يخشى المواطن محمود عاصي إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تجريف أرضه الزراعية الواقعة قرب مستوطنة "كريات نتافيم" المقامة على أراضي بلدتي قراوة بني حسان وحارس غرب مدينة سلفيت بالضفة الغربية المحتلة.

ويقول عاصي لصحيفة "فلسطين"، إن جرافات الاحتلال جرفت صباح أمس أراضي المزارعين القريبة من أرضه، وباتت أرضه معرضة للتجريف في أي لحظة.

ولفت عاصي الذي يملك أرضا زراعية تقدر مساحتها بـ22 دونما، إلى أن المزارعين في تلك المنطقة محرومون من الوصول إلى أراضيهم منذ أعوام ويتعرضون لاعتداء المستوطنين المتكررة واقتلاع الأشجار من أراضيهم حتى أصبحت جرداء، في محاولة لتهجيرهم منها لصالح التوسع الاستيطاني.

واقتلع المستوطنون بحماية قوات الاحتلال، طوال الأشهر والسنوات الماضية ما تبقى من أشجار زيتون معمرة ومثمرة من أراضي قراوة بني حسان وحارس.

وبين عاصي أن المزارعين سيتوجهون لمختلف محاكم الاحتلال لرفع دعاوى قضائية على قواته والمستوطنين بسبب تجريف أراضيهم "رغم مراهنتهم جميعا على القضاء الإسرائيلي المنحاز للمستوطنين".

اعتداءات متكررة

ولا يختلف الحال كثيرا لدى محمد ريان، الذي يقطن قراوة بني حسان، حيث أكد أن سلطات الاحتلال لا تدخر جهدا لسلب مزيد من أراضي المواطنين؛ لتوسعة مستوطنة "كريات نتافيم".

ويقول ريان لـ"فلسطين" إن قوات الاحتلال منذ نحو شهرين وحتى اللحظة تقوم بتجريف وسلب أراضي المواطنين لصالح التوسع الاستيطاني، كما تمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.

ويضيف أن سكان القرية يتعرضون بشكل مستمر وممنهج لاعتداءات المستوطنين بحماية من قوات الاحتلال؛ لسلب أراضيهم ومنع الوصول إليها، وسرقة ثمار الزيتون المزروعة في تلك المنطقة، في محاولة لاقتلاعهم منها لصالح التوسع الاستيطاني.

ويشير إلى أن أرضه الزراعية التي تقدر مساحتها بـ7 دونمات باتت شبه خالية من الأشجار؛ بسبب اعتداءات المستوطنين المتكررة عليها، ومنع السماح له بالوصول إليها ورعايتها.

ويدعو السلطة وأحرار وشرفاء العالم إلى الضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحق المزارعين والسماح لهم بالوصول إلى أراضيهم وزراعتها.

توسعة المستوطنة

من جهته أكد رئيس بلدية قراوة بني حسان إبراهيم عاصي أن جرافات الاحتلال جرفت نحو 58 دونما لمواطنين من بلدتي حارس وقراوة بني حسان من الجهة الشرقية من البلدة؛ لتوسعة مستوطنة "كريات نتافيم" المقامة على أراضي المواطنين.

وأوضح عاصي لـ"فلسطين"، أن المنطقة مهددة بالمصادرة لصالح توسعة المستوطنة منذ فترة، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال جرفت أراضي المواطنين أمس، رغم امتلاكهم أوراقا تثبت ملكيتهم لها.

وبين أن سلطات الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل القرارات والقوانين الدولية دون الاكتراث لحقوق المواطنين وممتلكاتهم، داعيا العالم الحر لممارسة دوره والوقوف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة المزارعين؛ لحمايتهم ودعم صمودهم ووقف الجرائم والانتهاكات الممارسة بحق المزارعين وسلب أراضيهم.

وتقع بلدة قراوة بني حسان على بعد 12 كم شمال غرب سلفيت، ويحدها من الشمال قرية دير إستيا ومن الغرب قرية بديا ومن الشرق قريتا دير إستيا وحارس ومن الجنوب قرية صرطة.

ويبلغ عدد سكانها نحو 3 آلاف نسمة، في حين تبلغ مساحتها الإجمالية 9443 دونما، منها 565 دونما تمثل مسطح بناء للقرية.