فلسطين أون لاين

بما يناسب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية

حوار الصحة العالمية: معدل إصابات "كورونا" بغزة يستوجب إجراءات أكثر قساوة

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف

أكدت منظمة الصحة العالمية، أن معدل الإصابات بمرض "كوفيد-19" الناتج عن جائحة "كورونا"، "يستوجب إجراءات أكثر قساوة" للحد من الحركة قد تصل إلى الإغلاق الشامل لمدَّة زمنية معينة في محاولة للوصول إلى منحنى إصابات مسطح.

لكن المنظمة التابعة للأمم المتحدة أوضحت لـصحيفة "فلسطين"، على لسان مدير فريق الطوارئ في فرع المنظمة بغزة د. عبد الناصر صبح، أن قرار الإغلاق من عدمه لا يخضع للمنظومة الصحية وحدها، فهناك العديد من الوزارات والعوامل التي تدرس جميعها وأبرزها الأوضاع الصحية والاقتصادية، قبل إعلان الإغلاق وتحديد مدته الزمنية، دون أن تفرض منظمة الصحة رأيها في هذا السياق.

إغلاق وفق دراسات

وقال صبح: الجهات الحكومية ممثلة بوزارتي الداخلية والصحة بغزة، هي من تقرر الإغلاق، وهي التي تصنف القطاع إلى أماكن حمراء وصفراء وخضراء، ويتم الإغلاق بناءً على دراسات تناسب الوضع الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي أيضًا.

وضمن إجراءات الجهات الحكومية منذ وصول جائحة "كورونا" لغزة نهاية آب/ أغسطس الماضي، فرضت الإغلاق الشامل بغزة لأسابيع قبل أن تقرر تخفيف الإغلاق، والإبقاء على إغلاق مناطق مصنفة حمراء.

وصباح أمس، أعلنت وزارة الصحة بغزة إصابة 600 مواطن بـ"كوفيد-19"، وهو أكبر رقم يسجل بقطاع غزة.

وأضاف صبح: فيروس "كورونا" انتشر بصورة كبيرة داخل المجتمع مقارنة بالفترة الزمنية الماضية وتحديدًا قبل أسبوعين وأكثر، فالأعداد تتضاعف وهذه الأرقام تأتي بعد نداءات كررتها منظمة الصحة وأطراف متعددة، بضرورة الحذر والتزام الإجراءات الوقائية، والتعامل بجدية مع الخطورة التي يشكلها انتشار الفيروس".

ونبه إلى أن ارتفاع عدد المصابين يزيد الحاجة للمستلزمات الصحية المخبرية اللازمة لفحص العينات المشتبه بإصابتها، وكذلك التعامل مبكرًا مع الحالات الإيجابية المصابة بالفيروس، لا سيما أصحاب الأمراض المزمنة والمناعة الضعيفة، قائلًا: "إننا في منظمة الصحة العالمية قلقون من المعدل العالي لانتشار الفيروس".

وأشار إلى أن قطاع غزة مقسم إلى 94 منطقة جغرافية من الجهات المسؤولة، ووفق البيانات والدراسات فإنه حال زادت نسبة انتشار الفيروس في منطقة معينة وأصاب 100 شخص لكل مئة ألف نسمة تصبح المنطقة حمراء".

مناطق حمراء

وذكر مسؤول فرع منظمة الصحة العالمية بغزة أنه بات في القطاع 30 منطقة حمراء يكثر فيها أعداد المصابين، "وإذا استمر معدل انتشار الفيروس بهذه الوتيرة، سنصل في أيام إلى 50 منطقة حمراء على الأقل، ما ينذر بأن الخطر المقبل أكبر، ويستوجب اتخاذ إجراءات أكثر قساوة للحد من الحركة وإغلاق المناطق".

وذكر صبح أن نتائج تحليل بيانات معدل انتشار الفيروس والتعامل مع الحالات التي بحاجة لرعاية طبية سريرية غير متوازن بالنظر إلى القدرة المحدودة للمنظومة الصحية.

ونبه إلى المنظومة الصحية حاليًّا ليست في حالٍ جيد، "وتكاد تقترب من خط الخطر الذي يستوجب إغلاقًا كاملًا لفترة زمنية محددة تمكن المنظومة من استعادة قدرتها بتسطيح منحنى الإصابات".

وشدَّد على أن جمهور المواطنين هم حجر الأساس في التعامل مع الفيروس، ومطلوب منهم التزام كامل الإجراءات الوقائية وارتداء الكمامة والتزام التباعد الجسدي وغسل اليدين جيدًا واستخدام المعقمات، وعدم الوجود في أماكن مزدحمة خلال هذه الفترة مثل المساجد والمولات والأسواق.

واستدرك صبح قائلًا: "لكن إذا استمر رقم الإصابات بالتصاعد على هذا النحو، فإننا لا محالة مقبلون على إغلاق شامل كحل وحيد أمام الجهات الحكومية للحفاظ على قدرة المنظومة الصحية ولحماية الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس والذي يتسبب لهم بأعراض وخيمة قد تودي بحياتهم".

وعدّ أرقام الوفيات المسجلة في إثر الإصابة بـ"كورونا" في غزة (54) حالة، رقمًا مضاعفًا بالنسبة للأرقام في الأشهر الماضية، فيما تنذر أعداد المصابين بين فئة المسنين (60 عامًا فما فوق) بارتفاع معد الوفيات بالفيروس، وزيادة بعدد الحالات التي بحاجة لعناية مركزة والتي هي محدودة في غزة ولا تزيد على 100 سرير في أحسن الأحوال، "لذلك على الجميع تحمل المسؤولية في عملية تسطيح المنحنى واستعادة المنظومة الصحية لقدرتها".

كما جدد مسؤول فرع الصحة العالمية بغزة تأكيده أن ما نشر قبل يومين على لسان مصدر مسؤول في المنظمة، حول إصابات "كورونا" وإجراءات مواجهة الجائحة، "خبر مغلوط وعارٍ من الصحة".

وقال: "عندما تصدر المنظمة تصريحًا صحفيًّا يكون منسوبًا لشخص وليس لمصادر مجهولة، ويعمم على المنصات الخاصة بها، لكن الخبر الذي نشر ونسب للمنظمة يراد به باطل، وقد يستغل بعض الأطراف منظمة الصحة في إصدار أحكام وآراء لا تجانب الصواب".

وقطاع غزة، من آخر الأقاليم عالميًّا التي وصلها فيروس "كورونا" الذي ظهر في الصين نهاية 2019، وانتشر حول العالم مطلع 2020، وصنفته الصحة الأممية بأنه جائحة عالمية.