قائمة الموقع

المحرر "مازن المغربي"..الشهيد الذي انتصر للأمعاء الخاوية

2017-05-03T07:21:01+03:00
الشهيد مازن المغربي (أرشيف)

أمضى الأسير المحرر مازن المغربي (45 عامًا) أكثرَ من عشر سنواتٍ في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأُفرجَ عنه قبل خمسةِ أشهر، ولم تمر سوى عدة أيام على الإفراج عنه؛ وما لبث أن أُدخل إلى قسم العناية المركزة بمجمع فلسطين الطبي برام الله؛ كونه يعاني من مرض القلب والفشل الكلوي؛ لقد حدث ذلك لسببٍ واحد؛ أنه كان ضحيةً للإهمال الطبي طوال فترة الأسر.

وبدلًا من أن يدخل الأسير المُحرر إلى بيته ويغدِق على أطفاله بالحنان؛ الذي لطالما حرَمهم الاحتلال منه خلال فترة أسر أبيهم، دخل في غيبوبةٍ استمرت لعدةِ أسابيع، ليتعَافى بعد ذلك جزئيًا.

وبالرغم من أنه استمرَ بـ"غسيل الكِلى" طوال الخمسة أشهر السابقة، إلا أنه انتصرَ لمعركة الأمعاء الخاوية وتضامن مع إضراب الأسرى، فكان دائم التواجد بخيمة الاعتصام المركزية بمدينة رام الله.

كان يبدو صادقًا في انتمائه لهذه القضية العادلة؛ لذلك آثر عدم تناول الطعام التزامًا بإضرابه مع الأسرى وتناول الماء والملح، ما أثر سلبًا على حالته الصحية.

انتهت فصول المعاناة بالنسبة للرجل في الساعة الثالثة والنصف فجرًا يوم أمس "الثلاثاء"، فقد ساءَ وضع الجسد الذي أنهكه المرض، ونُقل إلى "مجمع فلسطين الطبي" لينتقل إلى رحمة الله بعد ربع ساعة فقط؛ نتيجة الإهمال الطبي الذي تركه فريسةً للمرض، دون أن يقدم له العلاج اللازم طوال فترة أسره.

يقول منذر المغربي شقيق الشهيد لمراسل "فلسطين": "مدة اعتقالِ الشهيد طيلة العشر سنوات، لم تكن متواصلة؛ فبين حقبةٍ وأخرى من سنين الاعتقال كان الاحتلال يفرج عنه لنحو 20 يومًا، ومن ثم يعيد اعتقاله، إلا أن مرحلة الاعتقال الأخيرة قبل خمس سنوات مثلت أطول فترة اعتقال متواصلةٍ له".

ويؤكد أن الاحتلال منعهم من زيارة شقيقه، بدواعي الرفضِ الأمني حينما أجريت له عملية "قسطرةٍ" بالقلب قبل ثلاثة أعوام.

مازن مناضلٌ أمضى حياته في سجون الاحتلال، وشاركَ بالانتفاضةِ الفلسطينية الأولى عام 1987م، وكذلك بانتفاضة الأقصى.

ويتحدث عن صفات أخيه الشهيد؛ ومن بينها أنه يَحترم الآخرين، وكان شديد الحرص على إقامة علاقات اجتماعية طيبة سواء في سجون الاحتلال أو خارجها، كما أنه لطالما تمنى أن يكمل تعليمه الجامعي، إلا أن مرضه في السجون حرمه أيضًا من حلم الدراسة داخل القضبان.

وفي غمرة المعزين وقبل بدء مراسم تشييع جنازة الشهيد، أكمل محمد المغربي، ابن عم الشهيد حديثه لـ"فلسطين": "قصة مازن مع إهمال الاحتلال الطبي بدأت، بعد اعتقاله الأخير بعامين، حينها نقله الاحتلال لأحد مستشفياته في الأراضي المحتلة عام 1948م، واكتشف أن لديه مشكلة بالقلب بعد إصابته "بجلطة"، وأجريت له عملية قسطرة وأعيد إلى السجن".

وبنبرةٍ غاضبة يتهم ابن عم الشهيد سلطات الاحتلال، بأنها أعطت مازن عقاقير مسكنات "الأكامول" رغم أنه مصابٌ بمرض القلب، الأمر الذي أدى لإصابته بفشل كلوي وتعطل عمل كليتيه، مطالبًا الجهات الفلسطينية المُختصة بفتح تحقيق وفضح الاحتلال الإسرائيلي.

حقل تجارب

وأمام ذلك، يؤكد مدير عام نادي الأسير الفلسطيني عبد العال العناني، أن الشهيد تعرض لحقل تجارب عندما كان معتقلًا في سجون الاحتلال، ما أثّر في حالته الصحية، موضحًا أن التحاليل الفلسطينية كشفت بعد الإفراج عنه معاناته من مشاكل صحية بعضلة وشرايين القلب، استمر الأسير على إثر ذلك بإجراء عملية غسيل كلوي على مدار الخمسة أشهر السابقة.

ويضيف العناني لصحيفة "فلسطين"، "بأن المغربي كان مشاركًا بخيمة الاعتصام التضامنية مع الأسرى، والدائم التواجد فيها، حيث تضامن مع الأسرى الذين يعانون أشد المعاناة، وهو يعلم معنى الإضراب المفتوح عن الطعام فقد عاش ذات التجربة".

كذلك يجدد تأكيده أن سلطات الاحتلال مارست الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسير، الأمر الذي تسبب بمعاناة كل أجهزته الحيوية بالجسم، وهذا ثبت من خلال الفحوصات الطبية التي أثبتت إصابته بأمراض مختلفة.

اخبار ذات صلة