قائمة الموقع

في الأمراض والأوبئة.. رحمات من الله لعباده المؤمنين

2020-11-06T10:35:00+02:00

الأمراض والأوبئة من أقدار الله (تعالى)، وبين ثناياها هناك منافع ورحمات يجعلها (سبحانه) رحمة لعباده المؤمنين، وإنه (جل وعلا) يسوق المنح وسط المحن، كما في قوله (تعالى): "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" [الشرح: 6]، وقال (تعالى): "فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" [النساء: 19].

فمن منافع الوباء أن فيه رحمة للمؤمنين؛ كما في حديث عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي "أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ..."، وهو ما يذكره د. نادر وادي الاختصاصي في السنة وعلوم الحديث.

في حديث مع صحيفة "فلسطين" يقول وادي: "كما أن منها إدراك نعمة الجمع والجماعات، وإداك قيمة المساجد، وكسر ظهر الإلحاد والعلمانية ودفع الناس للاعتراف بخالقهم والالتجاء إليه في كشف الضر ورفع الوباء".

ويضيف: "ومن منافع الوباء استشعار قدرة الله (تعالى) على الخلق، كيف ضرب العالم بفيروس لا يرى بالعين المجردة، فتحير العالم أجمع في علاجه وأقام العالم كله على قدم واحدة، ومعرفة نعمة الله (تعالى) على العباد في حرية التنقل والحركة والسفر، إذ إنهم فقدوا ذلك كله في لحظة".

ومن إيجابيات الأوبئة يذكر وادي أنها تعيد الروابط الاجتماعية بين العائلات والأسر، إذ جمعتهم في بيت واحد وأعادت التواصل بعد انقطاعه بسبب التكنولوجيا، ومعرفة حقيقة الحياة الدنيا، وأنها لا تساوي شيئًا، إذ فقد الناس الأمن في لحظة دون حسبان.

ويبين أنها علمت الناس مبدأ ترشيد الإنفاق والاستهلاك بسبب خوفهم من الجوع ونفاد الأموال، وعرفوا قيمة الهواء الذي يتنفسونه منذ أن ولدوا ونسوا أنه من نعم الله التي تستحق الشكر، كما أنها تنشط العقل البشري للبحث عن علاج لها من أجل البقاء، ويكون منفعة للأجيال القادمة، كما استفادت الأجيال الحالية من الوباءات التي وقعت في السابقين.

ويتابع وادي: "كما أنها دورة حضارية ربانية لا بد منها لتنشيط البشر، وتحريك ركودهم، وتغيير أحوالهم، وتثري الفقه الإسلامي بالجديد من المسائل والفتاوى والبحوث عن مستجدات الوباء ومسائله المتعلقة به، وتظهر البشر على حقيقتهم بلا أقنعة مستعارة، ولا أخلاق مصطنعة".

ويلفت إلى أن هذا الوباء المستجد (كورونا) أظهر كيف أن المادية فتكت بالأخلاق في الدول الغربية من شجع وهلع وتشاجر على الأشياء التافهة، وفي ضوء هذه المنافع ينبغي للمسلم أن يقرأ رسائل الوباء، وأن يعتبر ويتعظ مما يجري من حوله.

مراجعة الأنفس

بدوره يوضح الأستاذ المشارك في الفقه وأصوله بكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية د. زياد مقداد أن الأمراض على ما تسببه من معاناة وآلام وأضرار للإنسان لا تنعدم منها الإيجابيات والفوائد.

ويبين مقداد في حديث مع صحيفة "فلسطين" أن من ذلك أن الأمراض تجعل الأفراد أكثر محافظة والتزامًا بالنظافة العامة والنظافة الشخصية، من المواطنين أو من الحكومة، أيضًا تعرفهم قيمة الصحة وسائر نعم الله على عباده التي تغمرهم وتحيط بهم ولا يلقون لها بالًا أو يحمدون الله عليها.

ويقول: "الأمراض تدفعنا إلى مراجعة أنفسنا وتصرفاتنا وتوثيق علاقتنا بالله (عز وجل)، لنكون أكثر التزامًا بأحكام الشرع وأقرب لمرضاة الله (عز وجل)".

كذلك لها تأثير على المسلم وعلاقاته بأفراد المجتمع، فيبين مقداد أن الأمراض تزيد من روح التضامن والتكافل والتعاون والتراحم بين المواطنين، بالتواصل والمساعدات التي تقدم للمرضى المحتاجين.

وينبه إلى أنها سبب في تكفير الخطايا بل يمكن أن تكون سببًا في دخول الجنة، إذا صبر المريض على مرضه واحتسب ألمه في سبيل الله (تعالى)، وتدفع العلماء والباحثين إلى البحث عن الأدوية والعلاجات المناسبة للتشافي من هذه الأمراض.

اخبار ذات صلة