكيميائية المستوردة ويجهلون أضرارها على البشرة على المدى البعيد، فخطر ببالها صناعة منتجات طبيعية رخيصة الثمن وذات فاعلية.

تضيف بسمة: "ما دفعني لعمل تلك الكريمات هو الرغبة في تحقيق النجاح والتميز، والحصول على مكانة مرموقة في المجتمع، وتلبية احتياجات ورغبات الناس بمنتجات طبيعية آمنة، إضافة إلى تحقيق الهدف الاجتماعي في سند عائلتها وتلبية احتياجاتهم، ومساعدة والدها المريض في تعليم إخوتها".

ويرجع الفضل في نجاح مشروعها لوالدها الذي زرع في ذهنها فكرة التركيبات ومستحضرات التجميل، فدفعها للبحث مطولًا على المواقع الإلكترونية، وعثرت على إعلان دورة لصناعة الشامبو والبلسم الطبي الطبيعي.

تخطت صخرة البطالة بافتتاح مشروعها الخاص، بعد أن باعت عقدها الذهبي لتحصل على رأس مال، مشيرة إلى أنها استثارت طاقتها في توجهها للحصول على دبلوم متخصص في التركيبات الصيدلانية والطبيعية، وآخَر في التغذية العلاجية وعلاج السمنة والنحافة، إلى جانب دورات كثيرة في مستحضرات التجميل الطبيعية، والصابون الطبي والعطور الطبيعية.

فتحت أمامها مجالات واسعة في عمل كريمات لعلاج الأمراض الجلدية، كحب الشباب، والكلف، وكريمات العناية بالبشرة، كالتفتيح والترطيب، ومنتجات طبيعية بديلة عن الميك آب الضار، وشامبو وبلسم وصابون طبي، وزيوت لتقوية الشعر وعلاج الصلع والقشرة، وبعض خلطات التسمين والتنحيف، وبعض المنتجات الخاصة بالرجال والأطفال، وستركب بعض العطور الطبيعية.

وكانت تُجرِّب المستحضرات على نفسها، إضافة إلى فحص جودتها عند طبيب مختص وبمختبر، لتطرق باب الحصول على ترخيص من وزارة الصحة.

غلاء أسعار الأعشاب الطبية، واعتمادها الكلي عليها في تصنيع الكريمات الطبيعية جعلها تتوجه لزراعة الأعشاب الطبية والصبار.

ففي الأرض المجاورة لبيتها زرعت الأعشاب الطبية لتهتم بها منذ كونها بذرة حتى تنتهي باستخدامها في التركيبات استخدامًا نقيًّا 100%، كون جودة المنتج تعتمد على جودة المادة الخام المصنعة له.

وواجهت بسمة العديد من المشكلات في عدم توافر جميع المواد الخام اللازمة بسبب الحصار وأزمة كورونا وإجراءاتها الوقائية وحظر التجوال؛ ما جعلها تستثني بعض التركيبات المطلوبة.

وبصوت حانٍ تقول: "لا أنسى دعم والدي لي عندما بدأت في مشروعي، ولا جملته التي ترِنُّ في أذني يوميًّا وتدفعني للاستمرار: "أملي فيكِ كبير يا بابا، ربنا يوفقك"، و"ربنا يجعل القبول في وجهك يا بنتي"، فهو أساس مشروعي، والمفروض ألا يكون البطل خلف الكواليس، ووالدتي التي كانت ملجئي وقت ضياعي، تسهر معي وتساعدني في تجهيز الطلبيات".

وتطمح بإنشاء مصنع لتصنيع منتجات وتشغيل شباب عاطلين عن العمل، وإنشاء مركز تجميل وعناية بالبشرة والشعر والجسم، وتصدر منتجاتها لدول الوطن العربي والدول الأوروبية.

 

 

اخبار ذات صلة