تسود حالة من الحذر في أوساط السائقين بقطاع غزة بعد إعلان شرطة المرور خطة جديدة للسيطرة على فيروس كورونا بإلزام المواطنين والسائقين ارتداء الكمامة داخل المركبات على الطريق.
وبينما أكد سائقون تحدثت إليهم "فلسطين" تأييدهم الحذر لهذا القرار، أشار آخرون إلى أن قيمة المخالفة التي تصل إلى 50 شيقلًا مرتفعة للغاية، وتكاد تكون أكثر من دخل بعضهم اليومي، لافتين إلى أنهم لا يتحملون المسؤولية وحدَهم، فالعديد من الركاب يخرجون من منازلهم دون ارتداء الكمامات.
كانت شرطة المرور كشفت يوم الثلاثاء عن خطة جديدة للتشديد للسيطرة على فيروس كورونا بعد ازدياد نسبة الإصابات، بفرض مخالفة عدم الحفاظ على الكمامة بقيمة 50 شيقلًا.
أبو رامي كشكو سائق سيارة للأجرة، يوضح أن قرار شرطة المرور فيه بعض العقلانية ولكنه يتجاوز موضوع إلزام المواطنين ارتداء الكمامة إلى تحميل السائق مسؤولية عدم التزام الركاب.
وقال: "إذا كان المواطن الذي يريد أن يركب السيارة لا يرتدي كمامة، هل أرفض أنا كسائق توصيله وهذا هو صلب عملي؟ وإذا طلبت منه شراء كمامة فربما يرفض ويتوجه إلى سيارة أجرة أخرى".
وأضاف: "في الفترة الأخيرة أصبحتُ أرفض توصيل العديد من المواطنين بسبب عدم ارتدائهم الكمامة وذلك حتى لا أتلقى أي مخالفة قد لا أكون قد جمعت ثمنها بعد من عملي"، لافتًا إلى أن حركة المواطنين لا تزال ضعيفة مقارنة بالأيام العادية قبل وصول الوباء إلى داخل المجتمع، "وعليه فإن الدخل العائد على السائقين قل بناء على ذلك".
أما محمد حمود فأوضح أن شرطة المرور معها كل الحق في إلزام الركاب والسائقين ارتداء الكمامات، ولكن السائق والمواطنين يرتدون الكمامة دون وضعها على الأنف والفم، بل وبمجرد الوصول إلى المفترقات التي يوجد عليها رجال الشرطة يضعونها ليمروا دون مساءلة.
وبين هذا السائق أنه في إحدى المرات قبِلَ أخذَ راكب معه لا يرتدي الكمامة ونزل من السيارة قبل الوصول إلى المفترق الذي يوجد عليه رجال الشرطة، "وعليه فإن القرار يمكن التحايل عليه في موضوع المواصلات قصيرة المسافة"، بحسب رأيه.
أما في المواصلات الطويلة فلا بد أن يطلب من الركاب ارتداء الكمامة لأنه قد يمر عن أكثر من مكان يوجد فيه رجال الشرطة ومن ثم موضوع أخذ المخالفة يصبح شيئًا أكيدًا يجب تجنبه بالتزام القانون، كما يضيف حمود.
في السياق ذاته، أكد مدير شرطة المرور العقيد تامر شحادة أن قرار فرض مخالفة بقيمة 50 شيقلًا على السائقين "يأتي في سياق زيادة عدد الملتزمين سواء من السائقين أو المواطنين لارتداء الكمامة عند خروجهم من منازلهم".
وبين أن شرطة المرور لجأت إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة وذلك حسب الحالة العامة لانتشار فيروس كورونا في القطاع، وأن القرار جاء في سياق تطور أوضاع الحالات المصابة، لافتًا إلى أنهم كانوا يتعاملون مع الركاب والسائقين بالود ويطلبون منهم ارتداء الكمامات.
وقال شحادة: "وصلنا في الفترة الأخيرة لزيادة ملحوظة في الإصابات بفيروس كورونا وهو ما كان يفرض علينا السيطرة على الحالة باتباع أسلوب الإجبار للسائقين والركاب لارتداء الكمامة".
وأضاف: "مبلغ 50 شيقلًا لن يكسر ظهر أي سائق ولكن القرار سيجعله ملزمًا ارتداء الكمامة والتي لا يتجاوز ثمن 2 منها شيقلًا واحدًا".
وأكد أن "الحالة التي نعيشها في القطاع تفرض علينا التعامل بكل شدة وقسوة مع المخالفين من السائقين، خاصة أولئك الذين يقومون بتوزيع الكمامات على الركاب ثم أخذها مرة أخرى ليستعملها غيرهم، حيث يعد هذا السائق مجرمًا أساء لنفسه ولغيره وألحق الضرر بالجميع".