دعا رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس الفرنسيين إلى خوض ما وصفها بالمعركة الأيديولوجية ضد "الإسلام السياسي المتطرف"، وندد بما وصفها بالمساومات التي قال إن أحزابا سياسية ومثقفين قاموا بها على مدى سنوات مع "التطرف الإسلامي".
وحذر كاستيكس في لقاء مع قناة "تي إف 1" (TF 1) من أن المعركة أيديولوجية، وأن من وصفه بالعدو يسعى لتقسيم الفرنسيين من خلال بث الكراهية والعنف، وإلى إحداث شرخ في المجتمع.
وقال إن الطريقة الأولى للانتصار في هذه الحرب هي توحد المجتمع الفرنسي، والافتخار بهويته وحريته ونظامه الجمهوري، مشددا على ضرورة الانتصار في المعركة التي يدعو إليها.
وأضاف كاستيكس أن ما وصفها بالإسلاموية السياسية المتطرفة عدو أعلن الحرب على فرنسا، وتحدث عن ضرورة تعزيز الناحية الاستخباراتية من أجل محاربة "الإسلاموية الراديكالية".
مظاهرات ضد الرسوم
في الأثناء، تظاهر اليوم عشرات الآلاف في داكا عاصمة بنغلاديش للتنديد بالرسوم المسيئة للرسول التي نشرت مؤخرا في فرنسا، مما أثار توترات أمنية ودبلوماسية، وتسبب في حملة مقاطعة للمنتجات الفرنسية في دول إسلامية عدة.
وقالت الشرطة إن 50 ألفا شاركوا في المظاهرة التي طالبت بمقاطعة المنتجات الفرنسية، في حين تحدث المنظمون عن 100 ألف متظاهر.
وحاول المحتجون التوجه نحو السفارة الفرنسية لكن قوات الأمن منعتهم من التقدم.
وفي العاصمة الإندونيسية خرج المئات اليوم للاحتجاج على موقف الرئيس الفرنسي من الرسوم المسيئة للنبي.
وحمل المتظاهرون لافتات تدعو إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية والوقوف لنصرة النبي.
وتأتي الاحتجاجات الجديدة في بنغلاديش وإندونيسيا بعد مقابلة الرئيس إيمانويل ماكرون التي قال فيها للجزيرة إنه يتفهم الصدمة التي يشعر بها المسلمون.
وفي الإطار نفسه، وجهت مجموعة من المنتديات الشبابية والروابط الإسلامية في أوروبا خطابا مفتوحا إلى ماكرون طالبته فيه بإعادة النظر فيما سمته الهجوم الذي يشن على المسلمين ونبيهم.
وانتقد الموقعون على البيان الطريقة التي اعتمدها ماكرون للتعامل مع تداعيات قتل المدرس صامويل باتي، وقالوا إنها لم تكن حكيمة، بل أمدت من وصفتهم بالعنصريين والمتطرفين الذين يلجؤون إلى العنف بمزيد من التشجيع.
ووصف البيان إغلاق المساجد ومداهمة المنظمات المدنية بأنه سلوك انتهازي، وانتهاك للمعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان.