مع بدء العزل المنزلي الذي أقرته وزارة الصحة في قطاع غزة بداية الأسبوع الحالي، أصبح حجر المصابين بفيروس كورونا في منازلهم ممكنًا لكل من لا تظهر عليه أي أعراض خطرة تستدعي نقله للعلاج الصحي في المستشفيات.
البقاء في المنزل مع اتباع التعليمات التي أوضحتها وزارة الصحة أمر كفيل بحماية المصاب وعائلته وكل من حوله، فكيف ينظر المصابون إلى قرار وزارة الصحة حول الحجر المنزلي؟
سالم عجور أحد المصابين بفيروس كورونا في حي الشجاعية ظهرت نتيجته قبل عدة أيام وتزامنت مع قرار وزارة الصحة فرض الحجر المنزلي على مصابي كورونا، أوضح أن الوزارة خيرته بين الحجر في المنزل أو في أحد مراكز الحجر.
وبين في حديثه لـ"فلسطين" أنه اختار أن يُحجَر في المنزل بجانب عائلته التي حُجِرت بالكامل هي الأخرى، لافتًا إلى أنه اتخذ قرارًا بمشاركه عائلته المكونة من ثمانية من الأبناء وهو وزوجته أن يحجروا أنفسهم ولا يخرجوا من المنزل لأربعة عشر يومًا مستمرًّا.
وقال عجور: "من المسؤولية الاجتماعية نحو كل من عائلتنا وجيراننا وكل من نعرفهم أن نحميهم من هذا المرض لذلك اتخذنا قرار البقاء في المنزل، وأنا كمصاب بالفيروس أبقى في غرفتي معظم الوقت باستثناء أوقات استخدام دورة المياه".
وأشار عجور إلى أن الجميع في المنزل يستخدم الكمامة، ويتبع تعقيم الأيدي والتزام كل النصائح التي أعلنت عنها الوزارة من أجل الحجر المنزلي، موضحًا أنه يعيش في شقة في بيت للعائلة التي وقف أفرادها إلى جانبه من أجل تلبية كل احتياجاته.
وفيما يخص التواصل مع وزارة الصحة، ذكر أن الوزارة لم تتواصل معه إلا عندما خيرته ما بين الحجر في المنزل أو في أحد مراكز الحجر وأنها طلبت منه عند ظهور أي أعراض عليه إبلاغهم.
وأفاد عجور أنه مع مرور أربعة أيام عليه في الحجر لم يظهر عليه أي أعراض للإصابة بالفيروس، وأنه مصر على استكمال أيام الحجر الأربعة عشر كاملة في غرفته التي تم تخصيصها له لضمان عدم نقل العدوى لأي أحد.
أما المواطنة أم أمير أحمد فهي الأخرى مصابة بفيروس كورونا وقررت التزام الحجر المنزلي بجانب أطفالها حتى قبل قرار وزارة الصحة، مبينة أنها لم تستطِع ترك أبنائها الثلاثة وحدَهم دون أي رعاية.
وقالت في حديثها لـ"فلسطين": "الأعراض كانت شديدة من حيث الألم بشكل عام واحمرار في العينين والكحة ولكن مع استخدام الفيتامينات والأعشاب وبعض مصادر فيتامين سي كالليمون والحمضيات بدأت تقل هذه الأعراض".
وأضافت أحمد: "تجربة البقاء في المنزل لأكثر من أسبوعين أمر صعب والآن بعد بدء شفائي انتقلت العدوى لأطفالي، ولكن بشكل أخف وهو ما جعلني حريصة على تناولهم المقويات وشرب الليمون والحمضيات بشكل مستمر".
ولفتت إلى أن عائلتها كانت دائمة المتابعة لتوفير كافة احتياجاتها من طعام وشراب إضافة إلى توفير الأدوية والمسكنات والفيتامينات، مشددةً على أنها ستبقى مستمرة في موضوع الحجر إلى حين شفائها التام هي وأطفالها.
سياسة جديدة
في السياق ذاته، أوضح مدير مراكز الحجر الصحي في وزارة الصحة في غزة، د. معتصم صلاح، أن قرار الوزارة بالحجر المنزلي جاء بعد تزايد أعداد الإصابات بين المواطنين وهو ما فرض على الوزارة التعامل بسياسة جديدة مع المصابين.
وقال صلاح لصحيفة "فلسطين": "إن قرار العزل المنزلي جاء للمصابين الذين لا تظهر عليهم أي أعراض للفيروس، ولا تستدعي حالاتهم وجودهم في مراكز الحجر أو المستشفيات التي تم تخصيصها لمن يحتاجون للرعاية الصحية".
وأضاف صلاح: "كما أن المصابين الذين لا تتوفر في منازلهم الشروط الصحية المناسبة لحجرهم يتم نقلها إلى مراكز الحجر لتلقي الرعاية فيها"، لافتًا إلى أن المواطنين غير مخيرين باختيار مكان الحجر بل حالتهم الصحية هي ما تفرض المكان.
ونبه إلى أن الوزارة تعمل الآن على التواصل المستمر مع المصابين بالفيروس والمحجورين في منازلهم من أجل ضمان التزامهم إجراءات العزل المنزلي ولتقييم الوضع الصحي للمصاب ولعائلته في حال ظهور أي أعراض جديدة عليهم.
ولفت صلاح إلى الوزارة ستبقى على تواصل مستمر مع المحجورين في منازلهم للتأكد من خلو المصاب من أي أعراض ولضمان إجراءات فك العزل المنزلي بعد قضاء المدة المخصصة له ولعائلته وهي أربعة عشر يومًا أو أكثر إن استدعى الأمر.
وأفاد بأن هناك مجموعة من الشركاء يتعاونون مع الوزارة في تقديم الخدمات للمصابين المعزولين في منازلهم، مشيرًا إلى أن الوزارة ستبدأ في عمل الزيارات الأولية للمصابين في بيوتهم خلال الأيام القادمة لتقييم الوضع.