قائمة الموقع

ما حُكم إخفاء الإصابة بكورونا والتسبب في نقلها للآخرين؟

2020-11-09T09:59:00+02:00

تتضاعف المسؤولية الفردية والجماعية تجاه اتباع الإجراءات الوقائية وفقا لما تقرره وزارة الصحة، مع تسجيل المزيد من المصابين بفيروس كورونا في قطاع غزة، لا سيما مع عدم توفر عقار ناجع يواجه هذه الجائحة العالمية.

فما حكم من يخفي إصابته بفيروس كورونا مستغلًا عدم ظهور أعراضها عليه، وينقلها للآخرين بقصد أو بغير قصد؟

الأستاذ المشارك في الفقه وأصوله في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية د. زياد مقداد يوضح أنه مع انتشار الجائحة بأي مجتمع من المجتمعات الأصل أن يأخذ الناس بأسباب الحيطة والحذر والوقاية من تفشي فيروس كورونا.

وفي حديث مع صحيفة "فلسطين"، بين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وضح ضرورة أن يأخذ الإنسان بسبل ووسائل الوقاية من الأوبئة، فقال صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها"، والطاعون دلالة عن أي مرض أو وباء".

ويقول: "أما من عرف في نفسه بالقطع والتأكيد إصابته بفيروس كورونا وجب عليه الأخذ بالاحتياطات، لأن الأمر لا يتوقف على إلحاق الضرر بنفسه بل قد ينقله لغيره إذا لم يأخذ بأسباب الوقاية، وبالتالي يكون سببًا في انتشار المرض بين الآخرين".

ويشير إلى أن من كان يعرف بأنه مصاب ولم يلتزم بالإجراءات الوقائية فهو مستهتر بالأحكام الشرعية، وأوامر رسول الله، والأصل أن ينزل الحاكم والمسئولين عليه عقوبة رادعة لما يلحقه بضرر بالآخرين.

ويضيف مقداد: "في حال كان قاصدًا ومتعمدًا نقل العدوى لغيره فإن حكمه كالقاتل غير المباشر، أي كمن يضع السم في الماء، خاصة إذا ترتب على ذلك موت أحد بعد إصابته بالفيروس، أي أن ناقل العدوى المتعمد تلحقه أحكام القتل غير المباشر".

ويلفت إلى أن من لا يعلم بنفسه مصابًا فعليه احتياطًا الأخذ بالإجراءات الوقائية وفق ما توضحه وزارة الصحة، ولكن إذا ظهرت أعراض وتأكدت نتيجته فلا بد من الالتزام في بيته وعدم الاختلاط، وإبلاغ الجهات المختصة، وإذا كان موظفًا الأصل أن تمنعه مؤسسته من العمل، وأن تعطيه إجازة مرضية ويتمتع بحقوقه كاملة لضمان عدم تفشي المرض.

"آثم شرعًا"

بدوره يقول أستاذ الفقه المقارن المشارك في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية د. ماهر السوسي: "التزام المصابين بالإجراءات الوقائية فرض كالصلاة والصوم والزكاة، وكل من يخالف التوجيهات، ويمتنع عن الالتزام بها فهو آثم شرعًا".

وينبه إلى أن إخفاء المرض عن الآخرين هو إضرار بالنفس، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال، لقوله تعالى: "وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" (البقرة:195) وقوله أيضًا: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ" (النساء:29).

ويوضح السوسي أن القاعدة الشرعية في الإسلام قائمة على "لا ضرر ولا ضرار"، وهذا يعني أن الإضرار بالنفس أمر غير مشروع وممنوع شرعًا، فكيف بإخفاء المرض ونقله إلى الناس، فالقائم بهذه الفعلة هو مرتكب لجريمة، وتتقرر عقوبتها بمقدار الضرر الذي تسبب فيه للآخرين ونقل إليهم العدوى.

ويختم حديثه بأن على الإنسان أن يحافظ على حياته من المرض ويخاف على من حوله، فلا ينبغي لصحيح أن يختلط مع مريض أو العكس، حتى لا نقتل أنفسنا أو نوردها مورد الهلاك، لذلك لا بد أن يكون واعيًا للأخذ بأسباب الوقاية ويطبقها بحذافيرها.

ويشار إلى أن وزارة الصحة في غزة، تدعو المواطنين إلى مزيد من الحذر واتخاذ إجراءات الوقاية والسلامة في ظل الزيادة بأعداد المصابين بفيروس كورونا في القطاع.

ونقل الموقع الإلكتروني للوزارة عن مدير دائرة الطب الحرج في وزارة الصحة د. إياد أبو كرش قوله: "إن أعداد الإصابات الخطرة بفيروس كوفيد 19 تشهد ازديادًا ملحوظًا مقارنةً مع الأسابيع الماضية".

وأظهرت بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة صباح أمس تسجيل 201 إصابة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة.

اخبار ذات صلة