قائمة الموقع

تحذيرات من استمرار ضخ"الصرف الصحي" إلى بحر غزة

2017-04-30T06:56:26+03:00

مع استمرار أزمة التيار الكهربائي التي أحدثت شللاً في كافة مناحي الحياة في قطاع غزة منذ نحو أسبوعين، بدأت بلديات القطاع بضخ مياه الصرف الصحي إلى البحر دون معالجتها، أو بإجراء معالجة بسيطة، كخيار وحيد أمامها للتخلص منها.

وحذرت عدد من بلديات القطاع من أن تفاقم واستمرار أزمة التيار الكهربائي سيعرض بحر غزة إلى مشاكل بيئية كبيرة ستلقي بظلالها على المواطنين الذين سيصابون بمشاكل صحية نتيجة استمرار ضخها في البحر دون معالجة.

في حين أوضح مختص بيئي أن ضخ مياه الصرف الصحي تترك آثاراً تدمر البيئة البحرية وتسبب أمراضًا عديدة يمكن أن تهدد المصطافين في حال ذهابهم إلى البحر ولعبهم برمال البحر.

الضخ في البحر

رئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان، أوضح أن البلدية أصبحت غير قادرة على معالجة مياه الصرف الصحي التي يتم تجميعها يومياً في محطات المعالجة وتضطر إلى ضخها مباشرة إلى البحر دون معالجة.

وحذر في حديث لـ"فلسطين" من أن استمرار انقطاع التيار الكهربائي سيُعرض بحر رفح إلى التلوث بشكل كبير وهو ما سينعكس على صحة المواطنين وعلى الحياة البيئية داخل البحر، لافتاً إلى أنه يتم ضخ ما يقرب من 70 ألف متر مكعب يومياً من مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى بحر مدينة رفح.

وقال أبو رضوان: "إضافة إلى أزمة مياه الصرف الصحي يواجه المواطن في رفح الآن أزمة أخرى وهي عدم وصول المياه إلى المنازل في هذه الأيام بسبب قصر برنامج الكهرباء والذي لا يتوفر إلا 3-4 ساعات وصل فقط".

وأضاف: إن "وصول المياه إلى منازل المواطنين في رفح يحتاج من 6-8 ساعات، وهو ما لا يتوفر في الوقت الحالي، لذلك بدأت الكثير من البيوت تعاني من وصول المياه لها وهو ما ينذر بأزمة حقيقية لا تستطيع البلدية عمل شيء تجاهها في ظل الإمكانيات البسيطة المتوفرة لها".

ضخ ومعالجة

من جهته، أكد مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة ماهر سالم، أن البلدية لا تزال في الوضع السليم وأن مياه الصرف الصحي التي يتم ضخها في البحر هي معالجة بنسب عالية ولا تسبب أي أمراض حتى الوقت الحالي، مؤكداً أن شاطئ بحر غزة لا يزال آمناً للسباحة في الفترة الحالية فقط.

وقال في حديث خاص لـ"فلسطين": إن "بلدية غزة تعمل في الوقت الحالي وفق خطة تم إعدادها في وقت سابق لمواجهة الظروف التي يمر بها القطاع من اشتداد أزمة الكهرباء وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل محطات الصرف الصحي".

وأضاف سالم: إن "الوضع في الفترة الحالية مستتب حيث إن العمل في محطات المعالجة يتم حسب الجدول المعتاد، كما أن نسبة المعالجة بدأت في التحسن مع ارتفاع درجات الحرارة"، لافتاً إلى أن البلدية تعمل على ضخ 60-65 ألف متر مكعب من المياه المعالجة بنسب تتراوح من 65-70% في البحر يومياً.

خطة طوارئ

وأوضح سالم أن بلدية غزة وضعت خطة مكونة من 5 مراحل للتعامل مع الظروف التي يمكن أن يواجهها القطاع خلال الفترة القادمة، منوها ًإلى أن القطاع يمر حالياً بالمرحلة الثانية وهي: وصول الكهرباء لـ 3 ساعات كل 14 ساعة قطع.

وبين أن هذه المرحلة تراعي تشغيل الآبار ومحطات المياه إضافة إلى تشغيل محطات الصرف الصحي، حيث يتم مراعاة توفير هذه الخدمات للمواطن بشكل مباشر.

وذكر سالم أن المرحلة الأخيرة من الخطة تتمثل في عدم وصول أي كهرباء إلى القطاع خلال 24 ساعة، مبنياً أن البلدية وضعت خطة لمواجهة هذه الظروف حسب قدرتها على توفير السولار إذا كان بشكل كبير أو متدنٍ.

وأشار إلى أن ترتيب أولويات الخدمة عند المواطنين يرتبط بتوفر الكهرباء والسولار، لافتاً إلى أن أولى الخدمات التي تعمل البلدية على توفيرها هي إيصال المياه إلى منازل المواطنين، ثم ضخ مياه الصرف الصحي لمحطات المعالجة، ثم تجميع النفايات من الشوارع.

وطالب سالم المواطنين بمساعدة البلدية في الحصول على الخدمات التي تعمل على توفيرها مثل توفير خزانات أرضية للمياه في البيوت، وعدم الاعتداء على محابس المياه الرئيسة في الشوارع العامة.

أضرار صحية وبيئية

في السياق ذاته، قال أستاذ العلوم البيئية في الجامعة الإسلامية عبد الفتاح عبد ربه: إن "المياه العادمة تقذف في البحر بكميات هائلة في ظل الوضع المتردي الذي يعاني منه قطاع غزة بسبب انقطاع التيار الكهربائي".

وأضاف في حديث لـ"فلسطين": إن "مياه الصرف الصحي التي تضخ في البحر ستلحق ضررًا كبيراً على صحة الإنسان الذي سيتجه إلى البحر خلال فصل الصيف، والذي سيقوم بالسباحة أو اللعب بالرمال".

وأشار عبد ربه إلى أن المواطنين والأطفال سيكونون معرضين للأمراض الجلدية ولالتهابات الأذن والعيون والتي ستسببها البكتيريا والميكروبات الموجودة في مياه البحر، أو التي تكون مخزنة في الرمال الموجودة على الشاطئ.

ولفت إلى أن 60% من شاطئ بحر القطاع غير مسموح بالسباحة فيه، ومع ضخ مياه الصرف الصحي غير المعالجة ستزيد المساحة الممنوع السباحة فيها، مؤكداً أن حل هذه الأزمة يتمثل في إزالة سببها والذي هو ضخ مياه الصرف الصحي في البحر.

وبين عبد ربه أن مياه الصرف الصحي ستؤثر في الثروة السمكية حيث إن المياه الملوثة تكون محملة بمواد ممرضة مكونة من بكتيريا وميكروبات تتسبب بالأمراض لكافة أنواع الأسماك الموجودة في بحر القطاع.

وكانت مصلحة مياه بلديات الساحل قد حذرت المواطنين من السباحة على شاطئ بحر غزة هذا الصيف؛ بسبب تفاقم أزمة التيار الكهربائي، وعدم تمكن مصلحة المياه والبلديات من معالجة مياه الصرف الصحي قبل أن يتم ضخها لمياه البحر.

وقال رئيس المصلحة منذر شبلاق في تصريحات صحفية سابقة: إن تقليص ساعات الوصل الكهربائي تسبب بتداعيات وآثار سلبية كبيرة على مجمل خدمات المياه والصرف الصحي في قطاع غزة، فلا يمكن معالجة مياه الصرف الصحي خلال 6 ساعات أو 4 ساعات فقط من الكهرباء بالشكل الأمن.

وأضاف: "هناك بعض المواقع لا يجوز فيها السباحة مطلقاً، لعدم اكتمال معالجة مياه الصرف الصحي، وخشية على صحة الأطفال وكبار السن الذين هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض والفيروسات والأوبئة".

وأوضح شبلاق أن نحو 110000 كوب من الصرف الصحي يتم ضخها يومياً في مياه البحر عبر 13 مضخة من رفح جنوباً حتى بيت لاهيا شمالاً، مطالباً الجهات المختصة كالبلديات بوضع يافطات وعلامات محددة لتحذير المواطنين من السباحة في المناطق الخطيرة حفاظاً على صحتهم.

اخبار ذات صلة