حذر مشاركون في جلسة عصف ذهني برام الله، السلطة الفلسطينية من الرهان على الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقال المشاركون في جلسة نظمها مركز مسارات حول الخيارات الفلسطينية ما بعد الانتخابات الأمريكية: إن القضية الفلسطينية "ليست ضمن أولويات إدارة بايدن، فهناك موضوعات أخرى لها الأولوية، كالحرب التجارية مع الصين، والملف الإيراني، وجائحة كورونا".
وأشاروا إلى أنه ليس بالضرورة أن تستأنف العملية السياسية مع مجيء بايدن، وأن أقصى ما يمكن أن تقدم عليه الإدارة الجديدة خطوات ذات أبعاد إنسانية، مثل إعادة المساعدات للسلطة ووكالة الغوث، وفتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن.
ولفتوا إلى أن ذلك سيكون مقابل ثمن يدفعه الطرف الفلسطيني، "حيث لن يذهب بايدن إلى خطوات تعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل مجيء ترامب، فواشنطن لن تسحب اعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ولن تعيد سفارتها إلى (تل أبيب) ".
ودعا المشاركون قيادة السلطة إلى الإقلاع عن وهم استئناف المفاوضات، محذرين من اتخاذ إدارة ترامب خلال الشهرين القادمين خطوات تسرع من فرض الضم الفعلي وتقترب من السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة كالأغوار، أو التحاق دول عربية أخرى بقطار التطبيع مع (إسرائيل).
كما حذروا من مقايضة المصالحة باستمرار العملية السياسية مع الجانب الإسرائيلي، موضحين أن المهمة التي يجب أن يُقدم عليها الفلسطينيون الآن هي ترتيب البيت الفلسطيني واستعادة الوحدة على أساس الشراكة، وإعادة بناء وإصلاح المؤسسات الوطنية في السلطة والمنظمة، وتعزيز صمود المواطنين على أرضهم في وجه المخططات الإسرائيلية والأمريكية.
ودعوا كذلك إلى تصعيد المواجهة في وجه الاحتلال وخاصة في الضفة، ومواجهة مخططات الضم والاستيطان، ودعم حركة مقاطعة (إسرائيل)، وتعزيز الدبلوماسية الفلسطينية تجاه الدول العربية، وتفعيل العمل الشعبي من قوى ومؤسسات وأكاديميين ومثقفين ورجال أعمال، وإطلاق النداءات والمذكرات، والشروع في تنظيم حملات متواصلة ومركزة باتجاه الكونغرس والبيت الأبيض، وفي المؤسسات الدولية وعلى امتداد العالم.