فلسطين أون لاين

صبح: عدم الالتزام بإجراءات الوقاية "وصفة مثالية" لتفشي الفيروس

خاص الصحة العالمية: تزايد الإصابات بـ"كورونا" مؤشر خطِر يُهدد المنظومة الصحية بغزة

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

أكدت منظمة الصحة العالمية أن تزايد الإصابات بفيروس كورونا مؤشر خطر يهدد المنظومة الصحية في قطاع غزة، محذرًا أن "عدم التزام المواطنين الإجراءات الوقائية يعد وصفة مثالية لزيادة أعداد المصابين.

وربط ممثل المنظمة بغزة الدكتور عبد الناصر صبح، بين لجوء الجهات الرسمية إلى تخفيف الإجراءات الصارمة وارتفاع أعداد الإصابات في مختلف محافظات القطاع تزامنًا وعدم التزام نسبة عالية من المواطنين إجراءات الوقاية والسلامة.

ووفق معطيات أوردتها وزارة الصحة، أمس، بلغ عدد الإصابات بالفيروس 7512، بينها 4677 حالة تعافٍ، و37 حالة وفاة. وحظيت مدينة غزة بالنصيب الأكبر من عدد الإصابات بتعداد 3772.

وأضاف صبح في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، أن تزايد أعداد الإصابات لم يفاجئ منظمة الصحة العالمية، فنحن نرصد الأرقام والإحصاءات كل يوم، ونتوقع تمامًا انتشار الحالات بسبب عدم التزام المواطنين وتخفيف الإجراءات الخاصة بحركة المواطنين والتجمعات وفتح بعض المدارس والمحال التجارية.

وتابع: إن "عدم التزام المواطنين الإجراءات الوقائية يعد وصفة مثالية لزيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا".

ونبَّه إلى أن إجراءات الجهات الحكومية بغزة الهادفة إلى منع تفشي الفيروس كلما شهدت تخفيفًا أكثر تزامنًا وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، ازدادت أعداد الإصابات أكثر فأكثر.

ومنذ ظهور فيروس كورونا في الصين نهاية 2019، وانتقاله للعالم في وقت قياسي، حالت الإجراءات الوقائية الحكومية بغزة دون وصوله لأشهر طويلة، لكن في 24 آب/ أغسطس الماضي، أعلن عن تفشى الفيروس داخل المجتمع.

وأكد صبح أن ما يثير القلق لدى الجميع أن المنظومة الصحية في غزة لديها قدرات محدودة في التعامل مع أعداد الإصابات المتزايدة.

وبين ممثل مكتب الصحة العالمية بغزة، أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة تشارك وزارة الصحة ببرنامج تحليلي مفصل للوضع الوبائي بغزة، موضحًا أنه "برنامج معقد لدرجة يعطينا مؤشرات على قدرة المنظومة الصحية وعدد الأيام التي تستطيع المنظومة أن تتعامل مع الحالات دون أن تنهار".

واستدرك: قبل 3 أسابيع وأكثر كان البرنامج التحليلي يشير إلى أن المنظومة الصحية تستطيع العمل لمدة مائة يوم دون أن تنهار، لكن هذا التوقع تقلص وانخفض بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين المكتشفين يوميًا.

وبحسب د. صبح فإن البرنامج التحليلي يشير حاليًا إلى قدرة المنظومة على العمل لمدة 45 يومًا بسبب زيادة الإصابات، وأبدى تخوفه من تصاعدها مجددًا بعد استئناف عمل بعض المدارس الخاصة وأخرى تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، تزامنًا مع بعض التسهيلات في الأسواق والمساجد.

وتوقع أن تزداد الأرقام أكثر فأكثر، "في حين يشير البرنامج إلى عدد أيام أقل من عمر المنظومة".

وحذَّر من تداعيات وصول البرنامج التحليلي إلى ما دون 30 يومًا من عمر المنظومة الصحية، لافتًا إلى أن ذلك "سيشكل تجاوزًا للخط الأحمر وسيدفع السلطات بغزة إلى إغلاق القطاع كاملاً لمدة 14 يومًا حتى نتمكن من تخفيض أعداد المصابين وتقليل انتشار الفيروس بما يتناسب مع قدرة المنظومة الصحية.

وتابع المسؤول الطبي أن "المواطن هو حجر الأساس، وهو الذي سيحدد ما ستؤول إليه الأوضاع في القطاع، وإذا التزم المواطنون بالإجراءات الوقائية سنتمكن من تخفيض الأعداد وتقليل انتشار الفيروس".

كما توقع لجوء الجهات الحكومية إلى إغلاق شامل بغزة في فترة لا تتجاوز أسابيع في حال استمرار عدم تجاوب المواطنين لنداءات الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة.

وختم صبح: أرقام الإصابات التي نقرؤها اليوم تعد أرقامًا متواضعة أمام ما سنقرؤه خلال أسبوعين إذا انتشر الفيروس بشكل أوسع.

ولجأت الجهات الحكومية إلى إغلاق وعزل أحياء موزعة في المحافظات الخمس لقطاع غزة الأيام الأخيرة قبل أن تقرر مجددًا تخفيف هذه الإجراءات والسماح بعودة جزء من مظاهر الحياة.