قائمة الموقع

الطفل الغزّيّ نور الدين.. "مُبرمج ومُصمِّم" يطمح للعالمية

2020-11-10T12:00:00+02:00

يجلس نور الدين بجوار أخيه كل مرة ليتابع عمله في التصميم والمونتاج والفوتوشوب، بدقة يراقب حركاته على جهاز اللاب توب، وأحيانًا يقطع تركيزه بأسئلته عن بعض الخطوات، كان الأمر مستفزًا بالنسبة لشقيقه، لكنه أيقن فيما بعد أنه الشغف الداخلي الذي يحركه، حيث ميوله نحو التصميم والبرمجة.

نور الدين فلفل (13 عامًا)، من مدينة غزة، منذ عمر تسعة أعوام، اقتحم هذا العالم التكنولوجي الآخر، ليشبع هواياته في التصميم والبرمجة، فأصبح مصمما صغيرا، ومبرمجا للمواقع والألعاب، وقد عمل على أكثر من مشروع على المستوى المحلي، وأصبح من أفضل المبرمجين الصغار على مستوى فلسطين.

في دردشة مع صحيفة "فلسطين"، يقول نور الدين: "عمل أخي في المونتاج والتصميم على الفوتوشوب كان يجذبني، فلا أقوم من جانبه طوال فترة عمله على اللاب توب، فشعرت بجمال عمله كونه يخلو من الروتين والملل وفيه تسلية، وطلبت منه أن يعلمني في أوقات فراغه، ووجد مني الاستيعاب والقدرة على التطبيق" .

وذات يوم كان أخوه يعد مونتاجا لمقطع فيديو والتصاقه به ككل مرة جعله يطرح عليه مساعدته، فالفرحة لم تتسع قلبه، وعلمه التفريغ والمؤثرات بين اللقطات، وغيرها، فإبداعه واهتمامه جعلا نور الدين يحصل على دعم من والديه وإخوته، وتميز أيضًا في مجال تمثيل الأفلام القصيرة التي ينشرها على قناته الخاصة على اليوتيوب.

ويضيف: "لا أعرف ما الشيء الذي جعلني أحب التصميم، ولكني لامست شيئا داخلي أشعرني بجمال التصميم، وإتقاني له سيجعلني مميزًا عن باقي أبناء جيلي، ويمكن تفريغ إبداعي ومهاراتي فيه".

ويشير نور الدين إلى أن عائلته وقفت إلى جانبه لتطوير مهاراته حيث اشترت له جهاز لاب توب، وأخوه عمل بكل طاقته على تبسيط المعلومات قدر الإمكان ليستوعبها، خاصة بعدما التحق بأحد المراكز في غزة ولكنه لم يستطيع استيعاب شرح المدرب، فقد كان أصغر مشارك في الدورة.

ومادة التكنولوجيا من المواد المفضلة لديه، وقد ساعدته مهاراته في البرمجة والتصميم بشكل غير مباشر لاستيعابها، ويستذكر موقفًا حصل معه بالصف السادس، وكان الأستاذ آنذاك يشرح في برنامج برمجة للمبتدئين "سكراتش" الذي يتقنه وهو بالصف الثالث، فأخطأ المعلم في خطوة، فترجل نور الدين لتصحيح مسار أستاذه ليطلب الأخير من الطلبة التصفيق له فيشعر بتميزه.

وكان معلمه في المدرسة يتفاجأ من قدرته على تصميم لعبة كاملة في دقائق معدودة، وقد التحق بمسابقة خاصة بالبرمجة وحصل فيها على المركز الأول.

ويعمل نور الدين على ممارسة مهاراته وقت الملل والشعور بالروتين، وذلك لكي يستطيع التميز عن أصدقائه، ويتابع: "سأتمسك بها فقد يأتي يوم وتصبح مصدر دخلي في ظل انتشار البطالة، لذلك أسعى بشكل دائم لتطوير نفسي من خلال متابعة كورسات عبر اليوتيوب، وإذا واجهتني مشكلة ألجأ إلى التواصل مع أخي"، ويتعلم رسم الأنمي وصناعة الأفلام الخاصة بها.

ولن يطرق في الجامعة التخصصات التي لها علاقة بالتصميم والبرمجة، كونه يستطيع أن يتعلمها بمفرده، بل سيختار كلية لا علاقة لها بذلك.

ويستثمر نور الدين التزام المنزل بسبب جائحة كورونا، في تعلم المزيد من المهارات، وعمل التصميمات، ويحلم بأن يصبح أصغر مصمم مشهور في العالم، والمسؤول عن تصميمات الشركات الكبرى.

اخبار ذات صلة