قائمة الموقع

أبو شريف : نواجه معركة "شطب" القضية الفلسطينية

2017-05-01T06:06:35+03:00
بسام أبو شريف (أرشيف)

يؤكد بسام أبو شريف، المستشار السياسي السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات، أن الشعب الفلسطيني حاليا يمر بسنين عجاف وأصعب مراحل النضال الفلسطيني، لأنه يواجه معركة شطب القضية الفلسطينية، في ظل أسوأ وضع عربي رسمي لم يمر مثله في تاريخ الأمة العربية.

وقال أبو شريف في حوار مع صحيفة "فلسطين" أمس: "إن الشعب الفلسطيني يسير في حقل كله ملغوم، وعليه أن يبرهن أنه ملتصق بأرضه ومتجذر بها بالعمل على إعادة قضيته إلى اهتمام الأمة العربية"، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني اليوم أمام خيارين إما الحرية أو العبودية للاحتلال، والتي سيرفضها شعبنا بكل تأكيد.

لقاء "ترامب– عباس"

وعن المتوقع من لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس السلطة محمود عباس الاربعاء المقبل، رأى أن ترامب سيحاول نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى مدينة القدس المحتلة، وإفساح المجال أمام الاحتلال للاستمرار بالتوسع الاستيطاني بالضفة.

واعتقد "أبو شريف" أن ترامب ليس بصدد طرح حلول، وهو يريد إعلان شراكة أمريكية إسرائيلية للسيطرة على الشرق الأوسط، مرورًا بالخليج والعراق ومحاولات تدمير سوريا وصولًا إلى فلسطين، لافتاً إلى أن دلالة هذه الشراكة هي الزيارة المرتقبة لترامب لدولة الاحتلال في نهاية مايو/ أيار الجاري.

ووصف أبو شريف ترامب بأنه "ممثل الحركة الصهيونية" التي هي مصدر ثروته المالية، والمتوقع منه أن يكون أكثر رؤساء الولايات المتحدة تأييدًا للاحتلال الإسرائيلي وعنصريته وغطرسته بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا في الإطار ذاته، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وترامب لن يقبلا فعليا بدولة واستقلال فلسطيني.

الإمبريالية الصهيونية

من جانب آخر، ذكر مستشار "أبو عمار" أن (إسرائيل) تعتمد حالياً استراتيجية الإمبريالية الصهيونية الشريكة للإمبريالية الأمريكية.

وعلل ذلك بمواقفها المعلنة وتدخلاتها في سوريا والعراق، واليمن، وإقامة علاقات مع دول خليجية وإقليمية، ومحاولة تفجير الأوضاع بالجزائر، مشيراً إلى دور الاحتلال الإسرائيلي في تأجيج "الإرهاب" في سيناء، وتهريب السلاح لكل من يريد تدمير وتفتيت الأمة العربية لتحويلها إلى "كيانات طائفية متصارعة".

وحول واقع السلطة الفلسطينية، انتقد "أبو شريف" عدم وجود قضاء فلسطيني مستقل بالضفة، واستمرار تعطيل المجلس التشريعي، عاداً أن الوظيفة التي أقيمت من أجلها السلطة الفلسطينية لبناء دولة وقضاء وتعليم وصحة وحضارة "فرغت من مضمونها، ولم يتحقق شيء من ذلك".

تهويد الضفة

وذهب للإشارة إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هيأ لتهويد الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس بالقانون الذي أقره "الكنيست" والذي يسمح بموجبه لأي مستوطن إسرائيلي بمصادرة أملاك الفلسطينيين بالضفة حتى لو امتلك المواطن الفلسطيني "طابو" لأرضه منذ عهد الأتراك والأردنيين في فلسطين.

وشدد "أبو شريف" على أن "الخطر الداهم قادم"، وأن على الفلسطينيين الانتفاض أمام هذه المخططات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية، بتطوير انتفاضة القدس للوصول إلى انتفاضة فلسطينية شاملة في كافة مدن وقرى فلسطين.

وقال: "الذي يجري تهجير تدريجي للشعب الفلسطيني من الضفة الغربية، والمؤامرة تهدف لتحويل غزة إلى دولة لفلسطين".

وذهب مستشار عرفات إلى القول: "عندما ينتفض الشعب الفلسطيني فلن يقف أمامه جيش الاحتلال أو حتى أجهزة أمن السلطة"، مؤكداً أن محاولات التفريق بين غزة والضفة لا يخدم إلا الاحتلال.

وأكد "أبو شريف" على ضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينية، متسائلاً "ألا يكفي أن الاحتلال يهود الضفة الغربية ليلا ونهارا لتوحيد صفوف الفلسطينيين".

الدور العربي وفلسطينيو الشتات

وإزاء تأثير الدور العربي على السياسة الفلسطينية، أكد "أبو شريف" تراجع تأثير هذا الدور في ملف "التسوية" لاسيما المصري، قائلاً: "تراجع في ثقل الدور المصري التاريخي لقضية فلسطين، على عكس ما كانت عليه تاريخيا حينما كانت قضية فلسطين على رأس أولويات مصر".

وتابع: "موقف مصر في ظل الظرف السياسي الراهن بعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يخرج عن موقف الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ".

وكان عباس قد التقى، أول من أمس، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحث معه تطورات القضية الفلسطينية، وتأتي هذه اللقاءات قبيل زيارة عباس إلى واشنطن المقرر أن تبدأ اليوم الاثنين.

وفي السياق ذاته، أكد "أبو شريف" على ضرورة الاستفادة من الكفاءات الفلسطينية "المهمشة" في الشتات من أجل القضية الفلسطينية، لافتاً إلى وجود 15 ألف أكاديمي جامعي فلسطيني في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى المئات مثلهم بفرنسا وبريطانيا.

وقال: "في كل ميدان هناك ذراع طويلة للفلسطينيين، إلا أن الجميع تهمشهم السلطة"، واصفا أصحاب القرار بأنهم "أصحاب كفاءة متدنية".

وكان مؤتمر فلسطينيي الخارج الذي عقد في 25 و26 فبراير/ شباط الماضي، بمدينة اسطنبول التركية، دعا إلى إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية بإجراء انتخابات ديمقراطية شفافة، في وقت تمسك بحق العودة وخيار المقاومة للتحرير، فيما اعتبرت السلطة المؤتمر الذي حضره أكثر من أربعة آلاف فلسطيني محاولة لإسقاط المنظمة.

اخبار ذات صلة