مع تواصل تفشي فيروس كورونا وبدء عودة طلبة المرحلة الابتدائية إلى المدارس، فضلت العديد من الأمهات عدم إرسال أطفالهن إليها، على أن يأخذن على عاتقهن تدريسهم في البيوت، وذلك بالتواصل مع المدرسة والمعلمين المتخصصين بتدريسهم.
فالخوف من إصابة الأطفال بالفيروس ثم نقله لأهل البيت خاصة في ظل عدم وعي الطفل الذي لا يتجاوز عمره 11 عامًا، يكبر كل يوم تزيد فيه الإصابات داخل المجتمع الغزي، وهو أيضًا ما يجعل بعض الأطفال من المرضى أو ذوي المناعة الضعيفة معرضين للخطر.
ميريهان عودة أم لطفل في الصف الرابع رفضت أن يذهب ابنها للمدرسة رغم الإجراءات المعلنة من حيث تقليل أعداد الطلبة في الصف الواحد، والتعقيم المستمر للأيدي، وارتداء الكمامة.
وقالت عودة لصحيفة "فلسطين": "إن ابني مجد يعاني منذ الصغر مناعة ضعيفة ويمرض كثيرًا في فصل الشتاء، ومع عودة المدارس مع بداية هذا الفصل فمن الصعب أن أرسله إلى المدرسة في مثل هذه الظروف التي يمر بها قطاع غزة والانتشار الواسع لجائحة كورونا".
وأضافت أن "الأطباء دائمًا ما يحذرونني من قدوم فصل الشتاء وإصابة مجد بالأمراض الصدرية والإنفلونزا، لذلك وجدت أن استكمال دراسته من المنزل بالتوافق مع مدرسته أمر لا بد منه، ولم أجد أي مانع من المدرسة التي ترسل كل شيء تشرحه في الفصل على مجموعة على تطبيق (واتساب)، حيث يمكن عبرها استقبال الواجبات ومن ثم يحلها وإرسالها مجددًا في المجموعة لمتابعتها من قبل المعلمين".
أما هداية ضهير، أم لطفل في الصف الثالث، فقد رأت أنه من الأفضل أن يستمر في دراسته من داخل المنزل، خاصة أنه لا يزال صغيرًا، ولا يستوعب إجراءات الوقاية التي تطلبها المدارس.
وأوضحت ضهير لـ"فلسطين" أن طفلها دائم الحركة واللعب ومخالطة من حوله، دون أي اهتمام بالتباعد، لافتةً إلى أنه في ظل هذه الظروف فإنها تفضل صحته على التعليم في الوقت الراهن.
الأم آلاء البنا بينت أنها لم ترسل أيًّا من أبنائها إلى المدارس، خاصة أنها وجدت تفهمًا قويًّا من المدرسة بالنسبة لخوفها على أبنائها، وأنها مستمرة بالمتابعة مع المدرسين الذين يصورون "السبورة" والواجبات المطلوبة من الطلبة ويرسلونها عبر مجموعات "واتساب".
وأكدت البنا لـ"فلسطين" أنها حريصة على متابعة أطفالها كل صغيرة وكبيرة يعرضها المدرس، وأنها تتابع معهم الدراسة في البيت حفاظًا على صحتهم من أي مرض يمكن أن ينتقل إليهم في ظل الجائحة.
قبول وتقييم
بدوره، أكد المدير العام للإشراف بوزارة التربية والتعليم بغزة د. محمود مطر، أنه لا يوجد مشكلة لدى الوزارة في دراسة الطفل من المنزل، خاصة إذا كان هناك ظرف تمنعه من القدوم إلى المدرسة لتلقي التعليم الوجاهي على غرار باقي زملائه.
وأوضح مطر في حديث لـ"فلسطين" أن شرط تدريس الأطفال من البيوت لمن يرغب بذلك "رفع كتاب إلى مديرية التربية والتعليم التابع لها في منطقته للحصول على موافقة، بعد اطلاع الوزارة على حالة الطالب"، مشيرًا إلى أنه لن يكون هناك أي إشكال تواجه الطالب بعد ذلك في الدراسة أو التقييم.
وأضاف أن المرحلة الأساسية بدأت في بعض المدارس وليس كلها، وبالتالي من المبكر الحديث عن عملية تقييم لدراسة الطلبة فيها، ولكن سيتم التركيز على التقييم النوعي، ولن يكون هناك اختبارات كتابية مفروضة على الطالب.
وأكد أن المرحلة الابتدائية من الصف الأول للرابع هي مرحلة تأسيس للطالب وإن رغب الأهل بتدريس أبنائهم من المنزل فعليهم الالتزام بهذا الأمر، لأنه سيكون هناك محطات لتقييم الطالب بين كل مرحلة وأخرى، وسيكون مجبرا على المجيء للمدرسة لاختبار مدى المهارات التي اكتسبها من خلال دراسته في المنزل.