قائمة الموقع

​في مسيراتٍ حاشدة كل الفئات تطالب بالحقوق

2017-05-03T08:57:47+03:00
جانب من مسيرات "نذير الغضب " بغزة (أ ف ب)

تحت أشعة الشمس خرجوا ليعبروا عن حالة الغضب والغليان في الشارع الغزي إزاء ما يُحاك ضده من مؤامرات، وللاعتراض على سياسة تضييق الخناق على أهالي القطاع، فقد اجتمع المشاركون من أطياف وفئات الشعب الفلسطيني المختلفة في مسيرات "نذير الغضب"، ليؤكدوا ضرورة كسر الحصار والتمسك بالثوابت، وليطالبوا بحقوقهم، غير مبالين بارتفاع درجة الحرارة، وحناجرهم تصدح بأعلى صوت بشعارات: "ارحل ارحل يا عباس .. غزة حرة ما بتنداس".

لا حياة كريمة

قال الشاب أشرف المحلاوي (30 عامًا) من سكان مدينة غزة: "جئت لأعبر عن غضبي ورفضي لسياسة المؤامرة التي ينتهجها عباس ضد غزة وأهلها، بخنقها بالحصار والتضييق عليها بشتى الطرق".

وأضاف: "بصفتي أحد سكان القطاع أرفض سياسة التهميش من قبل عباس الذي يحاصر شعبه بالأمور الحياتية كافة، وبما يمس كرامتنا، كأزمة الرواتب، وقطع الكهرباء، ونقص المستلزمات الطبية، فيؤلب على القطاع بافتعال الأزمات، فمن يحاصر شعبه لا يمكن له أن يمثلنا".

وكان المحلاوي قد اصطحب طفليه معه في المسيرة، ليشرح لهما بصورة عملية مفاهيم عن الحصار لم يدركاها بعد، خاصة ابنه الأكبر، لكي يفهم أزمة الكهرباء، وعدم قدرة والديه على توفير كل متطلباته، وليبين له أن المعاناة ليست عنده فحسب، بل يمر بها كل أفراد الشعب في غزة، فطفله الذي لم يتجاوز سبعة أعوام من عمره لا يمل من سؤاله عن موعد وصل التيار الكهربائي ليتمم واجباته المدرسية، وقد اصطحبه معه ليقدم له المبرر لعدم مقدرته على تأمين حياة كريمة له كباقي أطفال العالم.

وأشار إلى أن عشرة أعوام من الحصار ضاعت من أعمار الفلسطينيين هباءً منثورًا، لم يستطع هو خلالها أن يتحرك خطوة واحدة إلى الأمام، على الصعيدين المهني والشخصي.

واجب وطني ومهني

وكان من بين المشاركين المسعف عادل المشهراوي، الذي عدّ المشاركة في هذه المسيرات واجبًا وطنيًّا على كل إنسان في غزة، لأن الحصار يطال فئات الشعب الفلسطيني جميعًا، الصغير قبل الكبير، والسليم قبل العليل.

وقد جاء يحمل على عاتقه مهمتين: الأولى تتمثل في أداء دوره المهني مسعفًا، والثانية القيام بواجب إنساني، فهو لا يزال على رأس عمله، مع أنه منذ سنوات لا يتقاضى راتبه كاملًا، وقد عبّر عن رفضه لسياسة عباس التي ينتهجها ضد غزة.

وقال المشهراوي: "من المفترض أن تكون سياسة عباس تجاه غزة إيجابية، إذ يكفينا حصار العالم لنا، لكنه في الواقع يعمل على قطع علاقة غزة برام الله، والأصل أن يسعى إلى إيجاد حلول للوصل بين جناحي الوطن".

وبين أنه لا يمكن تقديم أي ثمن سياسي من وراء حصار غزة بتضييق الخناق وإيجاد الأزمات، وفي يوم الغضب طالب برفع الحصار، والتراجع عن القرارات المجحفة بحق غزة؛ "فيكفيها ما عاشته في ثلاث حروب"، وفق قوله.

متمسكون بالأرض

الطالب حسن كراجة (16 عامًا) قال: "أقولها بصريح العبارة: عباس لا يمثلني، ونعم لإسقاطه، فمن حقنا أن نعيش حياة كريمة، وأن نحصل على العلاج والكهرباء، وعدم الاقتطاع من رواتب الموظفين"، مضيفًا: "الغرب يبدو أحيانًا مستعدًّا للتخفيف عنّا، أما عباس فيسعى بكل وسائله إلى زيادة معاناتنا ومحاصرتنا بطرق مختلفة".

قاطعه صديقه عبد الله أبو عاصي بعدما عاد بذاكرته إلى الوراء عندما تنازل عباس عن أرضه في صفد، قال: "من يبيع أرضنا لا يمكنه أن يمثلنا، فالعودة حق مقدس، ونحن متمسكون بأرضنا، ولا يمكنه أن يقدمنا قربانًا قبل زيارته إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وأضاف: "من حقي بصفتي طالبًا أن تؤمن لي الحياة الكريمة لأكمل دراستي، وأن يكسر عن غزة الحصار المستمر منذ أكثر من 11 عامًا".

وأكد أن الحصار لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني الذي ثبت أمام جبروت الاحتلال الإسرائيلي في ثلاث حروب، ولن يتنازل الغزّيون عن ثوابتهم.

اخبار ذات صلة