فلسطين أون لاين

تقرير لاجئون فلسطينيون يترقبون شتاء "لاهبا" في إدلب!

...

يبدو أن الشتاء هذا العام سيكون "لاهبا" على غير طبيعته، في محافظة إدلب (شمال سورية)، مع تصاعد الأحداث وارتفاع سخونتها بالميدان مع عودة القصف والغارات على مدن وبلدات الجنوب الإدلبي.

بينما يحشد كل من النظام السوري والمعارضة قواتهما على جانبي الطريق الدولي المعروف بـ "إم 4"، يسود الخوف اللاجئين الفلسطينيين من تجدد المواجهات، حيث يتجرعون مرارة القلق كل لحظة، مع قلة الأمل في اتفاق الأطراف المتحاربة على هدنة جديدة، ليبدأ آخرون بحزم حقائبهم استعدادا للرحيل بحثا عن ملاذات آمنة تحسبا لاحتدام الأوضاع.

فعلى طول طريق "إم 4"، تمتد عشرات التجمعات السكنية، أهمها مدينتي "أريحا" و"جسر الشغور"، حيث شكلت ملاذا آمنا اضطراريا، لصعوبة الحياة فيها، لعشرات العائلات الفلسطينية المهجرة.

وخلال الأشهر الأولى من هذا العام اضطرت هذه العائلات للنزوح باتجاه الحدود شمالا هربا من القصف العنيف الذي تعرضت له المنطقة وسيطرة قوات النظام على أجزاء واسعة من المحافظة.

ويخشى الفلسطينيون من تكرار سيناريو العام الماضي، لما لاقوه من معاناة شديدة، حيث اضطرت عائلات للإقامة في خيام، بينما تمكن من هم أوفر حظا بالإقامة في منازل أقرباء أو أصدقاء لهم ريثما هدأ ضجيج المدافع، حيث عادت معظم هذه العائلات إلى مناطق الجنوب فور توقف المعارك.

لماذا إدلب؟

لكن، لماذا يخاطر الفلسطينيون للعيش في إدلب، وبالقرب من خطوط النار التي قد تشتعل في أي لحظة؟، يسأل مراسل "قدس برس" اللاجئ الفلسطيني "عبدالله"، والمهجر من مخيم "اليرموك" للاجئين الفلسطينيين بدمشق ، حيث اكتفى بذكر اسمه الأول لأسباب أمنية.

يقول عبدالله: "إن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون وغلاء المعيشة في عموم المدن والمناطق السورية المزدحمة، تقلص فرص الاختيار لصالح العيش في المدن والبلدات جنوبي إدلب، التي هي أقل غلاء من غيرها".

وأوضح أنه على سبيل المثال، فإن إيجارات المنازل في المناطق الحدودية تصل إلى 100 إلى 150 دولار في الشهر وهو ما تعجز معظم العائلات الفلسطينية على تأمينه حتى أنها لا تملك أجور انتقالها نحو الشمال.

وأكد أن هناك عائلات تعيش في منازل شبه مدمرة في مناطق "جبل الزاوية" في ريف إدلب، حيث لا تتوفر خدمات ومشافي وبأجور زهيدة وفي بعض الأحيان بدون إيجار.

 بين نارين

إذا فالفلسطينيون في إدلب وجنوبها عالقون بين نارين نار الحرب ونار المعيشة، يتأملون فيمن يمد لهم يد العون، وتعليقا على تلك الأوضاع التقت "قدس برس"، مسؤول العمل الخيري في "هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية" أحمد الحسين.

يقول الحسين: "إن عدد العائلات الفلسطينية التي تقيم في محيط الطريق الدولي الـ "إم 4" حوالي 385 عائلة فلسطينية يتوزعون على عدة مناطق بدءا من مدن إدلب وأريحا وجسر الشغور إلى مناطق ريف اللاذقية".

ونوه إلى أن هذه العائلات تعيش في حالة فقر شديد بل بـ "الحضيض" وفق وصفه، بمناطق تفتقر لأدنى مقومات الحياة، ناهيك عن المراكز الطبية والتمويلية، فضلا عن قربها من محاور القتال بسبب قلة ذات اليد لدى هذه الأسر.

وعن الدور الذي يمكن أن تقوم به هيئة فلسطين حال اندلاع المعارك وحدوث موجات نزوح جديدة أوضح الحسين أن الهيئة تقوم على توفير الاحتياج ومشاريع الإغاثة العاجلة من طعام وخيام وفرش وأغطية وغيرها في ظل الإمكانيات الشحيحة.

وبحسب هيئة "فلسطينيي سوريا للإغاثة والتنمية" فإن أكثر من 1500 عائلة فلسطينية هجرت من مناطق مختلفة من سوريا وخاصة مخيم اليرموك بدمشق باتجاه الشمال السوري.

وتوزعت تلك العائلات على مخيمات أعزاز وعفرين وإدلب فيما استقر البعض في مدن وبلدات تلك المناطق وخاصة "جنديرس" و"أطمة" وإدلب المدينة، في ظل أوضاع إقتصادية صعبة.

المصدر / قدس برس