قائمة الموقع

"عقول مكبَّلة" .. ​حملة شبابية تساند تعليم الأسرى

2017-05-01T07:20:54+03:00

في غياهب السجن يقضون حياتهم ليحرمهم الاحتلال الإسرائيلي أروع سنوات عمرهم، ويفرض عليهم إجراءات وعقوبات مشددة، هذا فضلًا عن مسلسل الحرمان من الزيارة وحقهم في التعليم، والعزل الانفرادي، والإضراب، ومعاناتهم من سياسة التفتيش العاري والاقتحامات والقمع والاستفزاز، وإزعاج أهاليهم في طريقهم إلى الزيارة، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق حملة لإنقاذ الأسرى إلى فريق شبابي، لتسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين، خاصة الذين حرموا حقهم في التعليم، فكانت حملة: "عقول مكبلة".

حق في التعليم

وقالت إنصاف حبيب منسقة الحملة: "التفاعل والتضامن مع قضية الأسرى موسميان، كحالة طقس تهب رياحها أحيانًا، وتخمد أحيانًا أخرى، في حين أن في السجون هناك حياة أخرى ملونة بألوان العذاب والمعاناة".

وبينت أن الحملة تأتي ضمن الحملة الشعبية لمناصرة الأسرى وقضيتهم، خاصة فيما يتعلق بالتعليم داخل سجون الاحتلال، فسنوات كثيرة تضيع من أعمارهم دون الاستفادة منها، أيضًا الإعلام والمجتمع المحلي قد يسلطان الضوء على الإضراب والعزل الانفرادي، ولكنهما يتجاهلان حقهم في التعليم.

وذكرت حبيب أن حرمان الاحتلال الأسرى التعليمَ انتهاك لما اتفق عليه في اتفاقية جنيف، التي نصت على تشجيع "الدولة" الحاجزة الأنشطة التعليمية للأسرى، مشيرة إلى أن الاحتلال يمنع بين مدة وأخرى إدخال الكتب، ويصادرها ضمن حملاته التفتيشية، بهدف تكبيل عقول الأسرى وعزلهم عن العالم الخارجي.

ورمت هذه الحملة إلى إبراز معاناة الأسرى، وخاصة حرمانهم التعليم، وتسليط الضوء على نماذج من الأسرى الذين حصلوا خلال سنوات أسرهم على شهادات دراسية، أو أبدعوا في بعض الفنون الكتابية كالشعر والرواية.

وتابعت حبيب حديثها: "وسعينا خلال هذه الحملة إلى تسخير الطاقات الشبابية في خدمة القضايا الفلسطينية، وخاصة الأسرى عبر منصات التواصل الاجتماعي".

إيصال لصوت الأسير

ومن جانبه بين الناشط طارق صبح أن انضمامه إلى الحملة يأتي في إطار العمل على إيصال معاناة الأسرى ومجموعة التضييقات والقيود التي يفرضها الاحتلال على الأسير الفلسطيني في ظل الصمت العالمي، ولإبراز بعض الجوانب التي يعاني منها الأسير الفلسطيني، ومن ضمنها القيود المفروضة على التعليم.

وقال: "هدفنا الأساسي إيصال صوت الأسير الفلسطيني من بين الزنازين إلى كل العالم، لتحقيق مطالبهم العادلة والحصول على بعض حقوقهم البسيطة، ومن ضمنها حقهم في التعليم دون قيود".

ولفت صبح إلى أنه جاءت فكرة "عقول مكبلة" بعد متابعتهم العديد من الانتهاكات التي يقوم بها المحتل بحق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، كوضع المحتل القيود على المجلات التي يستطيع الأسير الحصول عليها، والقنوات التي يستطيع الأسرى الأطفال مشاهدتها، والكثير من الإجراءات التي يتخذها المحتل لتقييد وتكبيل ثقافة الأسير الفلسطيني.

ولكن عقل الأسير الفلسطيني لم ينحن لسوط الجلاد، فألف العديد من الأسرى الكتب، وشكلوا الحركات النشطة داخل السجون، وتخرج العديد من الأسرى في العديد من الجامعات بدرجات علمية متفاوتة، مع تقييد المحتل التخصصات التي يستطيع الأسير الالتحاق بها.

وأضاف صبح: "فجاءت تسمية "عقول مكبلة" لترمز إلى القيود التي يفرضها المحتل على الأسير الفلسطيني، وسياسة تقييد ثقافة الأسرى الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أنهم خلال الحملة قاموا بالعديد من النشاطات الإعلامية، ومنها إنتاج (برومو) تصويري لمعاناة الأسير الفلسطيني في السجون وحصوله على حقه في التعليم، وأطلقوا وسمًا إلكترونيًّا للحملة "#عقول_مكبلة"، سلطوا به الضوء على معاناة الأسير في السجون، وأبرزوا قضية تعليم الأسرى مطلبًا للأسير الفلسطيني.

وسعوا خلال الحملة إلى نشر العديد من الأرقام والإحصائيات التي تخص الأسرى، وسلطوا الضوء على بعض الحقوق التي يفتقدها الأسير الفلسطيني، إلى جانب التبصير بالانتهاكات الصهيونية للأسرى التي تتعارض مع الاتفاقيات الدولية والمواد التي تحكم سلوك السجان بحق الأسرى.

وأكمل صبح حديثه: "واجهتنا بعض العقبات مثل قلة الأدوات والتطبيقات المستخدمة في أثناء إطلاق الحملة، وتجاهل بعض وجهلهم بقضايا الأسرى"، مؤكدًا أنهم بصفتهم قدرات شبابية لن يتوقفوا عند هذه الخطوة، بل سيكملون مسيرتهم بحملات أخرى يسلطون بها الضوء على انتهاكات المحتل بحق الأسرى.

ويطمح القائمون على هذه الحملة إلى إيصال صوت الأسير الفلسطيني، وتوعية الناس قضاياهم، ويدعون الشباب الفلسطينيين والعرب للوقوف بجانب الأسير الفلسطيني، الذي يعذب في الدقيقة ألف مرة وقدم زهرة شبابه في سبيل حرية شعبه.

اخبار ذات صلة