باتت خيم التضامن جزءا من تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية في معارك الإرادات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وبما تمثله من أيقونة لتفاعل الرأي العام مع القضية، وأداة لشحن الأسرى وذويهم معنوياً، لكن يؤخذ عليها غياب التنظيم، كما يرى العديد من المتابعين للقضية.
وأقيمت في مدينة نابلس سبع خيام للتضامن مع الأسرى في ميدان الشهداء وسط المدينة، وفي بلدتي بيتا وبيت فوريك وقريتي سالم وبيت دجن ومخيمي عسكر القديم وبلاطة، بالتوازي مع تصاعد الفعاليات الداعمة للأسرى في مؤسسات المدينة.
وتعتقد الناطقة باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات أمينة الطويل، بأن خيام التضامن تؤدي وظيفة من جانبين؛ "ذات أهمية كبيرة جدا في جذب وتحشيد المشاركة الشعبية في الفعاليات المناصرة للأسرى، واستيعاب كافة المؤسسات والفاعلين في قضية الأسرى".
وتقول إن هذا الهدف "يترك أثراً إيجابيا على أهالي الأسرى، ويحرك المياه الراكدة، ويغير حالة الجمود الشعبي القاتل في تناول قضايا الأسرى".
وتابعت "من جانب ثانٍ فهي تحفز الأسرى -وهذا الأهم- على الصمود في معركة الأمعاء الخاوية"، موضحاً أن الاحتلال يراقب الحراك الشعبي في الخيام ويستغل التفاعل الهزيل للضغط على الأسرى المضربين للنيل من عزائمهم في مواصلة الإضراب".
وتضيف الطويل "هذه الصورة تعطي الاحتلال الضوء الأخضر لممارسة حالة من الاستفراد الغامض بحق الأسرى بشكل عام والمضربين بشكل خاص".
"لكن المؤسف في الأمر أن العديد من هذه الخيام غير منظمة في نشاطاتها أو أنها ساكنة لا تجذب الجماهير بسبب بعض السلوكيات الخاطئة من القائمين عليها"، وفقاً للناشطة في قضايا الأسرى.
وترى أن من الضروري أولاً تنشيط الفعاليات وإخراجها من بوتقة الروتين والتحركات المعتاد عليها لينبثق عنها ما هو أكثر ضغطا على الاحتلال "كأن تكون مصدرا تنبعث منه فعاليات المواجهة مع الاحتلال".
وتممت حديثها: "وثانياً أن تحتوي الخيام الجميع بنفس القدر مع العمل والتشارك وفق برنامج مدروس وموحد ومتكامل، بذلك نضمن حراكا شعبيا تضامنيا فاعلا ومؤثرا".
ويخوض أكثر من 1680 أسير فلسطيني إضراب مطلبي مفتوح عن الطعام منذ 17 أبريل/ نيسان من أجل تحسين ظروف سجنهم، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، وتحسين الظروف الطبية للأسرى، وإغلاق مستشفى سجن الرملة لعدم صلاحيته.
غياب التنظيم
وفيما تصف زوجة الأسير بسام السائح خيام التضامن بأنها "فعاليات إيجابية يتقاسم فيها أهالي الأسرى همومهم وأشواقهم مع المتضامنين"، تنتقد غياب التنظيم لبرامج المساندة داخل الخيام.
وتقول منى إن أكثر ما يسيئها هو "غياب الشخصيات السياسية والاعتبارية عن الخيام"، مشيرة إلى أن حجم التعاطي والتفاعل مع تلك الخيم "للأسف لم يرتق للمستوى المطلوب".
وتضيف "تلك الخطوات التضامنية تترك أثراً وانطباعا إيجابيا في نفوس أمهات الأسرى ويرفع من هممهم ومعنوياتهم، وتؤدي في ذات الوقت رسالة وطنية لتوعية الأطفال بقضية الأسرى".
وترى السائح أن "من الواجب تخصيص مكان خاص للنساء، وتواجد متطوعين للقيام على شؤون الخيمة".
ميدان سياسي
بدوره يقول القيادي في حزب الشعب الفلسطيني نصر أبو جيش إن دور خيم التضامن "رمزي" لمساندة الأسرى.
ويرى عضو لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس أن رمزية تلك الخيام لا تحط من أهميتها "لكنها بحاجة إلى إعادة تنظيم لتكون أكثر فاعلية في تحشيد الرأي العام لدعم الأسرى".
ويقول: "خيم التضامن بحاجة إلى ديمومة في الحيوية واهتمام رسمي وشعبي، للتحول إلى ميدان سياسي لإبراز قضية الأسرى ومعاناتهم واطلاع الجميع على آخر مستجدات الإضراب".
ويقود الإضراب المطلبي مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، المعتقل منذ 2002. ومنذ بدء الأسرى إضرابهم يمنع الاحتلال إلى الآن زيارة المحامين إلى السجون للاطمئنان على أوضاع الأسرى المضربين.
ويعتقل الاحتلال الإسرائيلي في سجونه أكثر من 6500 أسير فلسطيني، موزعين على 22 سجناً ومركز تحقيق.